شاركوا أو قاطعوا .. واثق الخطوة يمشي .. في كل بلدان الدنيا أحزاب المعارضة تحرص على إجراء الانتخابات في مواعيدها القانونية وتشجع على عدم تعطيلها إلا في اليمن ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فما كاد العد التنازلي لإجراءات تنفيذ العملية الانتخابية يبدأ حتى أصبح من الميسور على الملاحظ والمتابع أن يرصد مؤشرات استباقية للنتائج كامتداد منطقي للمقدمات والتي تبدو غير سارة للمتعاطفين مع خصوم الحزب الحاكم .. إذ أن موقف أحزاب اللقاء المشترك من الاستحقاق الديمقراطي القادم منشأة التردد تارة والرغبة في الإحجام عن المشاركة تارة أخرى وفي الحالتين هو تعبير عن تراجع مخيف في نسبة الثقة بإمكانية التقدم أو الحفاظ على أرقامها الانتخابية المكتسبة على الأقل . حيث تظهر أحزاب المشترك يوماً بعد يوم وجود تنافر سياسي ومصلحي بين أطرافها تولد لدى الكل حالة من الريبة والتوجس والحذر تجاه كل لقاء وكل خط اتصال مع الآخر . وكنقيض لتيار فرملة الانتخابات القادمة أو ما تسميهم افتتاحية الثورة بـ"أعداء الديمقراطية " أي المشترك – يلاحظ أن المؤتمر الشعبي العام ما زال يتمتع بحضور متميز على المستويين السياسي والإعلامي بتبنيه الدفاع عن المرحلة ورعاية التجربة الديمقراطية والظهور بثقة على الشارع رغم أنه الحاكم ، وأي حاكم غير معصوم من النقد واللوم والحسد والخطايا ، ومع ذلك نجد أنه صاحب المبادرة في كل شيء حتى كأني به حزب معارض أحياناً ، أكثر من ثمة أحزاب وتنظيمات سياسية أخرى معارضة ممن تفزرها المراحل وتخسر كل يوم مما لديها من جماهير رغم القلة . الجماهير عموماً لن تستمر في اللهث وراء سراب الآمال العراض والوعود ، لن تلبث أن تصاب بالإحباط – طالما – وحال لسانها أحزاب هي أكثر ما يرثى لحالها بسبب الفشل في تحقيق الأهداف الوطنية والفكرية والإنسانية والسياسية ، ويتوقع استمرار انتفاض الجماهير من حولها بالتدرج ليلقي المؤتمر الشعبي العام نفسه بالنهاية بلا معارض حقيقي .. وفي مؤازرة ذلك سيزداد عدد الأحزاب كمسميات بلا غطاء شعبي وبلا مناصرين يرفعون يافطات الديمقراطية والفساد وحرية الرأي والتعبير ويأتون بغيرها ، والدليل على ذلك مسلسل الاستقالات ، موجة الانشقاقات ، تناقض المواقف ، اللهث وراء المصالح ، محاولات تعطيل الإنجازات . ولمزيد من الهزل يلوحون بمقاطعة الانتخابات وكأنها لا تقوم إلا بهم ذراً للرماد في العيون . لا أحد يصدق أن الانتخابات النيابية المقبلة ستختلف عن سابقاتها ، ولا أحد يصدق أنه من الممكن أن يقدم أو يؤخر بمقاطعته للاستحقاق الديمقراطي العام القادم .. هل نعتبر موقف أحزاب المشترك من الانتخابات موقفاً استسلامياً أم انهزامياً ؟!.. الإجابة في العدد القادم إنشاء الله . |