عن (شيخ ) المعارضة ومعارضة (الشيخ)..!! منذ يوم أمس الأول حين بثت قناة (الجزيرة مباشر ) حوارا مع الشيخ / حميد عبد الله بن حسين الأحمر وأنا متردد في تناول _الحوار _أو التعليق على مضامينه التي لا اعتقد أنها من ملكات أفكار الشيح / حميد أو على الأقل أقنع نفسي بهذا المبرر , مع العلم أننا لم أقتنع بعد بفكرة أن يكون الشيخ / حميد معارضا ومتطرفا بالطريقة التي هو عليه وبتلك الحدية التي ظهرا بهاء منذ الانتخابات الرئاسية حطاباته الحماسية التي ألهبت حماس الجماهير داخل الصالات المغلقة لكن في الأخير وبعد ظهور النتائج بداء الشيح وكأنه يحاول الثأر من تلك النتيجة التي رجح فيها ومن خلالها الشعب اليمني كفة الرئيس / علي عبد الله صالح على البقية ولا يزال الشعب اليمني يثق ويراهن على الرئيس وحسب دون الحكومة والحزب الحاكم ودون المعارضة بشيوخها ومعارضيها ورموزها .. في حوار الشيخ / حميد مع قناة _الجزيرة_ وأن كان لم يأتي بجديد وأن ما قاله في هذا الحوار سبق أن قاله قبل أكثر من عام مضى في حوار أجرته معه قناة _دبي الفضائية _ لكن ما يلفت النظر لحوار الأمس القريب هو إصرار _الشيخ_ على أن يكون في واجهة المعارضة وراعيها وتلك خطوة تقدمية في بعدها الإستراتيجي يشكر عليها الشيخ / حميد الذي بهاء انتقل من دائرة الإقطاع القبلي بكل تراثها وتقاليدها وخطى خطوة انفتاحية متقدمة ومتحضرة بحكم وضعه الرأسمالي وانتمائه لعالم البزنس والاقتصاد ، لكن كان يفترض بالشيخ أن يكون رافدا للمعارضة وعاملا على إنعاشها وإخراجها من شرنقة التخلف التي تعيشها إلى معترك الحياة الرحبة بكل قيمها وتحولاتها نعم الشيخ خطى خطوة جريئة ومتقدمة حين غادر دائرة الإقطاع القبلي إلى كنف المعارضة ليكون راعيها و( حاميها ) وتلك وظيفة يجدها الشيح منذ مدة ويعلم بطريقة إدارتها والوصول إليها , لكن ما أغفله الشيخ هو إنه تجاهل مقومات (الرعاية ) المفترضة للمعارضة ,حيث كان يفترض أن يكون للشيخ بصماته على المعارضة وعلى خطابها وسياستها ومواقفها , لكن يقال أن (غلطة الشاطر بألف) والشيخ / حميد غلط حين جعل من نفسه (ناقل) لخطاب المعارضة وليس (فاعل) وبالتالي شكل أزمة أضافية تضاف لأزمات المعارضة التي تحتاج لراعي يؤثر بهاء ويتحكم بخطابها فجاء الشيخ ليزيد لفشل المعارضة فشلا أخر ولكن بثقل الشيخ / حميد , الذي لم يتشرب من حكمة المرحوم ما يكفي فكان وجوده في وسط المعارضة أشبه كما يقال _بجنازة وفدت لفوق الأموات_ وليس فيما قاله الشيخ / حميد لقناة الجزيرة ما يمكن اعتباره رأيا سياسيا باعتباره صادر عن شخصية اعتبارية لهاء أرثها الاجتماعي وأن كان هذا الإرث نحسبه في سياق الوراثة باعتباره نجل الراحل الشيخ / عبد الله بن حسين , وهو ما يجعلنا نترقب كل ما يأتينا من الشيخ / حميد باعتبار أن ما يأتي من قبله لا يقبل الجدل والانتقاص كونه رجل من أصحاب القرار وينتمي للنصف الأخر في المعادلة _المعارضة _ وهي الوجه الأخر للحكم وهذه الصفة تجعل الشيخ أحد أقطاب حكومة (الظل) وبالتالي فإن ما يصدر عنه يجب أن يرتقي إلى مستوى الصفة الاعتبارية التي نكنها لمثله ولمن هو في مكانته فأن جاءا بما هو دون ذالك فعليه وزر ما يقول وما يفعل , لكنا وبدافع من حرص وطني نلفت نظره إلى أن هناك الكثير من المعطيات المتصلة به وبدوره وما يجب أن يكون عليه تستوطن ذاكرة المواطن فلا يجعل هذا المواطن يفقد حتى بقايا من ثقة يمكن أن تظل تستوطنه لدوافع عديدة منها على سبيل المثال العمق القلي الذي يفترض أن يكون ساندا للشيخ ويفترض بالشيخ مراعاة هذا العمق وعلاقته بواقعه الاجتماعي , فليس صحيحا ما يذهب إليه البعض من القول الجزافي في محاولة للفصل بين الدوائر المترابطة التي يفترض أن يتحرك فيها الشيخ خاصة والجمع بين السياسة والتجارة فعل لا يخلوا من المخاطر ولكن ليتذكر الشيخ / حميد إنه الرابح الوحيد والكاسب الأوحد من خضم المعترك ولوا استجاب الأخر لكل طلبات ومطالب الشيخ / حميد ونفذا له كل ما قاله في الجزيرة لما تردد الشيخ في التنكر لكل ما قاله والذي لم يكون سوى تلقين نقله عن المعارضة التي تستثمر الشيخ وتستظل تحت دثار إرثه الاجتماعي , وأن كان أملنا أن يؤثر الشيخ على المعارضة ويكون عامل توازن وحلقة وصل بين المعارضة والسلطة , فأن ما بداء عليه الشيخ بهرولته السفسطائية يدل على إنه لم يكون مستوعبا المسار الذي اختاره فكان أن جرفته ثقافة المعارضة وهي ثقافة يصعب معها تمدن الشيخ ولا قبيلة المعارضة وبالتالي سوف نجد أنفسنا نشاهد حراك عبثي على شاكلة طرح الشيخ ورئيس المشترك وخطابهما وهولا يذكرونا بحكاية (الغراب) الذي قرر أن يكون (صقرا) ولكنه فشل في أن يكون (صقرا ) فقرر العودة إلى ما كان عليه حاله سابقا (غرابا) ففشل فكانت الكارثة أن بقى ممسوخا فلا هو (صقرا) كان ولا هو ( غرابا) عاد ..!! [email protected] |