(هوامش يمنية على كتابات مصرية) كتاب جديد للمقالح صدر حديثاً لشاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح كتاب جديد بعنوان "هوامش يمنية على كتابات مصرية". " كانت سنوات دراستي في مصر ، التي امتدت من اواخر عام 1966م إلى أواخر 1977م مرحلة تفتح و اغتناء و مصدر تقدير و إكبار لهذا البلد العربي الذي يشعرك أهله منذ أول يوم بأنك في منزلك و بين أهلك، يفتحون لك أبواب قلوبهم و أبواب بيوتهم و بوابات مكتباتهم العامة والخاصة لتستوعب منها ما تشاء ، بالاضافة الى ما تقدمه جامعاتها من معارف وعلوم". هكذا يستهل الشاعر الدكتور المقالح كتابه هذا ، الذي صدر ضمن سلسلة "كتاب الهلال" عن دار الهلال المصرية ، في اكثر من مائتين صفحة من القطع الصغير . و قال الدكتور المقالح في الاستهلال:"لمصر في قلوب ابنائنا من عرب المشرق و المغرب مكانه لا تدانيها مكانة فقد كانت - عربيا - مصدر الاشعاع الفكري و الروحي و الأدبي و العلمي لمئات السنين ، وصارت في العصر الحديث بخاصة بيت المعرفة الأول الذي تقاطرت إلى ساحته العقول الشابة من كل الاقطار العربية دون استثناء لتنهل الكثير من معينة الذي لا ينضب ". و أضاف : " في كتابي هذا كما في كتب اخرى لي، توالى صدورها منذ سبعينيات القرن الماضي رد متواضع لبعضٍ من الدين الذي طوقت به مصر العربية اعناق الدارسين فيها ممن رعتهم عروبتها و تعهدتهم جامعاتها ". و يتضمن الكتاب أربع قراءات لأعمال عدد من أعلام مصر العربية ، ممن تركوا بصماتهم الواضحة في الحياة الثقافية العربية كل في مجاله. كانت القراءة الأولى " قد ظهرت في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، و تناولت الرواية التاريخية البديعة " الوعاء المرمري " للاستاذ محمد فريد أبو حديد أحد أعلام الفكر و الثقافة الذين سعوا منذ وقت مبكر إلى تأسيس خطاب عربي جديد يوحد مشاعر أبناء الأمة العربية الواحدة ويبدأ من أغوار الماضي السحيق منطلقا منه الى افاق المستقبل ". و في القراءة الثانية محاولة - والكلام مايزال للدكتور المقالح - لحوار تمنيت ان يشاركني فيه اخرون و هو عن كتاب " مقدمة في فقة اللغة " للدكتور لويس عوض ، و هو كتاب بالغ الأهمية ، لولا بعض الشطحات في الاحكام و التحليل التاريخي لم يتنبه إليها مفكر يحترم العقل و يؤمن بحرية الرأي. أما القراءة الثالثة فهي عن الكتابات الادبية و الفنية للمفكر و الكاتب الصحفي الكبير"أحمد بهاء الدين" . واشار الدكتور المقالح الى ان هذه الكتابات تمت كتابتها بطلب من مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت الذي اصدر عام 1977م عن المفكر الراحل كتابا بعنوان " من مشاعل التقدم العربي ..أحمد بهاء الدين" . أما القراءة الأخيرة فقد جاءت عن كتاب بالغ الأهمية وهو " الديوان" الذي حاول من خلاله مؤلفاه الاستاذان "عباس محمود العقاد و ابراهيم عبد القادر المازني " ان يفتتحا به مشروع مدرسة نقدية عربية حادة الاسلوب ترفض المجاملة والتزلف في تناول الكتابات النثرية والشعرية وان جانبت الموضوعية والدقة في كثير من احكامها و معاييرها . و اشار الدكتور المقالح في ختام استهلال الكتاب إلى أن الحظ قد أسعده " بلقاء الاستاذ العقاد مرة واحدة في منزله وسط لفيف من مريديه الكثر ، و أسعدني كذلك بأكثر من لقاء مع الدكتور لويس عوض لكنه (أي الحظ) كان كريما ًمعي الى أبعد حد ؛ فقد أتاح لي عقد صداقة حميمة مع الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين ، دامت اكثر من عشرين عاماً كانت بالنسبة لي كافية للتعرف على مواقفة وتتبع كتاباته العميقة تلك المنشورة في كتب أو المنشورة في الصحف و المجلات و زادت من اعجابي بثقافته الموسوعية و خصاله الانسانية النبيلة ". *المصدر: سبأ |