قائد الوحدة رجل التسامح والحوار قد نختلف جميعا على مسميات عديدة تطلق بين الحين والآخر تخص في بعضها مناسبات وفي البعض الآخر أشخاصا , إلا ان الكل يتفق على ان علي عبد الله صالح هو ( قائد الوحدة ) ليس لأنه رئيس البلاد في الوقت الراهن أطال الله في عمره وجعله ذخرا لوطنه , بل لأنه الصانع الحقيقي والمهندس الفعلي للوحدة المباركة , وهنا قد يقاطعني البعض أو يعارضني بقوله ان الوحدة كانت فكرة قديمة حتى قبل ان يتولى مقاليد الحكم فيما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية في السابع عشر من يوليو 1978م , وان العديد من الرؤساء السابقين في الشطرين بدأوا من قبله نهج الوحدة. وفي هذه الجزئية بالذات اتفق معهم وارد عليهم في الوقت نفسه بسؤال مهم لماذا لم تتحقق الوحدة المباركة في عهد هؤلاء أو أولئك , والجواب الذي أكدته الليالي قبل الأيام ان التفكير ليس كالانجاز وان السير في الدروب وتخطي العقبات ليس كمن يقدم رجل من اجل أمنية ويؤخر أخرى بداعي الخوف , نعم كان السابقون يسيرون نحو الوحدة ولكن بتلك الفكرة فيتأخرون أكثر مما يتقدمون , الى ان جاء من جعل الوحدة نهجه الأساسي وتحقيقها ديدنه اليومي فسعى الى ذلك بكل ما أوتيَّ من قوةٍ وحكمةٍ وبعدِ بصيرةٍ , وقبل هذا وذاك إرادة الله وتوفيقه . لا نغالي إطلاقاً ان أطلقنا عديد المسميات على الرئيس علي عبد الله صالح فللرجل بصمات واضحة في جميع الميادين شهد بذلك المنصفون من مناهضيه قبل مؤيديه ومناصريه , فهو محب للسلام عاشق للوئام يكره الحرب وان فرضت عليه ولا يجئ إليها إلا إذا أصر عليها الغير من خلال انتهاكهم للقانون والدستور وتفكيرهم بإعادة عجلة الزمن ليس فقط الى ما قبل الثاني والعشرين بل الى الإمامة الرجعية والاستعمار البغيض , فحينها فقط يثور ليس لنفسه بل لوحدة ارض والتئام امة . ان المتتبع لمسيرة الرئيس الصالح سيجدها لو كان منصفاً ملئيهً بالايجابيات وان كانت له سلبيات فهو الاجتهاد الذي قد يصيب ويخطئ , غير ان ايجابياته تظل ساطعة في وجه منكريها , لا يراها المؤيدون له فحسب بل يراها من ملك فكرا وقادا ورؤية ثاقبة وحسا وطنيا سواء كانوا من اليمنيين أو غيرهم . سيقول البعض بأن الرجل لم يذهب الى الوحدة بمفرده , وسأجيبهم نعم هو كذلك ولكني سأضيف لهم جزئية مهمة ليس المهم بأن نسير الى بقدر أهمية ان نسير بالوحدة ومع الوحدة , وهذا ما فعله الرئيس علي عبد الله صالح , فلم يرتدَّ عن الوحدة كما ارتدَّ من ساروا معه بداية المشوار وانقلبوا سريعا عليها وعلى الشعب , ربما لأنهم في الأساس لم يسيروا نحوها محبين بل هاربين من مصير فضيع كان ينتظرهم , وكذلك هو الحال بكل متربص بالوحدة ممن يعيثون في الأرض فسادا من خلال الممارسات الخاطئة التي تشجع على نهب المال العام , وترويع الآمنين , ولهؤلاء نقول ان العيب ليس في الوحدة ولكنه فيكم يا من شوهتم المعنى الجميع لوحدة الوطن . كثير من زعماء العالم تطلق عليهم الألقاب وربما هم أنفسهم من يطلقونها أو يوعزون الى الغير بإطلاقها عليهم , غير ان ( قائد الوحدة ) سيظل محفورا في ذاكرة اليمنيين والعرب والعالم اجمع , فما ان تذكر الوحدة اليمنية حتى تجد اسم الرئيس علي عبد الله صالح مقرونا بذلك اللقب العظيم , وشاء من شاء وأبى من أبى , فقائد الوحدة هو علي عبد الله صالح , وسيحتفظ له التاريخ بهذا المسمى الغالي , وسترويه الأجيال المتعاقبة لمن بعدها , ليصبح قصة نجاح قاده الكفاح والنضال من اجل لم شمل الوطن الواحد , من اجل توحيد التراب اليمني , من اجل رفعة وعزة الشعب المتوحد أرضا وإنسانا لغةً وعقيدةً وفكر . ان 60 % من الجيل الحالي هم من أبناء الثاني والعشرين من مايو المجيد , أي أنهم لا يعرفون غير الوحدة لم يعايشوا سواها ولن يعيشوا غيرها , ولهذا سيظلون يحملون هذا المسمى الغالي في نفوسهم , وهم أنفسهم سينقلون لابناءهم عن الوحدة المجيدة وعن ( قائد الوحدة ) المحب لها الغيور عليها الحامي لها ومعه الشرفاء من أبناء هذا الشعب الأبي الوحدوي المناضل البطل الذي سطر أروع صور البطولة والنضال ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه ليظل خالدا في سفره أبديا في حروفه تراه مكتوبا في سطوره وبين سطوره . قد لا أكون من جيل الوحدة ولكني بكل تأكيد من جيل قائد الوحدة على اعتبار ان ميلادي قبل توليه مقاليد الحكم بثلاث سنوات , عشت طفولتي في أيامه ترعرعت وكبرت في تحقيق أحلامه , تعلمت من كلامه دروسا كثيرة لعل من أهمها ان حب اليمن من الإيمان وان الدفاع عن الوحدة فرض عين على الجميع باعتبار ان الاعتصام بحبل الله واجبُ شرعيٌ والفرقةُ منهيٌ عنها , يستلهم منه الشباب الشجاعةَ والكرامةَ والعفوَ والصفحَ والنضالَ والكفاحَ , ولقد أدركت ذلك جيدا وسطرته في كتاب أصدرته بعنوان ( الشباب الطامح في وجدان الرئيس الصالح ) لأنني أيقنت ان شباب الوطن يسكنون وجدان قائد الوحدة , فما من ملتقى إلا وهو يشجعهم ويؤازرهم ويدعمهم لأنهم شباب اليمن شباب الوحدة , فهنيئا لكم أيها الشباب وهنيئا لقائد الوحدة عيد ميلادها العشرين وهنيئا لوطننا ما تحقق له من منجزات رائعة . علينا ان نتعلم من قائد الوحدة الشجاعة في المواقف والتحدي عند مواجهة الشدائد والمحن , علينا ان نتعلم منه العفو فهو متسامح حتى مع من يناصبونه العداء , يصفح عن الجميع بلا استثناء , يستغل كل مناسبة وطنية ليرسي مبدأ التآلف والتراحم بين أبناء الأمة , واكبر دليل على ذلك ما أعلنه في خطابه الهام عشية الاحتفال بالعيد العشرين لعيد الثاني والعشرين من مايو المجيد من طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة سطورها العمل اليمني المشترك من اجل البناء والتعمير والتطوير والتحديث من اجل يمن متقدم ومزدهر . - باحث بجامعة الجزائر: [email protected] |