خلافات حادة بين التيارين الديني والقبلي يتوقع أن تنهي التجمع اليمني للإصلاح أبدى العديد من المحللين السياسيين قلقهم الشديد على الحياة السياسية في اليمن في حال "أفل نجم التجمع اليمني للإصلاح"، -أكبر أحزاب المعارضة اليمنية- مشيرين إلى أن الأحزاب الأخرى لا تستطيع شغر الساحة السياسية المعارضة بدلاً عن الإصلاح الذي يمتلك قواعد لا يستهان بها". وكانت بوادر أزمة كبرى بدأت تظهر على السطح بين أجنحة التجمع اليمني للإصلاح الذين تجمعهما المصالح ، والسياسة، وتفرقهما الأفكار، والمناهج. إذْ يطالب الجناح الديني بزعامة الشيخ عبدالمجيد الزنداني على أن تصبغ بيانات الحزب، وعلاقته بشيء من الروحانية المستوحاة من التراث الإسلامي الأصيل لتميزه عن غيره من أحزاب المعارضة باعتباره يمثل الحركة الإسلامية باليمن. بينما يرى الجناح القبلي بزعامة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، والراديكالي بزعامة محمد اليدومي أن الإصلاح ما هو إلا حزب سياسي لا فرق بينه، وبين الحزب الاشتراكي، أو الناصري، أو أي حزب آخر على الساحة.. وأن مواقفه سياسية بحته، ولا يجوز ربطها بالإسلام، أو اتخاذ الإسلام شعاراً لأنه دين الجميع، ولا يحق لفرد، أو حزب، أو جماعة احتكاره، واحتكار التحدث باسمه. وكان مطلعون على مسيرة الخلاف الطويلة- حسب قولهم- أوضحوا لـ"إيلاف" أن الخلاف الحالي تجدد، وأخذ بُعدَا أكبر بعد أحداث طلبة الجامعة الذين ينتمون إلى الجناح الديني، وبدءوا يهتفون بهتافات دينية "الجهاد يا اتحاد" وهتفوا بهتافات التكبير التي لا تقال إلا في مواجهة العدو "الكافر" لإرهابه في المعركة- حسب المصدر- الأمر الذي تسبب في أزمة كبيرة بين الإصلاح- كحزب معارض- والمؤتمر الشعبي العام- كحزب حاكم- وتسبب في إحراج القيادات القبلية، والراديكالية التي تحاول موازنة مواقفها بين موقف الحزب المبدئي، ومصالحها "المتشعبة". وحسب مصدر مسؤول في الجهاز الإعلامي للحزب -طلب عدم ذكر اسمه – حاولت هذه الأجنحة، القبلية، والراديكالية، ولازالت تحاول جاهدة ،الحفاظ على وحدة، وتماسك الحزب من خلال التصدي لأجهزة الأمن بعلاقاتها الاجتماعية، والسياسية، ووجاهاتها القبلية. وإعلامياً من خلال نشر موقع "الصحوة نت" بيانات وخطابات الاتحاد، ودفاعه المستميت عما قام به، وإظهاره بأنه الطرف الأضعف في القضية، لكنها وصلت إلى طريق مسدود مع التيار الديني الذي يحاول أن يحجر عليها، ويتحكم فيما تنشره، وما لا تنشره. وكانت صحف المؤتمر الشعبي العام قد أبرزت خلافات كثيرة بين الشيخ عبدالمجيد الزنداني- المعارض للتنسيق بين الإصلاح- والأحزاب اليسارية فيما يسمى باللقاء المشترك، وبين قيادات الحزب الإعلامية وخصوصاً محمد عبدالله اليدومي- صاحب امتياز صحيفة "الصحوة" الناطقة باسم الإصلاح، والذي رفض التنازل عن امتيازها لصالح الحزب، ونبيل الصوفي رئيس تحرير الصحيفة اللذين-بحسب قول الزنداني- ينشران الكثير من آراء الحزب الاشتراكي، ولقاءاته، ومقالات لقياداته، وكوادره .. الأمر الذي ألغى خصوصية الإصلاح، وتفرده بخطاب مغاير على الساحة اليمنية. محمد الخامري |