|
نوفمبر الاستقلال.. استحقاق وطني جديد تحل علينا الذكرى الـ54 للاستقلال المجيد الثلاثين من نوفمبر 1967م.. اليوم الذي اعلن فيه جلاء آخر جندي بريطاني عن أرض اليمن. ولعلها واحدة من المفارقات أن يأتي الاحتفال بمناسبة نوفمبر الاستقلال والنصر للسنة السابعة على التوالي وشعبنا يخوض غمار ومتطلبات إنجاز الاستقلال وطرد المحتل الجديد الأمر الذي يحتم علينا استلهام مآثر وتضحيات من سبقونا - ابطال ثورة سبتمبر واكتوبر- الذين بفضل تلاحمهم شمالاً وجنوباً ورغم شحة الامكانات فإنهم وقفوا في وجه قوة الدولة العظمى أو ما كان يطلق عليها " المملكة التي لا تغيب عنها الشمس " إذ بذل اليمنيين ارواحهم رخيصة في سبيل كرامة وحرية الأرض والإنسان. ان المستعمر البريطاني الذي اجبرته بطولات الذئاب الحمر على ان ينكس أعلامه ويرحل ضاغرا عن جنوب الوطن الغالي نجده اليوم يساند المحتل الجديد ويعاونه على تدنيس ارضنا ونهب وتدمير الثروات ناهيك عن قصف وقتل ابناء الشعب على مرأى ومسمع من العالم . لاشك ان الملاحم البطولية التي يسطرها شعبنا الى جانب الجيش واللجان في التصدي لقوى العدوان والغزو ومرتزقتهم وتكبيدهم الخسارة والهزيمة المتلاحقة يشكل امتدادا لوعي وارادة الأوائل الذين سلكوا نهج المقاومة والكفاح المسلح على ان يقبلوا الخضوع والاستسلام للمستعمر المستبد أيا كان ومهما بلغ جبروته . ذلك ان ارادة الشعوب - وكما علمنا التاريخ - لا تموت أبداً وستظل هي الاقوى وهي التي سوف تنتصر . صحيح اننا نحتفي بمرور 54 عاماً على جلاء المستعمر غير ان الشعب اليمني يدرك اليوم انه مايزال أمام مرحلة جديدة من الاستحقاق الوطني تتطلب منه استشعار مسئولياته ببذل المزيد من التضحيات والاصطفاف والتكاتف حتى يتم له انجاز الاستقلال الثاني واخراج المحتل مدحوراً عن وطنه سواء قصر الزمن أم طال. وبهذه المناسبة الوطنية أنتهزها فرصة لتهنئة الشيخ صادق بن أمين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام ونواب رئيس المؤتمر والامين العام والامناء المساعدين واعضاء اللجنة العامة وقيادات وكوادر المؤتمر كافة. سائلاً الله ان تعود على شعبنا هذه الذكرى الخالدة وقد تحقق له الانتصار على قوى العدوان والاحتلال، وان يعم الأمن والاستقرار كافة ربوع اليمن. ❊ الأمين العام المساعد للشئون التنظيمية |