![]() مشاريع إبليس لم يعد للمشاريع الصغيرة مكان وزمان، لغة واصطلاحا.. في عصر لا يعترف بالمتساقطين والمنكسرين فالمستحيل بعينه عودة براميل ما قبل 22 مايو 1990م والحديث عن أي انفصال هو ضرب من الجنون الخالص واللعب بكرة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في منطقة محظورة لن يفضي إلا إلى مزيد من العبث بالقضية الوطنية الكبرى المتمثلة في تحرير الثورة اليمنية من مخلفات الإمامة والاستعمار الذين ما زالوا يكرسون الفوارق والامتيازات ويثيرون النعرات النتنة في كل اتجاه، ولعل ما يظهره ويبطنه ما يسمى بـ"الحراك الجنوبي" يمثل أحد مظاهر بقاء تلك المخلفات التي تتعاون على الإثم كما تآزرت مخلفات الإمامة في حصار السبعين يوما لوأد الثورة الأم فلم يكتب لها النجاح ومن يعتقد النجاح لدعوات المشاريع الصغيرة في بعض مديريات المحافظات الجنوبية فهو واهم واهم، ويعيش خارج دورة الزمن ومخطئ من يعتقد أن تكرار فتنة صعدة في الشمال وإسقاطها على المحافظات الجنوبية سيكتب لها النجاح طالما وسوء النية يجلب دائما سوء النية من المفارقات الغريبة التي حملها ما يسمى بالحراك مؤخرا تذكير الشعب بكل أحزان المنعطفات والدورات التي شهدتها اليمن إبان الاستعمار والإمامة وسنوات تثبيت مداميك الثورة في الشمال والجنوب.. لقد بعث "الحراك المشبوه" من في القبور في عودة غير حميدة لإطلال السلطنات، تزامنا مع إطلالات بالية لمهندسي التشظي وإنتاج الأزمات والتي يعيها شعبنا جيدا، ولن تشغله مشاريع بليدة تحمل فناءها داخلها عن اهتماماته اليوم والمتمثلة في اقتصاد مستقر ومستقبل آمن لأجيال من حقها علينا تأمينه.. من خلال محاربة الظواهر السيئة والممارسات السلبية كالثأر والغلو والتطرف والاستنزاف الجائر للمياه، وهجرة الأدمغة، وتهريب الأطفال، وتراجع زراعة الحبوب أمام القات، وجرف الشعاب المرجانية وفوضى الاصطياد البحري، وخصخصة المشاريع الناجحة، وعبث استيراد السموم والمبيدات الحشرية، الغش في الامتحانات، مافيات الأراضي.. وغيرها مما سبق أعتقد أن لدينا أولويات وهموماً هي بحاجة إلى جهد كل مواطن يمني وتذكير سلطات الدولة بها في كل وقت وحين بدلا من هدر الجهود وتفريغ حماس وطاقات الشباب بما لا خير فيه ويذهب جفاءً. أتمنى وأرجو أن نرى ونسمع حراكا وطنيا بناء يدفع بكل إيجابي ويناهض كل سلبي، يصحح كل اعوجاج ويرمم كل انكسار ويسد أي ثغرة تأتي منها ريح الفشل والتآمر على الوطن تحت أي مسمى كان سأختصر على نفسي وعليكم مقالي هذا بالإشارة إلى أن لكل مشكلة في الدنيا حلاً وغالبا ما ينتج عن كل حل لمشكلة كبيرة ظهور مشكلة أصغر إذا لم نتجاوزها بالعقل ستتجاوز نفسها بفعل الزمن بشرط أن نستوعب الدروس جيدا وألا نفتح لإبليس الرجيم مدخلا إلى نفوسنا للعاطلين.. تحذير خاص: إبليس مشاريعه كثيرة!!! |