اليمن في مواجهة مرض الإيدز القاتل تبذل وزارة الصحة والسكان اليمنية جهوداً حثيثة لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز). ويرى الخبراء والمسؤولون الصحيون في اليمن انه ورغم قلة الحالات المصابة بالإيدز إلا انه اصبح يمثل خطرا خصوصاً مع زيادة دخول اللاجئين بطرق غير شرعية، وتنقلهم بحرية في المجتمع، ناشرين المرض، وقالوا إن ثمة مسائل أخرى تتعلق بمضاعفة انتشار المرض الخطير،وتأتي في مقدمتها قلة فرص مكافحته ومجابهته بالوسائل الطبية السلمية، لتدني مستوى الخدمات الصحية الحكومية، وخاصة في المناطق النائية. وتؤوي اليمن (650) ألف لاجئ من عدة جنسيات أفريقية، موزعة على مخيمات منتشرة في أنحاء متفرقة من البلاد. وتعاني البلدان النامية كثيراً من انتشار هذا المرض وبحسب د. فوزية غرامة-مديرة البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في اليمن إن عدد الأحياء المصابين بالإيدز، أو العدوى بفيروسه في العالم يصلون الى (40) مليون شخص، وإن نسبة 95% منهم في الدول النامية. منهم (26.6) مليون شخص،في جنوب الصحراء الأفريقية أما في جنوب وجنوب شرق آسيا فيصلون (6.4) مليون شخص، فيما عدد الإصابات خلال عام 2003 م بلغت(5) مليون حالة بعدد (14) ألف حالة جديدة يومياً. وبحسب مديرة البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في اليمن فإن عدد الحالات المصابة بفيروس مرض الإيدز منذ عام (87-2003) يصل الى (1379) حالة، بين يمني وغير يمني. وتبلغ نسبة اليمنيين إلى الأجانب (50%) ويبلغ عدد الأطفال المصابين بالإيدز حولي 21 طفل. ويوضح توزيع عدد المصابين بفيروس، مرض الإيدز- حسب الاعوام في اليمن على النحو التالي: النسبة إجمالي الحالات 1987 1 1988 3 1989 3 1990 6 1991 4 1992 44 1993 25 1994 26 1995 52 1996 96 1997 204 1998 189 1999 111 2000 110 2001 107 2002 151 2003 247 الإجمالي 1379 حالة. الإعلام دوره في التوعية بالمرض وتسعى اليمن بجدية إلى مجابهة المرض القاتل (الإيدز) وأخذت على عاتقها تبني برامج محلية تشمل التعريف بمرض (الإيدز) والأمراض المنقولة جنسياً،والحقائق المتصلة بهذه الأمراض إلى جانب استعراض وضع الإيدز عالمياً، وإقليمياً ومحلياً. وفي هذ الجانب يؤكد الخبير الوطني د. أحمد محمد الحلي- على أهمية دور الإعلام في التوعية بالمرض، فهو يقدم في دراسته الأخيرة (المشكلة ومضامين الرسالة الإعلامية الفاعلة) بأنه من الحاجة الملحة معرفة المشكلة المطلوب معالجتها، لا سيما الإطلاع على حجمها، وأسبابها، سواءً كانت بسيطة، أو مركبة، وما مدى تأثرها على الفئات المستهدفة. وقال :إن تحديد الفئة المستهدفة تتضمن معرفة معارفها عن المشكلة، ومواقفها من المشكلة، وكذا التأثر بسلوكياتها السائدة في المشكلة، وعن طبيعة مستوى تعليمها، ونسبة الأمية فيها مع ضرورة تحديد مضامين الرسائل المطلوب توجيهها. وأشار الخبير الوطني الحملي إلى أن الرسالة الإعلامية تحتوي على مضامين معرفية، وسلوكية (التغيير في المواقف) وإعلامية على طريقة تقديم المادة الإعلامية. وأوضح الحملي أن نجاح وصول فاعلية الرسالة للمتلقي الفئة المستهدفة يتوجب وضع عوامل المساعدة، و بساطة الرسالة، ومعالجتها المباشرة للمشكلة،وتناسب لغتها لتكون ملائمة مع معتقدات الفئة المستهدفة مع ضرورة اقتصارها على مضمون، أو مضمونين على الأكثر. وتابع القول: إن الرسالة وفعالية البيئة الاجتماعية تشمل عمليات التأثير على الحياة الاجتماعية، وتأثيره على العالم الاقتصادي، والعالم القانوني؛ بالإضافة إلى أخذه باتباع أسلوب الصدمة،ـ وهي أقرب الطرق لنقل المعلومة. وتوضح مديرة مركز البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز الدكتورة فوزية غرامة بأن عدد الأحياء المصابين بالإيدز، أو العدوى بفيروسه في الإقليم يقدرون بنحو (750.000) شخص، ويعد السودان أكثر البلدان تضرر؛ حيث وصلت أرقامه إلى (512.000) معايش للإيدز، والعدوى بفيروسه خلال 200-2003م. وتتكون نمط الإصابة في إقليم شرق المتوسط بنسبة (80)% عبر ممارسة الجنس بين ذكر وأنثى، ومن خلال تناول المخدرات بنسبة 2.4% في عام 99 إلى 10% عام 2003م، وكذلك عن طريق نقل الدم بنسبة تتراوح بين 7.7% عام 94 و 0.4% عام 2003م. وعن مؤشرات إصابة الرجال والسناء بإقليم شرق المتوسط أفادت مديرة المركز أن إصابة النساء تشكل نسبة 30% من إجمالي الحالات، وبنحو 2-3 من الحالات من بين عمر 20-39 عاماً، وللرجال بين 35-39 سنة، كما ذكرت فوزية غرامة. وعبرت المفوضية العليا لشئون اللاجئين في تقرير رسمي عن بالغ ارتياحها لأن عدد اللاجئين، وطالبي اللجوء والنازحين داخل بلدانهم تراجع بنسبة 18% عام 2003 يبلغ 17 مليون شخص. ولم يعد بإمكان اليمن – على ما يبدوا- استضافة اللاجئين، لكن هناك محاولات محمومة تتعرض لها البلاد من خلال تسلل اللاجئين بطرق غير شرعية، مما يجعل السلطات تشدد من عمليات المراقبة، وكشف المتسللين، واعتقالهم، تمهيداً لترحيلهم إلى أوطانهم، خاصة وأنهم يأتون حاملين المرض (الإيدز) القاتل. |