المؤتمر نت - محمد انعم
محمد انعم -
البيض‮ ‬يروّج‮ ‬لمشروع‮ ‬انفصالي‮ ‬ضد دول خليجية
‬أفصح‮ ‬علي‮ ‬سالم‮ ‬البيض‮ ‬عن‮ ‬بعض‮ ‬تفاصيل‮ ‬مؤامرة‮ ‬واسعة‮ ‬يقودها‮ ‬ليس‮ ‬ضد‮ ‬وحدة‮ ‬اليمن‮ ‬وحسب‮ ‬وإنما‮ ‬ضد‮ ‬دول‮ ‬الخليج‮ ‬أيضاً‮..‬

فليس الجديد الذي حمله مؤخراً هو إعلانه الحرب على الوحدة.. فذلك قد سبق لشعبنا أن رد عليه رداً قوياً وحاسماً.. لكن الجديد الذي جاء به البيض وعصابته هذه المرة انهم أرسلوا رسائل تحذيرية إلى دول الجوار بدرجة رئيسية، صحيح أن البيض والعطاس وأذيالهما أصبحوا أشبه بالثعابين‮ ‬منزوعة‮ ‬الأنياب،‮ ‬بيد‮ ‬ان‮ ‬ثمة‮ ‬صفقة‮ ‬رابحة‮ ‬جعلتهم‮ ‬يهرولون‮ ‬ويطلقون‮ ‬مشروعهم‮ ‬التآمري‮ ‬ظاهراً‮ ‬ضد‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬وباطناً‮ ‬ضد‮ ‬دول‮ ‬خليجية‮.‬

أعتقد ان قراءة متواضعة لأبعاد ومدلولات خروج البيض عن صمته بعد خمسة عشر عاماً من الغياب.. فيها مايستحق أن يجعلنا نمعن القراءة ونتنبه لهذه المفاجأة.. صحيح الرجل وجماعته أصبحوا مجرد موميات أويقومون بدور فزاعات الطيور.. لكن لايجب ان نغمض أعيننا لما يدبر ضدنا، خصوصاً بعد أن غادر البيض سلطنة عمان إلى أوروبا وكأنه أراد أن يحرج صاحب الجلالة السلطان قابوس لأنه خرج من السلطنة ولم يعلن تمسكه بمشروعه الانفصالي ضد الوحدة اليمنية فقط وإنما أصبح لديه مشروع أكبر من ذلك، ولم يتردد أن يوصل رسائله الى الأشقاء في دول الخليج بشكل‮ ‬واضح،‮ ‬ولعل‮ ‬أبرز‮ ‬ملامح‮ ‬مشروعه‮ ‬التآمري‮ ‬تؤكده‮ ‬الحقائق‮ ‬التالية‮:‬

> لقد جاء ظهور البيض والعطاس إعلامياً، وخروجهم من القبور للدعوة مجدداً لمشروعهم الانفصالي، هو من أجل إعاقة وعرقلة كل المساعي التي تبذلها اليمن للانضمام إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي، في محاولة لضرب كل توجهات قادة دول مجلس التعاون الخليجي الداعمة لليمن بهذا‮ ‬الشأن‮.‬

> سعى البيض إلى محاولة ايقاف الأنشطة الاستثمارية للمستثمرين الخليجيين تحديداً والذين بدأوا يسجلون حضوراً واضحاً بمشاريعهم المختلفة في اليمن وخصوصاً في السنوات الأخيرة بهدف حرمان الشعب اليمني من فوائد هذه الاستثمارات.. وكذلك عمد الى خلق مخاوف لدى رؤوس الأموال‮ ‬وصرفهم‮ ‬عن‮ ‬التفكير‮ ‬باستثمار‮ ‬أموالهم‮ ‬في‮ ‬الوطن‮ ‬العربي‮ ‬بهز‮ ‬ثقتهم‮ ‬بالمناخات‮ ‬المطمئنة‮ ‬والتسهيلات‮ ‬الكبيرة‮ ‬وذلك‮ ‬خدمة‮ ‬لمصالح‮ ‬أجنبية‮ ‬تعمل‮ ‬عبر‮ ‬شتى‮ ‬السبل‮ ‬لعودة‮ ‬الاستثمارات‮ ‬الى‮ ‬بلدانها‮..‬

> اختار البيض والعطاس هذا التوقيت لظهورهما في محاولة لحرمان العمالة اليمنية من الحصول على فرص للعمل بدول الخليج حيث أرادا من وراء تجديد دعوتهما للانفصال الوقيعة بين القيادة اليمنية وقادة دول مجلس التعاون.. وهز الثقة فيما بينهم وجعلهم ينصرفون عن الاهتمام بالعمالة‮ ‬اليمنية‮ ‬إلى‮ ‬قضايا‮ ‬اخرى‮..‬

> اختلق البيض والعطاس من خلال دعوتهما للانفصال مبررات وحججاً واهية وكان هدفهما هو الدفاع عن مصالح العمالة الآسيوية بدرجة أساسية، وجعل قادة دول مجلس التعاون الخليجي يغضون الطرف عن العمالة اليمنية والتراجع عن اتخاذ أي حلول أو معالجات لوقف تفاقم مخاطر العمالة‮ ‬الآسيوية‮ ‬على‮ ‬بلدانهم‮.‬

> يوحي ظهور البيض والعطاس في هذا الوقت بالذات ان هناك مخططاً خارجياً لايستهدف وحدة اليمن فقط، وإنما بعض دول الخليج أيضاً وذلك عبر استكمال حلقات التغيير الديمغرافي داخل هذه الدول، والذي لن يكون ممكناً إلاّ باستمرار الحضر على العمالة اليمنية من دخول الأسواق الخليجية‮.‬

> تعمد البيض وزمرته الظهور عبر فضائيات خليجية للدعوة لمشروعهم التآمري على الوحدة اليمنية ليس اختياراً بريئاً أبداً، ولا يشير إلى أن تلك الفضائيات تتمتع بالحيادية والاستقلالية والحرية اطلاقاً.. وإنما كان الهدف الأساسي هو إيهام الشعب اليمني ان مشروع البيض والعطاس‮ ‬التآمري‮ ‬طبخ‮ ‬في‮ ‬قصور‮ ‬خليجية‮ ‬وانه‮ ‬يحظى‮ ‬بدعم‮ ‬ومساندة‮ ‬من‮ ‬أشقاء‮ ‬خليجيين‮.. ‬ولم‮ ‬يأتوا‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬خلف‮ ‬البحار‮ ‬أو‮ ‬على‮ ‬ظهر‮ ‬دبابة‮.‬

> حرص البيض وأتباعه على الظهور عبر فضائىات خليجية على ترديد مصطلحات سياسية جديدة إن جاز لنا تسميتها هكذا مثل: الإقصاء.. التهميش.. غياب المواطنة المتساوية.. نهب الثروة.. غياب الشراكة الخ.. واعتبروها منطلقات تخولهم المطالبة بالانفصال، كما أنهم أرادوا من وراء‮ ‬تكرارهم‮ ‬لهذه‮ ‬الكلمات‮ ‬تحريض‮ ‬بعض‮ ‬الفئات‮ ‬في‮ ‬الخليج‮ ‬على‮ ‬أعمال‮ ‬الفوضى‮.‬

> عودة البيض والعطاس لتبني مشاريع انفصالية بعد مرور تسعة عشر عاماً على تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية، أراد من خلاله أن يقول للجميع ان الدول الوطنية في المنطقة فيما لو نجح المشروع الانفصالي في اليمن ستكون جميعها مستهدفة ومهددة بمشاريع انفصالية مماثلة‮.. ‬ولن‮ ‬تسلم‮ ‬دول‮ ‬الخليج‮ ‬من‮ ‬مثل‮ ‬هذا‮ ‬العبث‮ ‬لو‮ ‬نجحت‮ ‬المؤامرة‮ ‬على‮ ‬وحدة‮ ‬اليمن‮..‬

> يسعى البيض وأذياله بإصرار على اشعال نيران حرب أهلية في اليمن لمحاصرة الأشقاء في دول الخليج من جنوب الجزيرة بمشاكل جديدة.. وذلك بهدف اضعاف قادة دول مجلس التعاون من القيام بدورهم المشهود في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية والإسلامية العادلة وجرهم إلى خارج هذه‮ ‬المعركة‮ ‬واجبارهم‮ ‬على‮ ‬الانشغال‮ ‬بمحاولات‮ ‬اطفاء‮ ‬حروب‮ ‬عبثية‮ ‬تطوقهم‮ ‬ألسنة‮ ‬نيرانها‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬اتجاه‮..‬

> يقوم البيض بدورالعراب للمشاريع الانفصالية في الوطن العربي في حال نجاح المؤامرة التي يقودها ضد الوحدة اليمنية لاسمح الله، فمعنى ذلك أن مشاريع انفصالية للأمازيق وللاقباط وللدارفوريين ولما يسمى بشعب الصحراء ووادي الذهب وللبدون وكذلك تبني جبهة تحرير ظفار والجبل‮ ‬الأخضر،‮ ‬وغيرها‮ ‬والتي‮ ‬ستجد‮ ‬طريقها‮ ‬للتنفيذ‮ ‬فيما‮ ‬لو‮ ‬نجحت‮ ‬المحاولة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬

> اصرار البيض على الانفصال ليس جديداً على الشعب اليمني، ولقد تصدى لهذا المشروع ببسالة عام 1994م، لكن الجديد الذي جاء به هذه المرة هو انه أراد أن يحذر السعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وعبر إعلام خليجي أيضاً بأنه هو الوصي عما اسماه بشعب الجنوب،‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬انه‮ ‬لايريد‮ ‬الانفصال‮ ‬عن‮ ‬الوطن‮ ‬اليمني‮ ‬الأم‮ ‬فحسب‮ ‬بل‮ ‬انه‮ ‬وجه‮ ‬في‮ ‬ذات‮ ‬الوقت‮ ‬انذاراً‮ ‬للأشقاء‮ ‬بإعادة‮ ‬رسم‮ ‬خارطة‮ ‬سياسية‮ ‬جديدة‮ ‬للمنطقة‮ ‬وهو‮ ‬من‮ ‬يحدد‮ ‬حدودها‮.‬

> إن خطاب البيض وأحاديث العطاس وعلي ناصر كلها تؤكد رفضهم للديمقراطية والحوار واستمرار تجسيدهم لأبشع صور الدكتاتورية الاستالينية، وهذا يبرهن على أنهم ماضون بنهج سياسة الإرهاب ضد المواطنين والجيران أيضاً.

‮< ‬أعتقد‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬لا‮ ‬يوافقني‮ ‬الرأي،‮ ‬وهناك‮ ‬من‮ ‬يعتبر‮ ‬البيض‮ ‬أضعف‮ ‬من‮ ‬القيام‮ ‬بهذا‮ ‬الدوار‮.. ‬وهناك‮ ‬من‮ ‬يتحامل‮ ‬على‮ ‬هذه‮ ‬الأفكار‮..‬

لكن‮ ‬أقول‮ ‬بثقة‮: ‬ان‮ ‬من‮ ‬يستخدم‮ ‬الكلاب‮ ‬للصيد‮ ‬دائماً‮ ‬يحمل‮ ‬بندقية‮ ‬وأسلحة‮ ‬أخرى‮.{‬
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 01:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/70901.htm