68 قتيلاً و260 جريحاً بسلسلة هجمات نفذتها انتحاريات بالعراق سقط 68 قتيلاً على الأقل وأكثر من 260 جريحاً، في سلسلة هجمات نفذتها انتحاريات في العراق الاثنين، استهدفت قوافل "الحجاج" الشيعة في بغداد، ومظاهرة للأكراد في كركوك، حسبما أكدت مصادر بالشرطة والحكومة العراقية. ففي العاصمة العراقية، خلفت ثلاث تفجيرات نجمت عن هجمات انتحارية، نفذتها ثلاث سيدات، أكثر من 30 قتيلاً، بالإضافة إلى ما يزيد على 83 جريحاً، وفق ما أعلنت مصادر الشرطة العراقية. وذكرت مصادر بوزارة الداخلية العراقية أن معظم ضحايا الهجمات، التي وقعت في حي "الكرادة" في وسط بغداد، من الزوار الشيعة، مشيرة إلى أن الهجوم الثلاثي استهدف ثلاثة مواقع مختلفة وبفاصل نصف ساعة بين كل انفجار. والهجوم هو الثاني من نوعه الذي يستهدف الحجيج الشيعة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بعد مقتل سبعة الأحد، جنوبي بغداد، خلال مسيرة الزوار للوصول إلى منطقة الكاظمية في العاصمة العراقية، حيث يحتشد مئات الآلاف من الشيعة لإحياء ذكرى الإمام موسى الكاظم، الذي يوجد مرقده في المنطقة، وفق الداخلية العراقية. وقالت الوزارة إن عملية "تصفية" الزوار جرت عبر إطلاق النار عليهم خلال عبورهم في بلدة "المدائن"، وأضافت أن قوات الأمن أقامت نقاط تفتيش في المنطقة التي تسير فيها دوريات راجلة، لحماية زوار الكاظمية الذين حظر عليهم حمل أسلحة وحقائب وهواتفهم المحمولة. إلى ذلك، قالت الشرطة العراقية إن انتحارية رابعة فجرت نفسها وسط حشد من المتظاهرين الأكراد، في مدينة "كركوك" شمالي العراق صباح الاثنين، كما قام مسلحون بإطلاق النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل 38 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 178 آخرين. واستهدف الهجوم الانتحاري الآلاف من الأكراد الذي تجمعوا في وسط المدينة للاحتجاج على قانون الانتخابات الذي أجازه البرلمان الأسبوع الماضي، ورفضه المجلس الرئاسي العراقي. وتأتي الهجمات في أعقاب إعلان الحزب الإسلامي في العراق، أن رئيس فرع الحزب في مدينة الفلوجة وعضو قيادة محافظة الأنبار، زكي العبيد، تعرض لمحاولة اغتيال الجمعة، بانفجار استهدف منزله، وأسفر عن إصابته وولده بجروح بالغة، ومقتل اثنين من حراسه، وذلك في أحدث هجوم يتعرض له التنظيم الذي يعتبر أحد أكبر أحزاب العرب السنة. وتدحض تلك الهجمات رؤية بعض الخبراء بأن الولايات المتحدة تحقق النصر في حرب كان يعتقد أنها خاسرة في السابق. ورغم اندلاع أعمال عنف من حين إلى آخر، إلا أن العراق بلغ مرحلة، لا تملك فيها المليشيات المسلحة، التي هيمنت يوماً على مدن بأكملها، القوة لتهديد الحكومة المركزية. وقال قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، لوكالة الأسوشيتد برس في وقت سابق من الأسبوع، إن المؤشرات الأولية تدل على أن قيادات القاعدة تنظر في تحويل اهتمامات التنظيم من حرب العراق إلى الأخرى التي تخوضها القوات الأمريكية في أفغانستان. ومن جانبه قال السفير الأمريكي لدى العراق، رايان كروكر، للوكالة إن التمرد المسلح وهن إلى درجة لن يقوى بعدها على تهديد مستقبل العراق. وأضاف قائلاً: "من الواضح للغاية، أن المسلحين ليسوا في وضع يتيح لهم الإطاحة بالحكومة، أو حتى تحديها.. في الحقيقة أو حتى مواجهتها.. ما تبقى من التمرد يحاول التشبث." وعقب ستيفن بيدل، المحلل في مجلس العلاقات الخارجية الذي قدم استشارات لبتريوس حول إستراتيجية الحرب، على الوضع: "شارفنا على نقطة تبدو فيها نهاية للعنف الجماعي في العراق." ولم يشر تعليق بيدل صراحة إلى انتهاء الحرب في العراق، إلا أنه تحدث عن انتقال المهام الأمريكية من مقاتلة المسلحين إلى الحفاظ على السلام. وتظهر الإحصائيات تدني حصيلة القتلى إلى أدنى المستويات خلال أربع سنوات، حيث لقي أربعة جنود أمريكيين مصرعهم، حتى اللحظة، خلال هذا الشهر، مقارنة بـ66 في يوليو/تموز العام الماضي. كما تراجعت هجمات المسلحين من 160 هجوماً يومياً في المتوسط، في ذات الفترة من العام الماضي، إلى أقل من عشرات الهجمات يومياً هذا الشهر. *المصدر: CNN |