الرئيس على عبدالله صالح توجه إلى السعودية وأنهى الفتنة بصراحته وصدقه يعتبر الرئيس على عبدالله صالح رئيس اليمن مثالاً صادقاً للقائد الفذ المؤمن بشعبه وأمته والذى استطاع فى زمن قياسى تحقيق انجازات تاريخية لليمن.. ولا اخفى اعجابى بالرئيس اليمني، وكان قلمى دوما مسانداً له ولأسباب موضوعية بينها وطنيته وقوميته وانجازه التاريخى بتحقيق وحدة اليمن منهياً إنفصالاً زرعته بريطانيا بتسليمها الجزء الجنوبى لليمن الى الشيوعيين.. وعبر التاريخ الحديث كان اليمن دولا.. سلطنات وسلاطين لكل منهم شبه دولة. واستطاع على عبدالله صالح ايضا ان ينهى اسطورة الخلاف الأزلى بين السعودية واليمن على موضوع الحدود.. وقضى الرئيس اليمنى على الفيتو ضد استخراج النفط فى بلاده.. واستطاع بذكاء وحسن تصرف ان ينقذ بلاده من تهمة لعبت برؤوس الامريكيين مفادها ان اليمن اصبح وكراً للارهاب وأن جماعات تنتمى لتنظيم القاعدة انتقلت الى اليمن وأصبحت تدير عملياتها من هناك. وقد ساهمت بعض قيادات عربية فى إلصاق هذه التهمة عبر تقارير رفعتها الى امريكا، فأخذت الادارة الامريكية تفكر فى احتلال اليمن قبل قرار غزو العراق. لكن الرئيس تمكن من احتواء المشكلة بشجاعة وصدق والتقى الرئيس الامريكى ومساعديه فى واشنطن وبدد تلك الاتهامات بالحقائق وبذلك احبط تلك الفتنة.. وفى الداخل يلمس المراقب ما حققه على صالح فى مجال الديمقراطية متمثلاً فى تعددية حزبية وتطويرا للعملية الانتخابية وفقاً لقواعد وأسس أوقفت التدخلات. ويمارس البرلمان مسؤولياته بحرية كاملة كما يحظى الاعلام متعدد الاتجاهات بمساحة من الحرية لا تتوفر فى العديد من الدول. هذا الزعيم المتواضع، رغم انجازاته، يتعامل مع المسؤولين والمواطنين ببساطة وتبسط. وقد التقيت به لمرة واحدة فى العام الماضى فوجدت نظرتى فيه صادقة. أعود للانجاز الذى حل قضية كانت مفخخة، وأعنى إتفاقية الحدود التى ابرمت بين اليمن والسعودية والتى جاءت نتاج صدقه وتفهم الامير عبدالله ولى العهد السعودى فوضعت هذه الاتفاقية حدا لنزاع استمر عشرات السنوات.. كانت الاتفاقية مثالية اسندت رسم الحدود لشركات متخصصة.. ولكن هنالك اصابع خفية من سعوديين ويمنيين يحاولون افشال تلك الاتفاقية وهو ما يدركه الرئيس اليمنى وولى العهد السعودي. من هنا جاء تحرك الرئيس على عبدالله صالح بسرعة لانهاء موضوع جديد له علاقة بالحدود ألا وهو اقامة سياج بين البلدين بعد ان تطور الموضوع اعلاميا وتدخل الاعلام الصهيونى والسائرون فى ظله للتهويل وتضخيم المشكلة والزعم بأن هناك جماعات ارهابية تتسلل من اليمن الى المملكة. لم يلجأ الرئيس اليمنى الى ايفاد ممثلين عنه بل توجه مباشرة الى الرياض حيث التقى بالامير عبدالله الذى لم يكن لديه معلومات عن تفاعلات تلك القضية، وخلال يومين من المباحثات تم وضع أسس لتجاوز المشكلة وشُكلت لجنة من وزارتى الداخلية وسلطات الحدود فى البلدين لمعالجة الموضوع عبر مسح ميدانى لتحديد مسار للدوريات الامنية فى الجانب الشمالى باتجاه السعودية، والجنوبى باتجاه اليمن. وبهذا الاجراء السريع المتفق عليه سيتمكن البلدان من منع اية عمليات تسلل أو تهريب. وعاد الرئيس اليمنى الى وطنه سعيداً بتجاوب الامير عبدالله وسرعة تجاوبه وبذلك تم ايقاف محاولات التفرقة. هذان الزعيمان احبطا الفتنة بفضل ايمانهما واخلاصهما لعلاقات الاخوة وافشلا محاولات الصهيونية والاستعمار لاستغلال تلك القضية وجعلها مجالاً للدس لتحقيق اهداف تجد للأسف تأييداً من بعض القادة. يا حبذا لو أن جميع حكامنا يتصرفون بمثل هذه السرعة لاحتواء اى خلاف قد يطرأ وللقضاء على الفتن قبل ان تستفحل. فهذا عمل قومى اسلامى يساعد على تحقيق الوفاق العربى الذى هو أمل شعبنا. ونحن ندعو الله تعالى أن يوفق المخلصين وأن يرجع العملاء عن ضلالهم الى السبيل القويم. نقلا عن العرب اللندنية |