مصرع 28 جندياً للاحتلال وسقوط مروحيتين وأنصار الصدر يحتجزون رهائن |
أميركا تقتل 81 عراقياً بينهم 40 داخل مسجد بالفلوجة قبل يومين فقط من حلول الذكرى الاولى لسقوط بغداد، اشتعلت غالبية المدن العراقية امس في مواجهة غير مسبوقة للاحتلال لليوم الثالث على التوالي ما ادى لمقتل 28 جندياً اميركياً وتحطم مروحيتين للاحتلال في بعقوبة والفلوجة مقابل قيام الاحتلال باستخدام معظم انواع الاسلحة بما فيها مقاتلات الإف 16 لكسر ارادة العراقيين حيث قتل أمس 81 ضحية بينهم 40 لقوا مصرعهم بقصف صاروخي بقنبلتين زنة 1000 رطل لمسجد السامرائي بالفلوجة التي واصلت التصدي للاميركيين حتى امس. في حين اضطرت قوات الاحتلال الاوكرانية للانسحاب من الكوت بعد وقوع عدد من عناصرها اسرى بأيدي العشائر التي تحتجزهم كرهائن، فيما هددت القوات الاميركية بتدمير جيش المهدي التابع للزعيم الشاب مقتدى الصدر، وعقد الرئيس الاميركي جورج بوش مجلس حرب على الهاتف لمتابعة اتساع المقاومة. فقد ارتفع عدد قتلى الاحتلال الى 28 قتيلا بمقتل جندي مارينز بالقرب من مسجد السامرائي بوسط الفلوجة بعد قصفه بالصواريخ وقذائف طائرة نفاثة ومروحية كوبرا، ومقتل قائد مروحية ومساعده بعد اسقاطها في الفلوجة. وقال الكابتن في مشاة البحرية بروس فريم من المقر العام للقيادة الوسطى في تامبا في فلوريدا (جنوب شرق) «بحسب المعلومات الاولية التي تلقيناها، اصيب خمسة من جنود المارينز في اطلاق نار مصدره المسجد». واضاف ان اطلاق النار هذا «ادى الى قصف» المسجد بواسطة الطائرات الاميركية. واشار المتحدث الى ان القوات الاميركية تتجنب عادة اماكن العبادة، «الا ان هذا المسجد فقد حصانته بعد ان استخدمه المتمردون كنقطة محصنة لاطلاق النار منها». وقال ضابط المارينز في العراق الكولونيل برينان بايرن ان الجنود الاميركيين الذين ينفذون عملية عسكرية في الفلوجة غرب بغداد قصفوا مسجدا وقتلوا فيه حوالى اربعين مقاتلا. واوضح ان عملية القصف جاءت بعد بضع ساعات من اطلاق نار بالاسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية من جانب المتحصنين داخل المسجد على الجنود الاميركيين. وتوعدت قوات الاحتلال على صعيد آخر بتدمير ميليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر. وقال نائب قائد عمليات التحالف الجنرال مارك كيميت في مؤتمر صحافي في بغداد «سنشن هجمات للقضاء على جيش المهدي». واضاف ان «عملياتنا الهجومية ستكون موجهة ومحددة، وستكون قوية وستنجح». وتابع الجنرال كيميت «فيما يتعلق بالمناطق في وسط وجنوب العراق (غالبية شيعية)، فاننا سنواصل محاربة جيش المهدي وسنحقق نجاحا». واوضح «نتعلم اكثر فأكثر عن جيش المهدي، كيف يعمل واين ينشط وضد من». واضاف الجنرال الاميركي ان الهدوء لن يعود الى العراق الا عند استسلام مقتدى الصدر. وقال «اذا اراد الصدر تخفيف حدة العنف وعودة الهدوء، فبامكانه ذلك. عليه ان يسلم نفسه لاحد مراكز الشرطة المحلية ويواجه العدالة». واعترفت وزارة الدفاع الاميركية بمقتل 12 من افراد المارينز خلال اشتباكات مع عراقيين في الرمادي مساء الثلاثاء، ملمحة الى ان ميليشيا الصدر وراء هذا الهجوم. من جهتها ذكرت وكالة الانباء الالمانية ان مراسلها في الفلوجة شاهد بعينيه جثث عشرة جنود اميركيين في شوارع حي الجولان، كما رأى خمس ناقلات جنود اميركية وثلاث دبابات مدمرة في الحي نفسه. واعترف الجيش الاميركي بمقتل جندي اميركي وجرح اخر في اشتباك مع مقاتلين قرب بلدة بلد شمالي بغداد، كما قتل جندي اميركي في كركوك يوم امس، وسقط جندي ثالث في هجوم على قافلة عسكرية خارج مركز للشرطة في بغداد. في غضون ذلك قال شهود عيان في بلدة بعقوبة العراقية إن طائرة هليكوبتر أميركية تحطمت امس في البلدة الواقعة على بعد 65 كيلومترا شمالي بغداد. وأضافوا انه أطلقت أعيرة نارية حول مكان تحطم الطائرة بعد سقوطها. من جهة ثانية قال شهود عيان لمراسل وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن مروحية ثانية اسقطت في حي الجولان بالفلوجة بصاروخ من طراز ستريلا المضاد للطائرات وقتل قائدها وجندي آخر. وقد أدى الانفجار إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان غطت سماء المدينة. ويبلغ عدد الطائرات الأميركية التي سقطت منذ ثلاثة أيام بهذه المنطقة خمس طائرات. وهي ثاني طائرة أميركية تسقط في حي الجولان وكانت مروحية أخرى قد سقطت في صباح امس. وذكر شهود عيان ان طائرات اف 16 الاميركية قصفت الاحياء الشرقية لمدينة الفلوجة امس، كما اكد الجيش الاميركي ان قوات المارينز وصلت الى مركز المدينة امس وسط قتال عنيف مع المقاتلين. وأفادت قناة إخبارية بولندية بأن كبير ممثلي المرجع الشيعي الشاب مقتدى الصدر في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة ربما يكون ضمن مجموعة من سبعة قتلى سقطوا في اشتباكات مع القوات البولندية في المدينة امس. وقالت قناة «تي.في.إن 24» إن الشرطة العراقية في كربلاء ذكرت أن مرتضى الموسوي ممثل الصدر في المدينة من بين سبعة أشخاص قتلوا في اشتباكات مع الجنود البولنديين. غير أن قادة القوات البولندية في العراق رفضوا تأكيد نبأ مقتل الموسوي. من ناحيته اكد احد المقربين من الصدر في النجف ان قوات الائتلاف ارغمت على الانسحاب من مدينة الكوت في محافظة واسط (180 كلم جنوب بغداد) بعد ان احتجزت العشائر عددا من الجنود كرهائن. وقال قيس الخزعلي في مؤتمر صحافي ان معارك عنيفة جرت في هذه المنطقة بين الميليشيات الشيعية وقوات التحالف. واضاف انه «اثر هذه المعارك قام رجال عشائر باحتجاز عدد من جنود التحالف كرهائن مما ارغمه على سحب جنوده من المنطقة». من جهة ثانية قال سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الابيض فى تصريح له امس ان بوش عقد اجتماعا لمجلس الامن القومى بواسطة الهاتف شارك فيها الجنرال جون ابى زيد قائد القيادة المركزية وبول بريمر رئيس سلطة التحالف المؤقتة فى العراق وكذلك دونالد رامسفيلد وزير الدفاع وكوندوليزا رايس مستشارة الامن القومى واندرو كارد رئيس هيئة موظفى البيت الابيض. واضاف ان بوش سيعقد فى وقت لاحق امس اجتماعين لمجلس الامن القومى لمتابعة تقييم الوضع فى العراق وانه سيجرى محادثات هاتفية مع تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى. |