كاتب بريطاني (روبرت فيسك)...أميركا في العراق كما إسرائيل في فلسطين انتقد كاتب صحافي بريطاني شهير محاولات المسئولين الأميركيين إسكات الأصوات المنددة بالحرب على العراق والأخطاء التي ترتكبها القوات الأميركية في هذا البلد بما في ذلك إسكات الشخصيات الأميركية التي تنتقد ما يجرى في العراق.وشبه الكاتب البريطاني الممارسات الأميركية في العراق في الوقت الراهن بالممارسات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة. وأشار المراسل المتخصص بشئون الشرق الأوسط روبرت فيسك لصحيفية «اندبندنت» إلى أن المسئول الأميركي فى إدارة الحاكم المدني للعراق بول بريمر يتبع سياسة التعتيم على الأخبار كما كان المسئولون الأميركيون يعتمون على الأخبار في أفغانستان. وقال فيسك أن الولايات المتحدة تمارس أبشع أنواع تكميم الأفواه موضحة أن بريمر عندما قرر إغلاق صحيفة «الحوزة» التابعة لمقتدى الصدر كان حجته أنه لا يريد أية مطبوعة تحرض على العنف لكن في الواقع أن إغلاق هذه الصحيفة فجر عنفا لم يسبق له مثيل في العراق منذ انتهاء العمليات العسكرية رسميا. وأشار الكاتب البريطاني إلى أن المسئولين الأميركيين لم يتوقفوا عن ترديد كلمة «اصمتوا» للصحافيين والسياسيين الذين يعارضونهم. وعبر فيسك عن دهشته كيف أن البيت الأبيض لا يتعلم من أخطاء الأمس فهو يكرر نفس الأخطاء التي وقع بها في السابق. وهاجم الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في أن معا حيث اعتبر أن العلاقة بين الدولتين وطيدة لدرجة ليست كبيرة فحسب بل ومشينة أيضا. واستعرض كيف أن بلدوزر إسرائيلي قتل داعية للسلام أميركية هى ريتشيل كورى عندما كانت تحاول الوقوف في وجه قائد هذا البلدوزر عندما كان يحاول هدم منزل « وليس معسكر تدريب عسكري » فلسطيني. وقال أنه عندما وجهت الأسئلة للمسئولين الأميركيين عن هذه الحادثة خاصة وأن البلدوزر نفسه هو جزء من المعونة العينية الأميركية لإسرائيل كان المسئولون الأميركيون يقولون للصحافيين« لاتعليق» بل والتزمت الإدارة الأميركية الصمت المطبق. وأضاف فيسك أن واشنطن تقوم بنفس الشيء حين يتم التعاطي مع الشأن العراقي بل ويذهب أبعد من ذلك حيث قال فيسك « لقد رأيت بأم عيني كيف أن الجرافات الأميركية تقوم بجرف منازل وتهديمها في العراق بحجة أنها تلاحق مشبوهين أو مطلوبين للسلطات الأميركية وليس للعدالة وأن الشيء نفسه تقوم به الجرافات . والدبابات الإسرائيلية ضد المنازل الفلسطينية بنفس الحجة الواهية في الكثير من الأحيان والمشهد هو نفسه أيضا عندما تقوم طائرات الاباتشى الأميركية بقصف المنازل والمساجد وكذلك الأمر عندما تستخدم إسرائيل المروحيات ضد المنازل المدنية في فلسطين المحتلة. وكشف أيضا عن أن القوات الأميركية تقوم حاليا بإغلاق القرى والبلدات العراقية وكأنها تنفذ مخططات إسرائيل في فلسطين كما أنها تزج بآلاف العراقيين في المعتقلات الأميركية حيث كان الأميركيون قبل غيرهم قالوا أن معتقلات صدام حسين كانت مليئة بالأبرياء مشيرا إلى أن هذه الاعتقالات تجرى على مدار الساعة ولا توجد محاكمات. وأوضح الكاتب البريطاني الذي يبعث برسائله من مناطق مختلفة من العراق بأن ما يجرى في العراق من تطورات خطيرة تنعكس بصورة سلبية على الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جورج بوش لان ما يجرى فى العراق ليس أمرا بعيدا عن الساحة الأميركية. #صحيفةالبيان |