المؤتمر نت - محمد سعيد سالم
محمد سعيد سالم -
مشاهد من المؤتمر الرابع لنقابة الصحفيين
المشاهد الناشئة عن المؤتمر العام الرابع لنقابة الصحفيين اليمنيين، التي كنا ضمن مكوناتها العامة، حتى اعلان النتائج الثلاثاء الماضي، تحتاج الى قراءة عامة، عسى ان يكون في ذلك نفع للقارئ، الذي يرى فينا كصحفيين «نخبة» تشكل «السلطة الرابعة» في بلد اختار مسار الديمقراطية!!
> المشهد الاول: اعضاء المؤتمر العام، ومعظمهم رائع كأشخاص وصحفيين، باعتبارهم «نخبة» المجتمع المدني، الا ان علامات المكون الحضاري عند انعقاد المؤتمر «النقابي»، جعلت أعمال هذا المؤتمر واحدة من أطولها وأقسامها على مندوبي المؤتمر، بسبب ضعف «الانضباط»، وافتقار أكثر المشاركين «للواجب الحضاري- المدني» عند جلسات اعمال المؤتمر..كما ان كثرة الارتجال في المناقشات، وعقم اسلوب الاقتراع جعل العملية اشبه بسباق «ماراثون» لا يقوى عليه الا اصحاب التحمل البدني والنفسي العالي، وبلا شك هذا يبهت الصورة الحضارية المطلوب أن نكون عليها خاصة في مثل هذه المناسبة، بل وفي كل مناسبة!!
> المشهد الثاني: يقول البعض: «ان التجربة هي الاسم الذي نطلقه على اخطائنا» وقد أثبتت أعمال المؤتمر ونتائجه ان تجربة المؤتمرات الصحفية «النقابية» مازالت «بيئة لأخطاء تنظيمية، وادارية، ومالية» ويضاف اليها اخطاء انتخابية، وتغليب للمعايير الضيقة لدى البعض، بحيث تتراجع المعايير الوطنية والمهنية لمصلحة «السباق المحدود الأفق» الذي اثبتت التجربة الواقعية انه يتسبب في اهدار سنوات من عمر المهنة والصحفيين دون طائل!.
> المشهد الثالث: لقد تعلمت من الحياة المهنية ان «الصحفي العاقل» يصنع من الفرص اكثر مما يجد!! وهذا يعني ان تفاعلات المؤتمر الرابع الذي وزّع فيها بعضهم «الاتهامات» على زملائه في المهنة، وشركائه في المواطنة دون تحكيم العقل، وانكار الذات يضع العلاقات المهنية والاخوية تحت خطر الضغوط والتجاذبات، ويضعف فرص الارتقاء بدور المهنة، ثم ينعكس الامر على دور النقابة، ويفقد الصحفيون «اعضاء النقابة» فرصاً كثيرة في جعل تطلعاتهم حقائق على الأرض، وكلنا يعلم حجم التطلعات وتنوعها التي ظهرت كعناوين بارزة في «البرامج الانتخابية» لنا.. نحن الذين ترشحنا للمنافسة على منصب النقيب، او مجلس ادارة النقابة!! والتي عمدها اعضاء المؤتمر العام باصواتهم!.
> المشهد الرابع: قرارات فخامة الرئيس بشأن حرية الاعلام، وتعددية الوسائل الاعلامية، وتاكيد العمل بحق اصدار الصحف، كانت أحد أهم المشاهد في المؤتمر، وأحدثت أصداءً رائعة، لأنها أطلقت آفاقاً جديدة بشأن حرية الكلمة والتعبير، وتعميق التنوع في الممارسة الاعلامية.
توجيه الرئيس جاء جاداً ومخلصاً ليفتح مساراً اضافياً في التنوع وحرية الاعلام، وعلى خلفية ذلك وجدت نفسي أهنئ أخي وزميلي فكري قاسم، الذي انتظر هذا الموعد، فجاء به الرئيس من اجل استعادة فكري لحقه في اصدار جريدته، وسيكون من أهم نتائج هذه التوجيهات احداث تنافس في الكفاءة المهنية، والقدرة الابداعية، واكتشاف المبدعين في الصحافة والاذاعة والتلفزيون.
> المشهد الخامس: قرار الرئيس «المعلن وفقاً لصلاحياته الدستورية والقانونية» بشأن إسقاط العقوبات عن الزميل العزيز عبدالكريم الخيواني، جاء انسانياً واخلاقياً، ليعود «الخيواني» شريكاً مهنياً متميزاً على بلاط صاحبة الجلالة في خدمة تنمية واستقرار مسيرة الوحدة والديمقراطية.
> طبعاً.. المشاهد كثيرة، واستخلاصها يحتاج مساحة عريضة يمكن الحصول عليها في مناسبات متلاحقة، فالحدث المهني لا ينقضي بعدة مشاهد، وحتى نستخرج اللؤلؤ من بحر الصحافة، علينا أن نغطس فيه.
> اعد القارئ -بإذن الله- أن نعمل على ذلك، وحتى ذلك الحين، اهنئ الفائزين بثقة جماهير الصحفيين في المؤتمر، واشد على الزملاء والزميلات الاعزاء الذين تأجل الاحتفاء بنجاحهم.
وفي الاخير علينا أن نأخذ من الهدهد ثلاثاً: «الامانة في النقل، وسمو الهمة، وحمل هم الدعوة».
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 01:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/68433.htm