المؤتمر نت -
نبيل حيدر -
وكالة سبأ
أمس الأول (جلسنا) في (وقفة) تضامنية بمقر نقابة الصحافيين نستمع لأحاديث زملائنا الصحافيين في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والتي تعرضت لقصف أبرح في معظمنا.
تحدث الزملاء بما يفوق لغة الشكوى عن ساعات قضوها تحت القصف الهمجي ورووا شهادات عبرت وجوههم قبل كلماتهم عن حقيقتها ووضعونا أمام ما جرى أمام أعينهم وما اعتمل داخل نفوسهم لحظة الحادث من الرعب والخوف وقلة الحيلة في موقف خطير وأمام نيران قصف وضرب ناري أدعى أنه يرد على نيران خرجت من الوكالة وهو كلام يتعارض مع حقيقة تركيز الضرب على طوابق وسطية يصعب التمركز فيها واتخاذها مواقع قتالية بسبب اكتضاضها بالأجهزة.
* أقول ما أقول مؤكداً على أني وكثيرين يعتبرون ما حدث لا يملك شعرة تبرير لسنا متخصصين في استعداء الآخر مع الإدراك التام بأن قول وترديد الحقيقة يقود إلى استنفار خلايا الغضب والسخط في واقع غير ناضج من كافة النواحي..
ولا داع لتكرار ما يقال أن ما حدث للوكالة جريمة بالمقياس الوطني وبضرب مبنى مؤسسة عامة وأجهزة ليست مملوكة لفرد أو لمجموعة إلا مجموعة الوطن ككل ..لكن ما أقف عنده هو المقياس الأخلاقي الذي ظهر بعدم الاهتمام والانتباه إلى أن هذا المبنى يحوي خلقاً من خلق الله , دماءهم مصانة بحرمة شرع الله .. بل إن ترويعهم انتهاك صارخ لتعاليم الدين الحنيف فما بالك باستباحة دمائهم .. وبافتراض أن الاعتداء جاء كرد فعل فالمدافع عن نفسه لا يزيغ بصره ولا عقله ولا يستهدف إلا من اعتدى عليه فقط .. لكن أن تتحول المسألة إلى حفلة تدمير ونسف بلا اعتبارات ولا مبادئ فهو أمر غير مقبول .. وإذا استرسلت فسوف أصل إلى أن الشعور بالمسؤولية في المواقف الكبرى وربما الصغرى أمر مطعون في خلوه من التجرد الذاتي.
* الإنسان في مبنى الوكالة .. الإنسان الصحفي ، والإنسان الإداري ، والإنسان العامل والحارس والتقني .. يبقى إنساناً في كل الظروف ولا يستباح دمه إلا كما أمر الله سبحانه، وأيا ًكان أداء (الوكالة) من الناحية المهنية وزاوية الــ (مع وضد) فليس لأحد مهما علا في الأرض أن يصل إلى هدر الدماء .. وبالنسبة لقواعد العمل المهني ومبادئ الحيادية التي جعلت البعض يسكت ويتغاضى رضاً ومباركة وكأن الدم لديهم مصنف إلى دم بشر ودم فأر ولا حاجب

أمام سفك دم الفأر .. أياً كانت النظرة التي تعتقد بذلك وأياً كان طبع النفس التي لا تفرق بين سفك الدماء فسأكتفي بوصف أجده مناسباً أطلقه الدكتور علي حسين العمار أستاذ الصحافة المساعد بكلية الإعلام في جامعة صنعاء بأنه (( لا يوجد إعلام بريء)) و(( خاصة في البلدان الأقل نمواً)) وهي ثقافة غير مبتدعة من طرف واحد .. فكافة الأطراف تمشي عليها وترمي غيرها بدائها وتنسل.
* وها أنا أقف مباهلاً بإمكانيات الزملاء الصحافيين والزميلات الصحافيات في وكالة (سبأ) وصحيفة (السياسة) الصادرة عنها وأيضاً بعدم قدرتهم على صناعة الكذب التي تفوق عليهم فيها إعلاميون آخرون خرجوا عن شذوذ اللاحيادية إلى شذوذ اللامهنية وبأساليب كذب وتهييج يشهد القاصي والداني ببراعتها الشيطانية.





تمت طباعة الخبر في: السبت, 19-أبريل-2025 الساعة: 07:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/91326.htm