الجمعة, 28-فبراير-2025 الساعة: 03:37 ص - آخر تحديث: 02:30 ص (30: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
المجاهد خليل الحية يزأر من طهران لرفع صوت المقاومة لتحرير كامل تراب فلسطين
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
رداً على اقاويل الرفيق علي سالم البيض المتهورة
محمد عبدالمجيد الجوهري
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - بعد مقال "إخلعي الحجاب" بدأت أتلقى رسائل كراهية كثيرة. أخرها رسالة وصفني صاحبها بألفاظ لا نستخدمها في تعاملاتنا الحضارية، ثم أكمل قائلاً "أنت تستحقين الموت، وهو قريب إن شاء الله". 

تهديد بالموت؟
د. إلهام مانع -
أحلامنا!
في الفترة الأخيرة، وبالتحديد بعد مقال "إخلعي الحجاب" بدأت أتلقى رسائل كراهية كثيرة.

أخرها رسالة وصفني صاحبها بألفاظ لا نستخدمها في تعاملاتنا الحضارية، ثم أكمل قائلاً "أنت تستحقين الموت، وهو قريب إن شاء الله".

تهديد بالموت؟

ربما.

كدت أشعر بالأحباط.

الإحباط من واقع إجتماعي له وجهان.


وجه سياسي تسود فيه ثقافة الإستبداد، يؤسس لها حكم متسلط لا تتغير وجوهه رغم عمليات التجميل المتكررة، وأدوات قمعية على رأسها جهاز المخابرات، تزرع الخوف في النفس قبل أن تولد.


تزرع الخوف في النفس قبل أن تولد.

ووجه فكري، إنسلخ من واقع الإستبداد، إبنُه بالدم والنسب، يؤطر لثقافة الترهيب، ويسعى بالتجريح والتهديد، بأية وسيلة كانت، يسعى جاهداً عامداً متعمداً لقتل الفكرة قبل أن تولد في عقل صاحبها.

يقتل الفكرة قبل أن تولد في عقل صاحبها.

نفس حرة،

فكرة حرة،

يتيمان،

يا للمسكينان،

يبحثان عن هواء ليتنفسا فيه،

لولا أن الهواء مسموم بالخوف والفزع،

فيكون القتل مصيرهما.

أيُ موتٍ حزين هذا؟

قلت كدت أشعر بالأحباط.

كدت.

لولا أني تذكرت.

تذكرت الحلم.

فتنفست من جديد.

حلمي وحلمك وأحلامنا، وربما أيضاً حلم ذاك الذي يدعو لي بالموت وهو غاضب.

قلت لنفسي عيشي الحلم من جديد في خيالك.

تخيليه.

تخيلي.

تخيلي واقعاً نحيا فيه دون خوف!

دون خوف!

لا نخاف فيه.

لا نخاف فيه من حاكمنا.

لا نطأطيء الرأس له ونحن نهلل له كالقرود.

لا نحني ظهورنا أمامه كالعبيد،

لا نخاف منه،

بل نقول له أنت مسئول.

أنت مسئول أمامنا،

نحن من نعطيك هذه السلطة،

ويمكننا أن نحاسبك.

لست الله كي تكون فوق القانون.

موقعك هذا ليس حقاً إلهيا تفعل به أنت وقبيلتك، أنت وعشيرتك، أنت وحاشيتك، ما تشاء.

موقعك هذا موجود كي تعمل لمصلحة هذا المجتمع، لا لمصلحتك.

نقول له هذا ورؤوسنا مرفوعة أمامه.

ظهورنا مستقيمة، ليست منحنية.

وأعيننا تنظر إلي عينيه لا تتفاداها.



تخيلي!



تخيلي واقعاً لا نخاف فيه من رجل الأمن.

ننظر فيه إلى رجل الأمن ونشعر بالآمان.

بالآمان!

لا نخاف منه هو الآخر.

لا نرتعش ونحن نقف أمامه.

لا نرتعد ونحن نتحدث معه،

لا نداري أعيننا منه، ونحن ندعو الله أن يكفينا شره.

ننظر إليه ونقول واثقين "إنه يعمل من أجل حمايتنا"،

" فعلاً".

لا نخاف من رجل الأمن.



تخيلي!



تخيلي واقعاً لا نشعر فيه بالخوف على لقمتنا.

نعمل، نكد، ونكدح،

نذرف عرقاً،

لكننا نرى مردوده أمامنا، يتجسد لنا ما دمنا نعمل من أجله.

لا نجري فيه في دوامة يومية،

نلهث ونلهث،

نشقى ونشقى،

ثم تتطاير أوراق النقد قبل إكتمال منتصف الشهر.

نجري ونجري،

ثم لا نجد ما يكفي قوت أطفالنا.

نجري ونجري،

ثم نكمم أفواهنا خوفاً على قوت أطفالنا.


لا نخاف على لقمة العيش.

تخيلي واقعاً نعيش فيه،

رغم إختلافنا،

رغم تعدد أدياننا،

رغم تعدد مشاربنا،

رغم تعدد مواقفنا،

إسلاميون، ليبراليون، يساريون،

مؤمنون، ملحدون، أو بين بين،

لكننا رغم ذلك نحيا فيه كيدٍ واحدة،

يدٍ واحدة،

تسعى إلى هدف واحد: النهضة.

ثم لخروج من هذا النفق المظلم الذي ما فتأنا نجد أنفسنا فيه قرناً بعد قرن.



تخيلي!



تخيلي واقعاً نحيا فيه دون خوف من الفكر،

دون خوف من أن نفكر،

لا نخاف من الفكرة،

لا نخاف من العقل،

بل نحترمه،

بل نجله،

ونقول "قد أختلف معك في الرأي، لكني مستعد أن أموت من أجل حرية إبداء رأيك".

ونقول "بل فكر، وفكر، وفكر".



تخيلي!



تخيلي واقعاً لا يخاف الرجل فيه من رئيسه.

لاتخاف المرأة فيه من زوجها.

لا تخاف الأخت من أخيها.

لا يخاف الطفل فيه من والديه.

لا تخاف الخادمة فيه من سيدتها.

نحيا فيه دون خوف.


تخيلي واقعاً يصبح الرجل فيه سيدُ نفسه.

تصبح المرأة فيه سيدةُ نفسها.

يصبح الدين "شأنك الخاص".

يصبح المذهب "شأنك الخاص".

ويصبح الله للجميع.


تخيلي واقعاً مفعماً بالأمل،

يحل فيه الآمان محل الخوف،

يصبح فيه الأمل حاضرنا،

نحيا فيه أحرارا،

رافعي الرأس،

مستقيمي الظهور،

مبتسمين بكبرياء.



قلت لنفسي تخيلي!

فعدت إلى الحلم،

تخيلته من جديد،

فتنفست،

آه،

ما أجمل الهواء عندما يكون نقياً من الخوف والفزع.

وابتسمت


باحثة يمنية مقيمة في سويسرا








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025