اشتراكيون يتساءلون عن مبرر النوم في حضن غادر بعد مضي 3 أعوام على إعلان تشكيل تحالف أحزاب اللقاء المشترك، بدأت أصوات من بعض الأطراف الداخلة فيه تصدع بتساؤلات عن الثمار التي جناها كل حزب من هذا (اللقاء) في جبهة كل مكوناتها متنافرة. وهذا الصدد يميل مراقبون إلى الاعتقاد بأن أهم إنجاز حققه المشترك، بأحزابه الستة، لايتجاوز الإصرار على استمرار هذا التحالف؛ ولكن في الحقيقة هناك مستفيدون بكل تأكيد استناداً إلى نقاشات دارت خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني مؤخراً، حول المكاسب التي حصل عليها الحزب من تحالفه ذاك؟ وحسب المصادر فقد برز اتجاه يرى أن الاشتراكي كان الطرف الخاسر الأكبر في تحالفه مع حزب التجمع اليمني للإصلاح. ويرى هذا الاتجاه أن الحزب قدم كل ما لديه من حسن النوايا ووضع ثقله السياسي ومواقفه في جبهة الإصلاح ومعاركه السياسية، ولكن على غير طائل. فبموازاة ذلك، لم يقابل التجمع اليمني هذه التحية بمثلها بل ظلت "التقية" هي أساس تعامل الإصلاح مع غيره من الأحزاب وفي طليعتها خصمه اللدود (الاشتراكي) الذي ما زال مطالباً بالتوبة والإقلاع عن الذنب بحسب مطالبات متشددي الإصلاح. وبحسب أحد القيادات الاشتراكية فإن التجمع اليمني وفقهاءه ما يزال مضمراً عدم الثقة بالحزب وغير مطمئن لتوبته عن الكفر والإلحاد، على ما يشحن أعضاءه بذلك والذين كان منهم قاتل جار الله عمر والأطباء الأجانب في جبلة!!. وفي هذا الصددطرح قيادي اشتراكي بأن كل المؤشرات تدل على أن قيادة التجمع اليمني ما تزال تكن الشر، مدللاً على ذلك بتردد الإصلاح عن إلغاء فتاواه التي أباحت دماء الاشتراكيين رغم تكرار مطالب الحزب بذلك، علناً وخلف الكواليس أيضاً. وحسب مراقبين فإن إبقاء الإصلاح على تلك الفتاوى الاستباحية والاستئصالية، تعد واحداً من مصادر القلق المتزايد لدى الاشتراكيين بالنظر إلى حادث الاغتيال الإرهابي البشع الذي أطاح بحياة الشهيد جار الله عمر أمين عام الحزب الاشتراكي المساعد وإمكان أن تتكرر الاغتيالات، اعتماداً على بقاء دوافعها ومحفزاتها. ويستند اتجاه دعا إلى فك هذا الارتباط، الى حقيقة أن تنازلات الحزب –على كثرتها- لصالح التجمع اليمني، لم تفض حتى إلى تأمين حياة أعضاء الاشتراكي من شرور حليفه وليس من طرف آخر، ويشير الواقفون في هذا الصف إلى حادثة اغتيال جارالله عمر كون قاتله واحدا من متطرفي هذا (الحليف)، حيث ارتوى من منابعه الفكرية وتشبع بفكره المتطرف واستند على فتاوى شيوخه، ونفذ جريمته داخل مؤتمره وبمساندة متطرفين إصلاحيين يشاطرونه ذات الرؤية والنهج. وحسب مصادر مؤكدة فإن تقييماً واسعاً لعلاقة الحزب الاشتراكي مع حليفه الإصلاح خلصت إلى أن التجمع اليمني أخفق في أن يسلك السبيل الحضاري لمعالجة أخطائه تجاه الحزب، وهو الأمر الذي أجج جدلاً هادراً قاد الاشتراكيين الى إعادة النظر فيما يخص العلاقة مع المؤتمر الشعبي العام. وفي هذا الصعيد برز إجماع على تشخيص، نُسب لأحد القيادات الاشتراكية البارزة، فحواه أن الحزب واقع بين خطرين، خطر متوقع ويمكن تجنبه بفتح حوار تسوده النوايا الحسنة والصادقة، مشيراً بذلك إلى المؤتمر الشعبي العام شريك الوحدة والمصير، وخطر واقع وداهم وفاغر فاهه كوحش ينتظر أسفل الشجرة يصعب لجمه، بحسب تعبير ذلك القيادي؛ وليس ذلك الوحش سوى تجمع الإصلاح. بالتالي فإن محور ارتكاز الخلاف مع المؤتمر الشعبي العام يعد في حكم المتلاشي، كما يطرح بذلك مراقبون يرون أن نقطة الخلاف مع الحزب الحاكم كانت حول قائمة الـ (16) وعودة النازحين. وقد ألغيت القائمة وعاد النازحون بمن فيهم أنيس يحيى آخر العائدين من القائمة المذكورة، وليست هناك موانع من عودة من ظلوا يفضلون البقاء في الخارج حفاظاً على مصالح شخصية ومكاسب مادية لا يمكن التفريط بها. مراقبون رأوا في ذلك صحوة اشتراكية متأخرة شريطة أن تتبعها خطوات للتخلص من ذلك الرابط الذي أصبح عبئاً على الحزب الاشتراكي، في ظل استحقاقات داخلية وخارجية كبيرة، من دون أن يحصد منه فائدة أو جدوى، بل العجيب في الأمر أن قيادة الاشتراكي تتمسك بهذا الارتباط في مرحلة أصبحت فيه حاجة الإصلاح إلى الاشتراكي عالية وماسة وليس العكس. الكثير من أعضاء اللجنة المركزية حملوا قيادة الحزب المسؤولية لما لحق بحزبهم من تدهور مس في الصميم سمعته كحزب ذا توجه علماني نتيجة استمرار تحالفه، غير النافع أصلاً- مع حزب تدور حوله شبهات التورط بأعمال إرهابية وتتسع دائرة إدراج قياداته واحداً بعد آخر في قائمة المطلوبين أمنياً لأجهزة دولية بتهمة الإرهاب أو دعمه أيا ًكان ذلك الاتهام صحيحاً أم لا !. ووسط تأييد لهذا الطرح، الذي تعالى بقوة في صفوف الاشتراكي وبرز خاصة خلال الدورة الأخيرة للجنة المركزية، لم يتردد أحدهم في القول (لا تربط حمارك إلى جوار حمار المدبر يدبرك بدبوره). ولاشك أنه ما يزال أمام الاشتراكيين فرصة لإبعاد (حمارهم) إلى مكان أكثر أماناً، حسب تعبير أحدهم، الذي ما زال وغيره يراهنون على صحوة اشتراكية تنقذ (الاشتراكي) من ورطة تحالفه مع متشددي الإصلاح. |