المؤتمر نت -
د‮. ‬عوض‮ ‬محمد‮ ‬باشراحيل* -
السابع‮ ‬عشر‮ ‬من‮ ‬يوليو‮.. ‬يوم‮ ‬خالد‮ ‬في‮ ‬حياة‮ ‬اليمانيين
يحتفل شعبنا اليمني العظيم في السابع عشر من يوليو من كل عام بيوم الديمقراطية.. إنه يوم انتخاب فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية من قبل مجلس الشعب التأسيسي آنذاك، إنه يوم مجيد وخالد في حياة اليمانيين جميعاً، وفي تاريخ اليمن المعاصر.
هذا اليوم الذي اعتبره المؤرخون والنقاد والمحللون السياسيون نقطة تحول في حياة شعبنا العظيم، بل انعطافاً تاريخياً حاسماً في مسيرة تطور المجتمع اليمني بشكل عام.. هذا المجتمع الذي كان يعيش حالة من الفقر والتخلف والجهل وعدم الاستقرار في حياته الداخلية، ووجود حالة‮ ‬من‮ ‬الفراغ‮ ‬والقلق‮ ‬السياسي‮ ‬وغياب‮ ‬السلم‮ ‬الاجتماعي،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن‮ ‬عدم‮ ‬وضوح‮ ‬الرؤية‮ ‬السياسية‮ ‬والاقتصادية‮ ‬والاجتماعية‮ ‬للبلاد،‮ ‬والضبابية‮ ‬في‮ ‬علاقة‮ ‬اليمن‮ ‬بمحيطه‮ ‬الخارجي‮.‬
إن تولي فخامة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم وإدارة شئون الدولة، كان بمثابة ضرورة وطنية وتاريخية متوافقة مع حالة الأوضاع السائدة التي كانت تعيشها اليمن في تلك الفترة، وما تقتضيه من وجود زعيم وقائد تاريخي قادر على قيادة سفينة الوطن والرسو بها إلى‮ ‬شاطئ‮ ‬الأمان‮.‬
لقد‮ ‬شكلت‮ ‬المسألة‮ ‬الاقتصادية،‮ ‬وتحقيق‮ ‬التنمية‮ ‬الشاملة‮ ‬والمستديمة‮ ‬الحلقة‮ ‬المحورية‮ ‬في‮ ‬جملة‮ ‬التوجهات‮ ‬والرؤى‮ ‬الاستراتيجية‮ ‬لفخامة‮ ‬الأخ‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح منذ‮ ‬الأيام‮ ‬الأولى‮ ‬لانتخابه‮ ‬رئيساً‮ ‬للجمهورية‮ ‬سيما‮ ‬وان‮ ‬هذه‮ ‬المسألة‮ ‬تشكل‮ ‬تحدياً‮ ‬استراتيجياً‮ ‬كبيراً‮ ‬ليس‮ ‬أمام‮ ‬فخامته‮ ‬فحسب‮ ‬بل‮ ‬ولليمن‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮.‬
وفي هذا الصدد فقد عمل فخامته، ومن خلال رؤيته الإستراتيجية الثاقبة، وبعد نظرته ومعه الخيرون من أبناء شعبنا اليمني على انتهاج سياسة اقتصادية سليمة في إطار سعي اليمن نحو تحقيق الأمن الغذائي، حيث اتخذت الحكومة في النصف الأول من عقد الثمانينيات من القرن الماضي، قراراً استراتيجياً منع بموجبه استيراد الخضار والفواكه، بهدف الاعتماد على المنتجات الزراعية المحلية، من خضار وفواكه، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها، الأمر الذي مكن اليمن تحقيق مثل هذا الاكتفاء بل وتصدير الفائض منها إلى الأسواق المجاورة.. وقد شهدت اليمن حينها نهضة‮ ‬زراعية‮ ‬حقيقية،‮ ‬حيث‮ ‬تم‮ ‬استصلاح‮ ‬مساحات‮ ‬زراعية‮ ‬واسعة،‮ ‬وحفرت‮ ‬الآبار‮ ‬الارتوازية،‮ ‬وشقت‮ ‬قنوات‮ ‬الري،‮ ‬وبنيت‮ ‬السدود،‮ ‬وكان‮ ‬أبرزها‮ ‬إعادة‮ ‬بناء‮ ‬سد‮ ‬مأرب‮ ‬العظيم‮.‬
لقد بذل فخامته ومعه اخوانه الوطنيون الشرفاء من أبناء السعيدة، جهوداً عظيمة وجبارة لإعادة تحقيق وحدة الأرض والإنسان اليمني، وتحقق ذلك الحلم الكبير في الثاني والعشرين من مايو في العام 1990م.. وشهد اليمن مرحلة أكثر تطوراً في تاريخها المعاصر، فقد تسارعت عجلة النمو والنهوض الاقتصادي، وبذلك شهد اليمن خلال الثلاثين عاماً الماضية بناء المقومات الرئيسة للتنمية الشاملة والمستديمة، وذلك من خلال توفير وتجهيز بنائها وهياكلها الأساسية، فشقت آلاف الكيلومترات من الطرقات وشيدت الجسور وشقت الانفاق وربطت مختلف محافظات البلاد ومديرياتها‮ ‬ونواحيها‮ ‬بشبكة‮ ‬واسعة‮ ‬من‮ ‬الطرقات‮ ‬لم‮ ‬تشهد‮ ‬لها‮ ‬مثيلاً‮ ‬من‮ ‬قبل‮.. ‬كما‮ ‬شيدت‮ ‬آلاف‮ ‬المدارس‮ ‬ومئات‮ ‬المعاهد‮ ‬وانشئت‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الجامعات،‮ ‬كما‮ ‬شيدت‮ ‬مئات‮ ‬المستشفيات‮ ‬والمستوصفات‮ ‬والمراكز‮ ‬الصحية‮ ‬في
مختلف المديريات والنواحي والقرى.. وربطت معظم مناطق البلاد بشبكة التيار الكهربائي، وشبكات المياه، كما شهدت اليمن قفزة نوعية في تطور شبكة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لم تشهد لها مثيلاً بعض دول المنطقة، فضلاً عن كل ذلك شهدت اليمن تأسيس قاعدة صناعية حيث بنيت العديد من المصانع والمعامل في مدن تعز والحديدة، وعدن والمكلا، ساهمت في توفير العديد من فرص العمل، وسد جزء من احتياجات السوق المحلية، ومساهمتها المتزايدة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، فضلاً عن توفير المقومات الرئيسة لخلق بيئة استثمارية محفزة ومشجعة للاستثمار‮.‬
لقد حققت اليمن وفي ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح دبلوماسية القيمة، فاستطاعت اليمن ان تخطو خطوات متسارعة نحو خلق شراكة حقيقية مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، والاندماج في الاقتصادات الخليجية، وتمكنت اليمن من أن تكون أحد اللاعبين‮ ‬الاستراتيجيين‮ ‬على‮ ‬الخارطة‮ ‬السياسية‮ ‬الاقليمية‮ ‬والدولية‮.‬


نائب‮ ‬رئيس‮ ‬هيئة‮ ‬الرقابة‮ ‬التنظيمية‮ ‬والتفتيش‮ ‬المالي‮- ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 12:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/60214.htm