ردود فعل دولية غاضبة بسبب الفيلم الهولندي المسيء للإسلام أدان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بشدة الجمعة 28-3-2008 بث فيلم مسيء للإسلام لنائب هولندي يميني متطرف على الإنترنت, معتبرا أن لا شيء "يبرر خطاب الحقد والتحريض على العنف". وقال بان في تصريح قرأته الناطقة باسمه ميشال مونتاس "أدين بأشد العبارات بث الفيلم المعادي للإسلام بشكل صريح, لغيرت فيلدرز" والأمر لا يتعلق هنا بحرية التعبير". واعتبرت إيران أن عرض الفيلم "مثير للاشمئزاز" و"عملية انتقام" من الدين الإسلامي والمسلمين، فيما أعلنت حملة "رسول الله يوحدنا" التي تضم ما يزيد عن ثلاثين مؤسسة إعلامية أردنية الجمعة عزمها على مقاضاة النائب الهولندي أمام محاكم أردنية. وقررت "البدء بحملة واسعة لمقاطعة المنتجات الهولندية". فيما قالت جماعة الإخوان المسلمين في مصر الجمعة أن فيلم فيلندرز "إهانة" للمسلمين، لكن لا يجب "تضخيم" هذه القضية. وقال عصام العريان المسؤول الثالث في الجماعة التي تعتبر ابرز حركة معارضة في مصر لوكالة فرانس برس "هذه إهانة لا تدخل في حرية الرأي. إن حالة الغضب مفهومة في العالم الإسلامي". وأضاف أن "المسلمين تعودوا على هذه الصدمات من الغرب. ولا يجوز تضخيم هذا" الأمر. من جانبه قال وزير الإعلام المغربي خالد ناصري، إن هناك "تخلفا ثقافيا" لدى فيلدرز. وقال إن "الإسلام هو ديانة أكثر من مليار شخص في القارات الخمس وكل من يسيء إليه يعبر عن تخلف ثقافي", معتبرا أن "المغرب كما كل الدول المتحضرة لا يسمح بالتلاعب بالقيم الدينية". واعتبرت حكومة بنغلادش في بيان صادر عن وزارة خارجيتها أن "هذا العمل غير مبرر وقد تكون له انعكاسات خطيرة", مؤكدة أن "الإسلام هو دين سلام". وأكد فيلدرز في حديث لوكالة فرانس برس أنه غير مسؤول في حال أثار بث الفيلم أعمال عنف. وقال "آمل ألا يحصل ذلك. وإذا حصل, سيكون مرتكبوها مسؤولين عنها لا أنا". ويخلط فيلم "فتنة" بين مشاهد عنيفة عن أعمال إرهابية (مثل هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001) وعمليات إعدام في دول إسلامية لا تذكر أسماؤها وخطابات معادية لليهود ولقطات عن "أسلمة هولندا وأوروبا". وتعتبر السلطات الهولندية هذه القضية خطرة إلى درجة دفعت رئيس الوزراء يان بيتر بالكينيندي إلى إصدار بيان رسمي بالهولندية والإنكليزية "أسف" فيه لعرض الفيلم. وأشاد بالكينيندي في المقابل بموقف المسلمين الهولنديين وبالهدوء الذي تلا بث الفيلم. وكان اعتبر "أن الهدف الوحيد من الفيلم هو الإساءة", مضيفا "لكن الشعور بالإساءة يجب ألا يشكل بأي شكل من الأشكال مبررا للتهديد والاعتداء". وحاولت الحكومة الهولندية مرات عدة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر ومن دون جدوى إقناع فيلدرز بالتخلي عن مشروعه. والتقت وزيرة الهجرة آلا فوجلار ومعها وزير العدل آرنست هيرش بالين الجمعة ممثلين عن المجموعات الدينية المختلفة وعن المهاجرين في هولندا. إدانات أوروبية كما رفض الأمين العام لمجلس أوروبا تيري ديفيس "الصورة المشوهة والمسيئة للإسلام" التي يعكسها الفيلم. وقال في بيان نشر في ستراسبورغ أنه "تلاعب غير مرغوب يستغل الجهل والأفكار المسبقة والخوف". واعتبر أن هذا اليوم "يوم حزين بالنسبة إلى الديموقراطية الأوروبية عندما تستخدم الأسس الرئيسية التي تقوم عليها من أجل الترويج لعدم التسامح". وفي كوبنهاغن أدان رئيس الوزراء الدنماركي آن فوغ راسموسن بث الفيلم معتبرا أنه يشكل "استفزازا مجانيا". وقال "سمعت ورأيت ما يكفي لأدرك أنه ليس سوى استفزاز غير مجد" واعتبر أنه "يسد حوارا ضروريا بشأن استخدام الإرهاب من قبل الإسلاميين المتشددين". من جانبها دعت بلجيكا الجمعة مواطنيها المسافرين إلى دول إسلامية إلى "مضاعفة الحذر" بعد بث الفيلم. ونشرت وزارة الخارجية بيانا على موقعها الإلكتروني جاء فيه "إن بث الفيلم حول القرآن للسياسي الهولندي غيرت فيلدرز يزيد من خطر حصول تظاهرات عنف ضد الغربيين في الدول التي يوجد فيها عدد كبير من المسلمين, لا سيما في الشرق الأوسط والمغرب ودول إفريقية أخرى". ودانت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي الجمعة بث الفيلم معتبرة أنه يحض على العنف. وجاء في بيان أصدرته، إن حرية التعبير إذا كانت تشكل جزءا "من قيمنا وتقاليدنا" إنما "يجب ممارستها في روح من احترام المعتقدات الدينية وغيرها". *وكالات |