الأحد, 20-أبريل-2025 الساعة: 08:37 م - آخر تحديث: 02:00 ص (00: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
ثقافة
المؤتمر نت -
هايل علي المذابي -
البردوني يعود في هيئة حصان
ماذا يمكن أن يقال عن هذا الضرير الذي استحوذ بنفاذ بصيرته على كل ما هو جميل وساحر في اللغة صرفاً ومعنى، وجعل القصيدة التي يكتبها كعبة يحج إليها النقاد وعاشقو الحرف واللغة، ومدرسة يتخرج منها المئات من المبدعين، وكيف لا وهو الذي كسا القصيدة ببردة الحسن والقداسة والجمال.. ربما هي حكاية القائل بكروية الأرض، والحلاج و.. و.. و.. وكل من لم يسعفه زمنه بأن يفهم معاصروه ما نشده وصبا إليه رغم ذلك فربما بدت المعادلة ناقصة لو تحقق ذلك.
لقد كان سابقاً لعصره وأونه بنظرته التي تتخطى الأجناس والحضارات والأقاليم وتتجاوز الأزمنة والأمكنة إلى وحدة شاملة تلتقي كقطرات الغيوم وتتجمع وتتلملم لتنسكب في حضن الأوقيانوس العظيم لترقى بنا إلى ذورة النشوة حيث الإبداع وحيث الإعجاز وحده.
هذا الضرير عاش زمناً كان الدهر فيه أسير كلمته، ويجدر بي أن أنتقي قصيدة من قصائده لتكون محط الحديث، وهي في مجموعها - أي قصائده - تذكرني بمثل عربي قديم قالته فاطمة بنت الحوثب الأنمارية امرأة زياد العبسي وكان لها سبعة أولاد ذكور من نجباء العرب.
فقيل لها يوماً أي أولادك الأفضل، قالت الربيع.. لا بل عمارة.. لا بل فلان، ثم قالت: ثكلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل «هم كالحلقة المفرغة لا يُدرى أين طرفاها.
نعم قصائد البردوني كذلك كالحلقة المفرغة لا يُدرى أين طرفها، رغم ذلك فسأختار منها قصيدة بسيطة تأسر اللب وزناً وحرفاً ومعنى وتلامس بعفويتها ورمزيتها أفق العالمية محلقة في فضاءات لا يلحق بها فيها جناح..
من ديوان «زمان بلا نوعية» قصيدة «للقاتلة حُباً»..
وفيها أحد أنواع التناص التاريخي أو استعارة الهياكل ولكن بتقنية حديثة جداً توحي بذكاء صريح وخبرة بناء ماهر في رصف الحجر، يقول مقطع منها:
اجتثيني من عرقي
يخضر مكاني بعدي
تورق ذراتي خيلاً
أقلاماً حُباً رعدي
من كل حصاةٍ ينمو
فلاحٌ يزهو جندي
من تحت ركامي يحبو
آتيك يغني عهدي
قتلي يبدي من سري
ما أعياني أن أُبدي.
في هذه الأبيات يتجسد التناص التاريخي والميثيولوجيا الراقية التي تُدهش وتسحر بجمالها وتبين عمق نفس هذا الضرير وعبقرية موهبته.
تقول الأسطورة: «إن الأبطال عندما يموتون يعودون إلى الحياة ولكن في هيئة خيول وأحصنة، ومن ملك أي من هذه الأحصنة فإنه - أي الحصان - كفيل بحمايته وإرشاده» ذُكرت هذه الأسطورة في حكاية الملك آرثر، والصورة واضحة فالبرودني يقول:
تورق ذراتي خيلاً
أقلاماً حُباً رعدي
وفي هذا دليل واضح على نفاذ بصيرته وجودة السبك لديه وحسن الانتقاء وسلامة الذوق والمهارة والبراعة في التوظيف للميثيولوجيات، والرجل في هذه المقاطع من القصيدة يرى في نفسه فيلقاً من الأبطال والمبدعين لا فرداً، ولعمري إنه من أبلغ من استخدموا التناص التاريخي في قصائدهم وحكاياهم.أكتفي بذلك فالحديث ذو شجون وحسبي الخلاصة.. وألاَّ يغمط هذا الضرير حقه.


[email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025