ارتفاع عدد القتلى إلى 450 والجرحى الى ألف عراقي

المؤتمر نت - في الذكرى السنوية الأولى لاحتلال العراق وسقوط بغداد وجدت قوات الاحتلال الأميركي والبريطاني نفسها في مستنقع يزداد عمقا واتساعا تحت وطأة شراسة الهجمات التي تتعرض لها في مناطق متعددة بوسط وجنوب البلاد...
المؤتمر نت -
الفلوجـة تحتـرق والاحتـلال يفقـد صمـام الأمـان
في الذكرى السنوية الأولى لاحتلال العراق وسقوط بغداد وجدت قوات الاحتلال الأميركي والبريطاني نفسها في مستنقع يزداد عمقا واتساعا تحت وطأة شراسة الهجمات التي تتعرض لها في مناطق متعددة بوسط وجنوب البلاد واعتراف الاحتلال بأنه فقد صمام الأمان، واسفرت عمليات القصف العشوائي التي نفذتها، القوات الأميركية على مدينة الفلوجة المحاصرة منذ خمسة أيام والتي حولتها قوات الاحتلال لأرض محروقة عن ارتفاع عدد القتلى إلى 450 والجرحى إلى اكثر من الف، وسط حالة من نقص الغذاء والدواء واستغاثة الأهالي بالعالم.
فيما قتل 9 جنود أميركيين على الأقل في هجوم على قافلة عسكرية قرب أبو غريب اعترف الاحتلال بمقتل خمسة فقط فيما قتل رجل أمن بريطاني واحتجز ستة أجانب جدد (4 إيطاليين وأميركيين اثنين). وإزاء تفجر الوضع تجلت أمس الوحدة الوطنية في العراق بأداء صلاة الجمعة بين السنة والشيعة في بغداد والدعوة لإضراب عام اليوم وتحريم التعامل مع الأميركيين والبريطانيين وتهديد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للرئيس الأميركي جورج بوش بمواجهة ثورة شعبية إذا لم يسحب قوات بلاده من العراق.
وباستثناء إسرائيل لم تجد العمليات العسكرية الأميركية تأييداً من أي دولة، وعبر وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز الذي كان جزار معركة جنين في فلسطين عن تمنياته بالنجاح للقوات الأميركية في حصار الفلوجة التي تعيش اليوم وضعا مماثلا لما عاشته جنين خلال الحصار الإسرائيلي لها.


وفي اليوم الخامس لحصار مدينة الفلوجة غرب بغداد واصلت القوات الأميركية قصف المدينة عشوائيا بالطائرات والمدافع ما رفع عدد القتلى إلى 450 والجرحى إلى اكثر من 1000 وفق مصادر طبية بالمدينة. وفيما قال رجال من قوات مشاة البحرية متحصنون في مصانع مهجورة انهم يستعدون لمواجهة قتال بشع من منزل إلى منزل في الفلوجة، بدأ السكان بالهروب من المدينة المحاصرة.

وقال مراسل (فرانس برس) انه شاهد رجالا ونساء وأطفالا يفرون سيرا على الأقدام عبر الطرق الزراعية. ومن جانبه دعا سعد عبد الله الراوي رئيس مجلس الحكم المحلي في الفلوجة «الخيرين في دول العالم إلى الضغط على القوات الأميركية لوقف مجازرها في المدينة والسماح للأهالي بدفن موتاهم وإسعاف المصابين الذين باتوا يملأون المستشفيات».
وأفاد شهود عيان أن قافلة عسكرية أميركية احترقت إثر هجوم تعرضت له على مشارف مدينة الفلوجة بينما أكد مراسل «الجزيرة» الفضائية أن المقاومة وجهت عدة ضربات للاحتلال في المدينة والمناطق المحيطة بها.
وقال أطباء في مستشفى الفلوجة إن الوضع الصحي ينذر بوضع كارثي، مع ارتفاع عدد القتلى والجرحى ومعظمهم من النساء والأطفال، وإن عددا كبيرا من الجرحى حياتهم مهددة لعدم تمكنهم من الوصول إلى المراكز الصحية في المدينة حيث يقطع الحصار أوصال المدينة.
وأضاف المراسل أن أرتالا من السيارات عادت بعد أن كانت تنوي مغادرة المدينة، فيما ذكر شهود عيان أن القوات الأميركية التي تحاصر المدينة منعتهم من الخروج. وأفاد مراسل الجزيرة أن سيارات الإسعاف تواصل نقل جثث القتلى والجرحى من جميع أنحاء المدينة.

وقال رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الشعب العراقي مزهر الدليمي إن الأميركيين يصرون في المفاوضات الجارية معهم لوقف القتال على إلقاء رجال المقاومة للسلاح وتسليم المتورطين في قتل الأميركيين والتمثيل بجثثهم إلى جانب السماح بدخول الدبابات الأميركية لوسط المدينة.
وقد استمر تضارب التصريحات الأميركية بشان العمليات العسكرية لجنود الاحتلال في مدينة الفلوجة غربي بغداد. فقد أكد العميد مارك كيميت، نائب قائد العمليات في القوات الأميركية، أن القوات الأميركية المحاصرة للفلوجة قد علّقت عملياتها العسكرية من جانب واحد، من أجل السماح بدخول المؤن والمساعدات الإنسانية.
وكان كيميت يعلق على تصريحات لقائد ميداني أميركي بمشاة البحرية بأن قواته أنهت هذه الهدنة المزعومة بعد سريانها بنحو 90 دقيقة بحسب إعلان الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر. وكان بريمر قد أعلن أن الهدنة تهدف للسماح بعقد اجتماع بين أعضاء مجلس الحكم والقيادة المحلية في الفلوجة وعناصر المقاومة لاتخاذ المزيد من المبادرات السلمية.
وعلى صعيد عمليات المقاومة أفادت الأنباء سقوط تسعة قتلى على الأقل وجرح آخرين، يعتقد أنهم جنود أميركيون، في هجوم صاروخي على قافلة عسكرية كانت تنقل وقودا قرب منطقة أبوغريب غربي بغداد.
وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن عناصر المقاومة تسيطر على الطريق الذي يربط الفلوجة بأبوغريب. واعترف متحدث عسكري أميركي بمقتل خمسة جنود في هجمات أخرى في التاجي شمال بغداد وقرب مطار العاصمة، وأضاف: إن المقاومة العراقية تسيطر الآن على الطريق السريع بين أبو غريب والفلوجة.
كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس أن بريطانياً يعتقد انه كان يعمل حارس أمن بشركة أميركية في العراق قد قتل. وقالت متحدثة باسم الوزارة «قتل بريطاني في العراق أستطيع تأكيد اسمه وهو مايكل بلوس». وقالت أنباء صحفية انه كان يعمل لحساب شركة أمن أميركية لكن وزارة الخارجية لم تؤكد ذلك.


كما أفاد مراسل الجزيرة في بغداد أن القوات الأميركية فرضت طوقا أمنيا على مدينة الأعظمية ببغداد، حيث منعت الدخول إليها وشنت حملات تفتيش ودهم. يأتي ذلك بعدما تعرضت المنطقة الخضراء التي تتخذها سلطة الائتلاف مقرا لها في بغداد لانفجارات قوية دون أن يتضح حجم الخسائر وقد شوهدت مروحيات قوات التحالف وهي تحلق في المنطقة.
كما أكد شهود عيان أن معارك اندلعت اليوم بين عناصر المقاومة والجنود الأميركيين في مدينة بعقوبة وتفجر القتال بعد أن خرج مؤيدون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى الشوارع للتظاهر في أعقاب صلاة الجمعة. وفي مدينة المقدادية دمرت دبابة أميركية وعدد من الآليات العسكرية إثر اشتباكات عنيفة. كما جرح ثلاثة جنود إسبان إصابة أحدهم خطيرة في مدينة الديوانية.
وانفجرت أربعة ألغام كانت مزروعة على الطريق العام في منطقة العساف الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات غرب مدينة هيت واستهدفت دورية أميركية مما أسفر عن إحراق عربتي نقل جنود وسقوط عدد من الجنود الأميركيين بين قتيل وجريح. وفي مدينة كركوك هز انفجار كبير مطار المدينة الذي تتخذه القوات الأميركية مقرا لها. وفي الجنوب أعلن الجيش الأميركي أنه استعاد السيطرة على مدينة الكوت وذلك بعد يومين من انسحاب القوات الأوكرانية منها.
وشهدت شوارع مدينة كربلاء والأحياء المجاورة للأماكن المقدسة مواجهات عنيفة بين عناصر جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر وقوات التحالف البولندية والبلغارية. وأسفرت تلك المواجهات حسب مصادر طبية عراقية عن مقتل 15 شخصا بينما قتل 6 من الإيرانيين عند نقطة تفتيش بولونية.


وذكر مراسل الجزيرة في مدينة الناصرية أن القوات الإيطالية أعادت انتشار دباباتها بمحاذاة نهر الفرات مقابل الجانب الرئيسي من المدينة التي يفرض أنصار الزعيم مقتدى الصدر سيطرتهم عليها.
كما أعلن مقاومون انهم يحتجزون أميركيين اثنين واربعة إيطاليين رهائن وشاهد مراسل من رويترز اثنين من المحتجزين كانا يجهشان بالبكاء وقال المقاومون انهما إيطاليان وذلك في مسجد في قرية بضاحية أبو غريب وكان أحدهما مصابا في كتفه. ورفض المقاومون تصويرهما.
وقال جنود أميركيون في دبابة بالمنطقة قرب قرية الذهب الأبيض إنهم يعرفون بالفعل أن عدة أميركيين احتجزوا ولم يقدموا تفاصيل أخرى. وأفاد جندي «ولذلك فإننا نغلق الطريق». وقال مقاومون لرويترز إنهم احتجزوا أربعة إيطاليين كانوا يسافرون في سيارة ذات دفع رباعي وبها أسلحة. وأضافوا انهم اسروا الأميركيين في حادث منفصل.
وصرح دان سينور المتحدث باسم سلطة الائتلاف في مؤتمر صحافي أمس أن الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة لن يتفاوض مع من اسماهم «الارهابيين» الذين ربما يحتجزون رهائن في العراق. وقال انه لا يستطيع تأكيد التقارير حول احتجاز أجانب واوضح أن الائتلاف لم تصله سوى «تقارير أولية».
من جانبه دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أمس الرئيس الأميركي جورج بوش إلى سحب قواته من العراق أو مواجهة ثورة حقيقية. وقال الصدر في خطبته التي قرأها جابر الخفاجي أحد مساعديه في مسجد الكوفة أمام مئات المصلين من أنصاره «اوجه كلامي لعدوي بوش إذا كانت حجتك في الحرب على العراق صدام وأسلحة الدمار الشامل فهذا كلام قد مضى وأنت ألان تحارب الشعب العراقي كله».
واضاف «أنصحك بالانسحاب فورا من العراق وإلا خسرت الانتخابات التي أنت لها طالب وخسرت شعبك كما خسرت الشعوب الأخرى». واوضح أن «أميركا لا تواجه مقاومة شعبية بل ثورة حقيقية». وقال حسن الحيدري أحد مساعديه أن الصدر لم يأت لصلاة الجمعة في مسجد الكوفة لانه معتصم إضافة لكونه قرر الصوم كرد فعل على المجازر الأميركية» في العراق.
وردا على سؤال حول صحة المعلومات التي تتحدث عن تعرض قوات أسبانية وأميركية لموكب الصدر ومنعه من الذهاب إلى مسجد الكوفة لالقاء خطبة الجمعة، قال الحيدري إن «هذه المعلومات عارية من الصحة لانه لم يذهب أصلا إلى الصلاة».
وقد اعترف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية بانفلات «صمام الأمان» وقال سترو «ما من شك أن الموقف الراهن خطير للغاية بل هو اخطر موقف نواجهه». وردا على سؤال في المقابلة حول ما إذا كان قد خطر بباله قبل عام أن الوضع في العراق سيتدهور إلى المستوى الذي وصل إليه الأسبوع الماضي، قال سترو «لا لم أتخيل ذلك».
واضاف «الحقيقة الواضحة اليوم هي أن أعدادا كبيرة من العراقيين وليس من المقاتلين الأجانب، هم الضالعون في هذا التمرد». ودعت روسيا قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة إلى وقف عملياتها ضد المسلحين العراقيين والتوقف عن الاستخدام «المفرط» للقوة.


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 01:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/8835.htm