ضحايا مصريين بنيران البحرية الأمريكية أكدت مصادر رسمية في مصر مقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة اثنين آخرين، بعد أن قام فريق أمني مرافق لسفينة شحن عسكرية أمريكية بإطلاق النار على أحد قوارب الصيد بخليج السويس، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء. فيما أكدت مصادر أمريكية رسمية أن الفريق الأمني أطلق أعيرة تحذيرية فقط، نافية وجود تقارير لديها تفيد بسقوط ضحايا. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، ووسائل إعلام رسمية أخرى، أن إحدى قطع البحرية الأمريكية أطلقت النار على قارب صغير بميناء السويس، بعد أن اقترب بمسافة قصيرة من السفينة "غلوبال باتريوت"، مما أثار ريبة البحارة الأمريكيين الذين بادروا بإطلاق النار على القارب، مما أسفر عن مقتل شخص يُدعى محمد مختار عفيفي، وإصابة آخرين. وأشارت المصادر الرسمية المصرية إلى أن أصحاب القوارب الصغيرة اعتادوا الاقتراب من السفن المتواجدة حول ميناء السويس في أقصى شمال البحر الأحمر، لبيع بعض السلع والمنتجات اليدوية إلى بحارة وركاب تلك السفن، التي تكون عادة متوقفة خارج الميناء، في انتظار المرور عبر قناة السويس باتجاه البحر المتوسط. ولكن السفارة الأمريكية بالقاهرة، وكذلك قيادة الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، أصدرا بيانين منفصلين، أكدا فيهما أن السفينة "غلوبال باتريوت" أطلقت عدة أعيرة تحذيرية تجاه عدد من القوارب التي كانت تحاول الاقتراب منها، بينما كانت تنتظر المرور بقناة السويس، في وقت متأخر من مساء الاثنين، وأشارا إلى انه لم تتوافر لديهما أية تقارير تفيد بسقوط ضحايا. وأكدت مصادر رفيعة في كل من القاهرة والسويس أن قارب الصيد، والذي يحمل اسم "سيدي شبل"، كان على متنه أربعة أفراد، من بينهم الشاب القتيل محمد عفيفي (28)، إضافة إلى ثلاثة آخرين، هم رفعت أبو عطية (47 عاماً)، والسيد عبد النبي (40 عاماً)، وأحمد عبد الفتاح (27 سنة). وفي اتصال هاتفي لـCNN بالعربية مع محافظ السويس، سيف الدين جلال، أكد أن النيابة العسكرية بدأت التحقيق في القضية، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل، بدعوى "عدم التدخل في عمل القضاء"، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر أن النيابة العسكرية أصدرت تصريحاً بدفن جثة القتيل. ولكن القضية بدأت تأخذ مساراً جديداً على الصعيد الداخلي في مصر، بعد أن قدم لنائب البرلمان مصطفى بكري، رئيس تحرير صحيفة "الأسبوع" المستقلة، طلب إحاطة عاجل إلى كل من رئيس الحكومة، أحمد نظيف، ووزير الخارجية، أحمد أبو الغيط، مطالباً بعقد جلسة عاجلة لمناقشة الموضوع داخل مجلس الشعب. وقال بكري في تصريحات لـCNN بالعربية، عبر الهاتف من القاهرة، إنه طلب من كلا المسؤولين بتقديم توضيح إلى أعضاء المجلس عن "طبيعة الأسباب التي دفعت السفينة الأمريكية إلى قتل مواطن مصري، وإصابة مصريين آخرين على أرض مصرية." كما طالبهما بالكشف عن "الإجراءات التي تم اتخاذها للقبض على مرتكبي هذه الجريمة"، بالإضافة إلى "ضرورة العمل على تسليمهم (المتهمين) إلى السلطات المصرية، وتقديمهم إلى المحاكمة." وشدد على قوله إن هذه "الجريمة، التي تسيء إلى كل مصري، لا يجب أن تمر بكل هذه السهولة." وأضاف بكري قائلاً: "هذا الحادث يمثل استهانة بأرواح المصريين، ويعكس نظرة دونية من قبل الأجانب لأبناء الشعب المصري، الذين يقتلون داخل أراضيهم دون أن يحرك ذلك ساكناً لدى الحكومة، وإلا نبحث لنا عن حكومة أخرى تدافع عن دمائنا وعن كرامتنا." وفي واشنطن، بدت إجابات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، شين ماكورماك، غير واضحة، عندما سُئل عن التناقض بين روايتي الجانبين المصري والأمريكي بشأن ما حدث في خليج السويس، حيث قال إن "الحادث" تورطت فيه "سفينة شحن متعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية، لنقل معدات لها عن طريق قناة السويس." وأضاف ماكورماك قائلاً إن "سفيرنا يعمل الآن مع مسؤولين كبار في الحكومة المصرية، لفهم طبيعة ما حدث"، مشيراً إلى أن مشاورات السفير هناك تنصب على "التأكد من أن ذلك لن يتكرر ثانية"، دون أن يوضح ما إذا كان يعني إطلاق السفينة الأمريكية النار على قوارب الصيد المصرية، أم اقتراب القوارب من السفن الأمريكية. أما السفارة الأمريكية بالقاهرة، فقد ذكرت من جانبها، أن الحادث قيد التحقيق من قبل قيادة الأسطول الأمريكي الخامس، والسلطات المصرية، بما فيها هيئة قناة السويس، وجهات حكومية محلية أخرى، وكذلك السلطات الوطنية، من خلال السفارة . |