نظام الانتخابات في اليمن هو الأفضل خصوصاً للمرآة أكدت فاطمة مستغفر عضوة البرلمان المغربي على أن نظام الانتخابات في اليمن والقائم على أساس نظام الدائرة الانتخابية أو نظام الاقتراع الفردي هو النظام الأفضل، معتبرة أنه يتيح إنتخاب الشخص وليس الحزب كما يجري في الإنتخابات المغربية القائمة على نظام اللائحة الوطنية والمحلية. وقالت في حوار مع "المؤتمر نت": حينما يكون نمط الاقتراع باللائحة فإن الحزب هو الذي يكون في الواجهة إننا ننتخب الحزب وسياسة الحزب ولا ننتخب الشخص وهو شيء غير مقبول، أنا أفضل أن ينتخب البرلمانيون والبرلمانيات بالطريقة التي ينتخب بها الناس هنا في اليمن. وأوضحت أن هناك عوائق كثيرة تقف أمام المرأة لخوض غمار السياسة وأهمها عدم قدرتها على خوض معارك الانتخابات بقدرة الرجل، إضافة إلى أنها تتولى مسؤولية أهم وهي إدارة سياسة البيت والأسرة. وأكدت أن الشعب المغربي يكن الاحترام والحب للشعب اليمني بل إن القبائل المغربية جاءت من اليمن، والمغاربة متأثرون حتى بنمط العمارة اليمنية. ودعت الناخبين اليمنيين إلى ترشيح المرأة مذكرة إياهم بملكة اليمن الأولى، ملكة سبأ التي وصفتها بالملكة الديمقراطية والتي قال فيها الله تعالى: "وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم" صدق الله العظيم. وكان "المؤتمر نت" قد التقى بفاطمة مستغفر عضوة البرلمان المغربي على هامش المؤتمر الصحفي الذي نظمه منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان يوم اٌلاثنين الماضي. أدعو اليمنيين إلى ترشيح المرأة وأذكرهم بملكة سبأ الديمقراطية فاطمة مستغفر، عضوة البرلمان المغربي، وعضوة في المكتب التنفيذي لحزب الحركة الوطنية الشعبية المغربي، وعضو اللجنة القانونية فيه. محامية مقتدرة، وسياسية تمتاز بدبلوماسيتها وقدرتها على إيصال ما تريد من أفكار. امرأة شقت طريقها في الحياة من بوابة المحاماة، وحينما جاءت إليها قبائل "الأمازيغ" في المغرب لتتولى قضيتهم والدفاع عن أراضيهم المليئة بشجرة "الأركان" الشجرة النادرة- والتي تستخدم في صناعة أدوية التجميل عندما حاولت السلطات في المغرب السيطرة عليها- لم تجد فاطمة مستغفر بداً من أن تعلن تحملها لتلك المسؤولية بعد أن رفضها الرجال، وشكل نجاحها في كسب القضية لصالح قبائل "الأمازيع" بداية الطريق أمامها نحو السياسة وصوب قبة البرلمان، فأصبحت عضوة في البرلمان المغربي، وعضوة في حزب الحركة الوطنية الشعبية المغربية، حتى أنها وضعت في ملصقاتها الانتخابية عبارة "من أجل شجرة الأركان" كتعبير عن ارتباطها بهذه الشجرة التي شكلت نقطة الانطلاق لها نحو عالم السياسة. فاطمة مستغفر محامية وبرلمانية، وأم الولدين أحدهما يبلغ 21 عاما والآخر 19 عاماً. - لا فرق بين المرأة: مواطنة أو سياسية - في البداية نرحب بالأستاذة فاطمة مستغفر في اليمن، ونود منها إعطاءنا نبذة عن رؤيتها لوضع المرأة العربية كمواطنة، والمرأة العربية كسياسية بشكل عام. - فاطمة مستغفر: أنا لا يمكنني أن أفرق في المرأة بين المواطنة وبين السياسية.. في نظري السياسية توجد في البيت في الشارع، في المقهى، في الحقل في أي مكان، هذه المرأة تمارس عملا سياسيا إذا كانت قابعة في البيت ولا شغل لها وتحسن تربية أبنائها فإنها تقوم بدور سياسي خطير، لأنها تنشيء جيلا صالحا للمجتمع في المستقبل، وإذا كانت صالحة فرغم قعودها في البيت فيجب ألا نبخس هذا العمل الذي تقوم به هذه المرأة في البيت لأنه عمل مهم جداً، خصوصاً إذا ما أضيف إليه العمل خارج البيت فتصير المرأة قائمة بمهمتين مهمة في البيت هي الحفاظ على كيان البيت، بالحفاظ على الزوج، وتربية الأولاد والثانية والمساهمة في تكوين اقتصاد ذلك البيت، إذاً لا يمكنني أن أقول أن هناك امرأة عادية وامرأة سياسية. المرأة تقوم بدورها السياسي بدءا من البيت إلى قبة البرلمان أو الوزارة، والرجل كذلك يقوم بدوره السياسي بدءا من بيت أو عمله إلى أعلى المناصب التي يمكن أن يعتليها. - لا تقدم بدون مشاركة المرأة - تحدثت الأستاذة فاطمة مستغفر عن التجربة الانتخابية والنظام الانتخابي القائم في المغرب.. ألا ترين بإمكانية تكرار هذه التجربة في كثير من الدول العربية؟ - فاطمة مستغفر: إذا كان قادتها يؤمنون بأنه يجب ألا يظل نصف المجتمع مشلولا يجب على القادة أن يتحركوا في هذا الصدد لأنه لا نمو ولا تقدم بدون مشاركة المرأة في جميع المجالات. - إنشغال المرأة ببيتها يبعدها عن السياسة - يبدو من خلال سماعي لحديثك عن تجربة المرأة في المغرب رأيت أن الوضع متشابه إلى حد بعيد بين اليمن والمغرب من حيث وجود المرأة اليمنية في مجال الوظيفة العامة بشكل كبيرا جدا , لكنها لاتزال بعيدة عن قبة البرلمان أو عن الوزارة، فما هي أسباب بقاء الدور السياسي الفاعل للمرأة غائبا؟! - فاطمة مستغفر/ أنا أقول هنا أن الدور السياسي للمرأة سيأتي كما أتت الوظائف سيأتي مع الزمن. لأننا قبل عشرين سنة كان لدينا خمس محاميات في الدار البيضاء والآن أصبح عدد المحاميات يفوق 800 أو يحدد بـ860 محامية, إذا مع تكثف الوعي وتقدم المرأة واعتلائها لعدة وظائف سوف يأتي الدور السياسي. سيجد الشعب نفسه مضطرا لأن يقبل بالوزيرة والنائبة البرلمانية والمستشارة للدولة, والمستشارة في مجلس الشورى، لأن العقول لاتختلف، إنما المسؤولية هي التي تختلف. الرجل يقبل على هذه المناصب لأنه لايشغل المنصب الأساسي الذي هو البيت وتربية الأطفال وتدبير شئون الأسرة فكان له فراغ ملائة السياسة، الآن المرأة وبعد خروجها للسياسة أصبحت: شبه الرجل وممكن جدا بعد كبر ابنائها ،وبعد ستقرار أسرتها أن تخوض غمار السياسة كما يخوضها الرجل - هناك فروق بين النظام الانتخابي في المغرب والقائم على أساس القائمة النسبية التي تتحدد بوجود اللائحة الوطنية واللائحة المحلية إضافة إلى أنه في المغرب كان للرغبة الملكية لملك المغرب دور في دعم المرأة وبين النظام الانتخابي القائم في اليمن على أساس نظام الدائرة الانتخابية. - في رأيك أي النظامين أنسب للمرأة ؟ - فاطمة مستغفر نظام الاقتراع الفردي هو الأنسب، لأن الشخص ينتخب شخصاً وهذه المرأة يجب أن تكون معروفة في مجتمعها وفي دائرتها، وماهي الأعمال التي قدمتها وهل هي قادرة على خوض غمار السياسية أم لا. وبالتالي حينما يكون نمط الاقتراع باللائحة فإن الحزب هو الذي يكون في الواجهة فإننا ننتخب الحزب وسياسة الحزب ولاننتخب الشخص، وهو شيء غير مقبول، أنا أفضل أن ينتخب البرلمانيون والبرلمانيات بالطريقة التي ينتخب بها الناس هنا في اليمن أو طريقة الاقتراع الموجودة في اليمن الانتخابات تحتاج لمجهود لا تستطيع المرأة لقيام به البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية في اليمن تتحدث عن المرأة وضرورة إشراكها ودمجها في التنمية و إعطائها دوراً أكبر، لكننا نلاحظ أنه ورغم ذلك إلا أن عدد المرشحات تضاءل في الانتخابات التشريعية التي ستجري الأسبوع القادم عنه في الانتخابات التشريعية السابقة. - برأيك ما هي أسباب ذلك. - فاطمة مستغفر: رغبة تواجد المرأة في البرلمان تتناقض مع الواقع، فالمرأة لا تستطيع أن تقوم بما يقوم به الرجال من حملات انتخابية من موائد واتصالات, وأحيانا استعمال المال أو شيء من هذا القبيل. المرأة تريد أن تنتخب بشكل ديمقراطي:هل هي صالحة أم غير صالحة؟ وهذا هو الذي يجعلها تتقاعس ولا ترشح نفسها لأنها تعلم مسبقا أنها غير قادرة على أن تقوم خلال الحملة الانتخابية بما يقوم به الرجل فتتراجع, وأظن أن هذا هو السبب الذي يجعلها تتراجع في العالم العربي كله لأننا نحن النساء لا ستطيع إن تقوم بالحملة الانتخابية التي يقوم بها الرجال، المرأة فيها حياء وفيها ديمقراطية، والحملات الانتخابية تحتاج إلى مال, إلى إنفاق, إلى مجهود إلى سهرات متتالية وهو شيء تستبعده المرأة ولا تخوض فيه, ولكن في اليوم الذي ستصبح فيه العملية الانتخابية بشكل أكثر ديمقراطية كما نراه في دول أخرى يمكن للمرأة أن ترشح نفسها بكثرة وبكثافة. - المرأة الفلسطينية نموذج رائع - قلت أن المرأة في الوطن العربي تقوم بأكثر مما يقوم به الرجل خصوصا في مجال التشبث بالأرض هل صمود المرأة الفلسطينية وبقاؤها على أرضها يعد تحقيقا لما قلته؟ - فاطمة مستغفر: إلا ترى الإعداد الهائلة من النساء الرجال إن معظمهم قتلوا أو خرجوا للجهاد, وتظل تلك المرأة قابعةً لا أقول في البيت ولكن مشدودة إلى الأرض بعملية إحصائية عالمية المرأة العربية أقل بكثير هجرة من الرجل، إذا كانت عازبة فإنها تهاجر أما إذا كانت متزوجة وأم فإن عروقها المدسوسة في الأرض تشدها شدا لا يمكنها أن تفارق الوطن. - اعترفت فاطمة مستغفر بأن والدتها أفضل منها لأنها أنجبت محاميتين وطبيب بينما هي لم تنجب سوى شابين مهتمين بالاقتصاد فقط, إلا تعتقدين أن خوض المرأة لغمار المعترك السياسي يبعدها عن أداء رسالتها الأولى، وهي تنشئة وتربية الأجيال. - فاطمة مستغفر أنا إذا قلت إن أبنائي مهتمين بالمسائل الاقتصادية والتجارية فهذا ليس معناه أنهم ليسوا على تربية حسنة ولم أقم بواجبي بل يوميا أخصص حصة من الوقت لهم ولو على مائدة الغداء والعشاء وأحيانا أستضيفهم للفطور لكي نتذاكر ونتبادل الرأي ولكي أوجه وأقوم، لقد كانت والدتي تطمح أن أكون محامية وفي ذلك الوقت كان حلما وأن يكون أخي طبيبا مختصا في القلب وهو حلم لأننا لم نكن على درجة كبيرة من الغنى ومع ذلك استطاعت هذه السيدة أن تصبر وإن لم تحقق رغبتها التي ربما كانت تخامرها في أبنائها أنا أبنائي لو شاءوا أن يتابعوا دراستهم فأهلاً وسهلاً ولكنني امرأة واقعية أؤمن بالتعليم النافع إذا كان ولدي سيحصل على شهادة عليا ولن يجد عملاً فإنني أفضل أن يكتفي بالمستوى الذي وصل إليه من التعليم وأن يتجه الاتجاه الذي يراه صالحاً له لكسب قُوته، لأنه مقبل على فتح بيت وعلى تحمل مسؤولية فلا أريد منه أن يكون رجلاً فاشلاً فهذا نوع من وعي المرأة المغربية في ترك القرار لأبنائها ليختاروا المسار الذي أرادوا لأنني في الأخير لا أريد منهما سوى أن يكونا صالحين رجال صالحين للوطن، أو أن يكونوا وزراء أو أطباء فهذا لا يهمني أنا أريد أن يكونا للبلاد وللعباد. - فاطمة مستغفر عضو في المكتب التنفيذي لحزب الحركة الشعبية الوطنية والذي يعد أعلى سلطة تنفيذية في الحزب كيف تجد فاطمة مستغفر التعامل بين الرجل والمرأة في هذا المكان؟ - فاطمة مستغفر: والله يا أخي أصدقك القول لا أجد فرقاً.. كلمتي مسموعة ورأيي يحترم، ودائمة الاستشارة للأمين العام وهو يستشيرني كذلك في عدة أمور لأنني محامية في قضاياه الشخصية، لا أجد أي فرق بيني وبين إخواني الذكور الموجودين في المكتبة التنفيذية. ولم يحسسني أحد أني أقل منه بل ألقى من التشجيع ما يكفي ومن الاستجابة لي، وحينما أقول( لا) لبعض المقترحات فإنها تدرس بعناية. - قلت أن مساندة رئيس الجمهورية ورغبته في مساندة المرأة في اليمن قد ساعدها في النجاح للوصول إلى قبة البرلمان كما حدث في المغرب ألا ترين أن نظام الدائرة الواحدة الذي يتيح للمرأة أن تصل بنضالها ومقاومتها أجدى من أن تصل إلى المسؤولية أو البرلمان عن طريق الهبة من الرئيس أو الأحزاب. - فاطمة مستغفر: إذا تدخل رئيس الجمهورية ليس معنى هذا أنه يهبها شيئا إنما يضع الأمور في حجمها الطبيعي الذي يجب... رئيس الجمهورية يعترف بأن يكون للمرأة دور وذلك كي يشجع باقي الأحزاب السياسية بأن ينظروا للمرأة النظرة اللائقة بمجتمعهم لأن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق. ولا يمكنني أن أتصور مجتمعا فيه الرجل متقدما والمرأة متخلفة إما متخلفان معاًً وإما متقدمان معاً وآن الأوان لجميع الشعوب العربية أن تظهر محبتها للأم وللزوج وتظهر عنايتها بالابن فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: فاطمة مني ما يضرها يضرني وما يسرها يسرني. آن الأوان للرجل العربي أينما كان أن يفصح عن محبته لهذه المرأة وتقديره لها وثقته بها. - أذكر اليمنيين بملكة سبأ - تزورين اليمن هذه الأيام وتعرفين أنها تعيش تجربة ديمقراطية ولم يتبق إلا أسبوع على يوم الاقتراع الثالث للانتخابات التشريعية. ماذا تقولين لليمنيين، وخصوصاً بالنسبة لموضوع المرأة. - فاطمة مستغفر: أقول لليمنيين ما أقوله للمغاربة حينما يستصغرون شأن المرأة ويقولون أنها غير قادرة واستشهد بملكة سبأ الملكة التي كانت ديمقراطية وتستشير مستشاريها حتى قال فيها الله تعالى "وأنها وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم).. أتمنى صادقة أن يعبر الشعب اليمني عن ثقته بالمرأة وعن ثقته بأمه وعن سكينته بزوجته وعن محبته لابنته وأن يصوت لفائدة النساء. اليمن موطننا الأول - وماذا تقولين عن اليمن الأرض والإنسان؟ - فاطمة مستغفر: اليمن البلد العظيم العريق في الحضارة والتميز، وصنعاء المدينة الأولى التي شهدت حضارات متعددة، والشعب المغربي يكن احتراماً كثيراًً للشعب اليمني ولهذه الأرض لأن جموعاً كثيرة قديماً هاجروا من اليمن إلى المغرب واستوطنوا الجبال والسهول المغربية، ونحن متأثرون بالعمارة اليمنية ونحن في القبائل المغربية تقول أننا جئنا من اليمن وتربطنا أيضا الأمازيغية هؤلاء الذين هاجروا من اليمن إلى المغرب هم أمازيغ ويحكى أن حليمة مرضعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) هي يمنية وكانت تعرف الأمازيغية وحينما حج وفد من المغاربة إلى الرسول فهم ما يقولون عبر هذه السيدة. نحن نحب اليمن وأرض اليمن وشعب اليمن وسنظل على العهد إنشاء الله. |