المؤتمر نت -
عبد العزيز الهياجم -
الكويت
دون أن يطلب منها أحد ذلك ودون أن تنتظر من أحد دعوتها إلى مؤتمر أو ملتقى أو اجتماع للبحث في شئون اليمن وما يحتاجه وما هي التحديات التي تواجهه، كانت دولة الكويت الشقيقة التي تحتفل الأربعاء المقبل بعيد استقلالها التاسع والأربعين، سباقة إلى القيام بواجبها ودورها في دعم أشقائها في اليمن منذ فجر ثورتهم وتجاوزهم عهود الاستعمار والاستبداد.
كانت دولة الكويت سباقة في بناء وإنشاء العشرات من المدارس والمراكز التعليمية والصحية والسدود والطرقات فضلا عن منشآت جامعية شامخة مثل كلية الطب بجامعة صنعاء، وكذا ما قدمه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من قروض لتمويل عدد من المشاريع التنموية في قطاعات عديدة ومنها الزراعة والري والثروة الحيوانية وقطاع النقل والمواصلات من طرقات وموانئ وطيران مدني وقطاع الطاقة والصناعة وخصوصا في الكهرباء والمياه وقطاع الخدمات والإدارة الحكومية .
ولقد شد اهتمامي حديث بثته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وهو لسعادة سفير دولة الكويت بصنعاء سالم غصاب الزمانان، تناول فيه الشيء الكثير عن العلاقات اليمنية الكويتية وبطرح يتجاوز اللغة الدبلوماسية وحديث المجاملات إلى رغبة حقيقية في الدفع بهذه العلاقات ليس فقط إلى مستوى ما كانت عليه في العصر الذهبي ولكن إلى أبعد من ذلك.
وليس فقط المقابلة الصحفية هي من جعلني أخرج بهذا الانطباع وإنما أكثر من ذلك لقاء أخوي وودي جمعني بسعادة السفير الزمانان قبل أشهر عدة ولم أكن صراحة أتوقع طرحا متقدما ورؤية ناضجة ومستقبلية .. الرجل لا ينظر إلى الخلف ولا يقف عند محطة معينة أيا كانت حساسيتها وتداعياتها وجراحاتها .. فقط ينظر إلى الأمام بانيا على الأساس المتين والصفحات المشرقة لتلك العلاقات وليس على الصفحات المشوشة أو المشخبطة.
هناك اليوم من لم يلتفت إلى معاناتنا وظروفنا الصعبة طوال العقود الماضية ولم يبدأ التفكير في ذلك الا من زاوية مصالحه .. بمعنى أن حاجة اليمن الاقتصادية والتنموية بالنسبة للسياسة الدولية اليوم هي تأتي من بوابة ملف الإرهاب وتواجد القاعدة وخطرها .. إلى من فيه حضور القاعدة وهو خطر يتهدد مصالح الولايات المتحدة وغيرها من أصدقاء اليمن وأشقائه .. واستمر التعاطي لسنوات على أن حاجة اليمن هي لبنادق ورصاص وتأهيل أمني وعسكري وبعض المعدات والمعلومات الاستخباراتية للقضاء على القاعدة .. قبل أن يبدأ مؤخرا تفهم ما تؤكد عليه اليمن من أن احتياجاتها التنموية الملحة ونسب الفقر والبطالة تدفع نحو التطرف والعنف وأي دعم تنموي واقتصادي سيساعد كثيرا في اجتثاث جذور الإرهاب.
ومن هنا أعتقد أنه لولا المواقف الكويتية الأصيلة والدعم السخي الذي قدمته لليمن منذ وقت مبكر لكانت البيئة المشجعة على التطرف والإرهاب قد سبقت زمانها في هذا البلد.
وحقيقة فإن ما أثار اهتمامي وارتياحي أكثر في حديث السفير الزمانان هو تأكيده لحرص الكويت على استيعاب المزيد من العمالة اليمنية للعمل في سوق العمل الكويتية نظرا للسمعة الطيبة والمتميزة التي تحظى بها الجالية اليمنية في الكويت. وهو قال أنه بحسب الإحصائيات الصادرة عن السفارة فإنه يتم وبمعدل شهري إصدار حوالي 160 تأشيرة للعمالة اليمنية المتوجهة إلى الكويت، وهي على حد قوله نسبة كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية.
شيء جيد ونتمنى زيادة هذه النسبة بصورة أكبر بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي مقابل رغبتنا من الأشقاء في منح أولوية للعمالة اليمنية فإننا نتطلع من بلدنا وحكومتنا أن توفركل الامتيازات وعوامل الجذب وأن تعطي الأولوية للاستثمارات الكويتية في هذا البلد الذي لأشقائنا فيه أياد بيضاء وناصعة.
[email protected]


تمت طباعة الخبر في: السبت, 30-نوفمبر-2024 الساعة: 09:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/78271.htm