المؤتمر نت - محمد أنعم
محمد أنعم -
المتخرصون وتصفير العداد
من جديد وبلغة صريحة وواضحة، حدد الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي- مسار الحوار الوطني، وبيّن للجميع الدرب الآمن الذي يجب على المتحاورين أن يسيروا عليه لتجنيب البلاد المنغصات والفتن، ولضمان بلوغ الغايات والتطلعات التي يتوق اليها شعبنا..

إن المسؤولية الوطنية والدينية قد جعلت الرئيس يعلن رفضه القاطع لأي اتفاقيات تأتي على غرار وثيقة العهد والاتفاق.. هذا الموقف الشجاع لا يمكن أن يأتي إلا من زعيم وطني غيور على مصالح وطنه وشعبه، ومحال أن يتخذ ه أو يجهر به لو كان متشبثاً بالسلطة أو يسعى إلى تصفير العداد فعلاً كما يزعم المتخرصون..

لقد انتصر الرئيس للمؤسسات الدستورية، ولأهم أهداف الثورة اليمنية وحرص على تجديد تأكيد هذا الموقف خلال لقائه برموز من مناضلي الثورة اليمنية.. ولذلك اللقاء مدلولات كثيرة من خلال دفاعه الشجاع عن حق الشعب كمالك ومصدر للسلطة.. هذا الحق الذي استرد بالقوة من الأئمة والاستعمار والسلاطين وأعوانهم ممن يدعون أن لديهم صكوكاً إلهية لحكم اليمن واستعباد أبنائه.. وهو حق لا يمكن التفريط به..

إذاً ليس من العقل والمنطق أن تظل أحزاب المشترك تطالب بإلغاء الدستور والمؤسسات الدستورية ومن ذلك لجنة الانتخابات، وترفض احترام ارادة الشعب في اختيار ممثليه.. وببساطة تعتبر اتفاق فبراير وتوصيات تقرير الاتحاد الأوروبي، مرجعية مقدسة، بل ومن الثوابت التي تحت راياتها يخوضون جهادهم المقدس ضد شعبنا وبلادنا.. فعلاً، فجوهر الخلاف اليوم هو حول إصرار أحزاب المشترك على مصادرة وسلب حق الشعب في حكم نفسه بنفسه، وليس حول تصفير العداد كما يروج ذلك الأغبياء والسذج.. غير مدركين أن هذا الصراع قد حسمته الثورة اليمنية في 26 سبتمبر1962م.. ولا يمكن لتلك الأحزاب أن تعيد إنتاج ثقافة المستبدين والطغاة من القبور..

الشيء الغريب أن تظل أحزاب المشترك تثير ضجيجاً حول التعديلات الدستورية الهادفة إلى تطوير النظام السياسي والانتقال إلى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات واللامركزية، عبر شن حملات تضليل تزعم فيها أن الهدف هو تصفير العداد، والأمر ليس كذلك، بل هو رفض واضح لمجمل هذه الإصلاحات السياسية.. علماً إن ثمة مواداً دستورية تتطلب استفتاء شعبياً ولا تجدي معها الأغلبية البرلمانية نفعاً..

للأسف بعض الأحزاب في المشترك صارت تعتقد أن لديها صكوكاً إلهية، ولم تعد تخجل وهي تصدر مرسوماً يقضي بإلغاء لجنة الانتخابات، لتصبح بذلك تتعامل بنفس دجل الأئمة..

ولهذا أعتقد أن حديث الرئيس كان واضحاً جداً لمن يريد أن يفهم من المشترك أو غيره.. وجاء موقفه ليعبر عن موقف كل اليمنيين.. خاصة وقد خبره شعبنا طوال ثلاثة عقود قائداً فذاً اجترح أروع ملاحم انتصاراته، وظل مدافعاً شرساً عن مصالح أمته..

فالذي حمل كفنه من أجل اليمن في 17 يوليو عام 1978م.. والذي خرجت من أجله جماهير الشعب- بمن في ذلك أحزاب المشترك- عام 2006م في مسيرات عظيمة تناشده بمواصلة قيادته الحكيمة لليمن ،لا يمكن أن يطاله الأقزام بترهاتهم وخزعبلاتهم وبالذات حول تصفير العداد، لان شعبنا يدرك أن جوهر الخلاف مع هؤلاء هو حول الثوابت الوطنية ومكاسب الثورة والوحدة والديمقراطية وليس غير ذلك.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 01:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/83936.htm