المؤتمر نت -
افتتاحية الثورة -
اللاهثون وراء مصالحهم
برهنت أحزاب اللقاء المشترك من خلال مواقفها العبثية التي تقوم على رفض كل شيء ، وكذا إصرارها على فرض آرائها وأجندتها على الآخرين حتى وهي لا تمتلك الشرعية الشعبية التي تجيز لها ذلك ، أنها قد أدمنت أساليب المغامرة غير المحسوبة.

- ولذلك فهي تمارس الديمقراطية على طريقتها الخاصة ، وضمن مقاييس لامثيل لها على الإطلاق في كل البلدان الديمقراطية في العالم.

- والمؤسف حقا أن هذه الأحزاب لم تكتف بمجرد استغلال الديمقراطية والتعددية السياسية للمتاجرة والمزايدة ببعض قضايانا الوطنية ، بل إنها تعدت ذلك إلى انتهاك قواعد الممارسة الديمقراطية وتقاليدها وقيمها وأخلاقياتها عن طريق محاولتها فرض تصوراتها وأجندتها على الآخرين ، مع أن تصرفا كهذا لا يستند إلى أية مشروعية فهي لم تحصل في الانتخابات الأخيرة سوى على نسبة 21% رغم ما حفل به برنامجها الانتخابي وخطابها السياسي والإعلامي من شطحات وتضليل ، وكان للشعب موقفه ، حيث قال كلمته وأعطى ثقته لمن يستحق.

- وعلى الرغم مما يفرزه هذا المسلك والتعامل الخاطئ من سلبيات على واقع التجربة الديمقراطية نجد أيضا أن ما يتردد على لسان بعض قيادات تلك الأحزاب كأشخاص - دون ذكر الأسماء - لا ينطلق من حرص على مصلحة الوطن ، وإنما لضمان مصالح أنفسهم الشخصية أولا ومصالح عشائرهم وأقربائهم ثانيا وأحزابهم ثالثا وأخيرا ربما يكون الوطن الذي يغيب عن حساباتهم على الدوام.

- ولهذا تأتي مناوراتهم وتحركاتهم نابعة من موقف شخصي وذاتي وأناني فهم حين يتحدثون عن موقفهم من النظام الرئاسي أو البرلماني إنما يستهدفون في المقام الأول شخص الرئيس علي عبدالله صالح الذي نال ثقة الشعب وحظي بتأييده ، عبر كل المراحل التي تولى فيها قيادة مسيرة الوطن سواء قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة أو ما بعدها ، فهو لم يأت على ظهر دبابة أو عبر انقلاب عسكري أو من خلال التآمرات والاغتيالات والتصفيات للخصوم ، بل جاء عبر إرادة الشعب الحرة التي أعطته الثقة والتأييد والمساندة لقيادة مسيرة الوطن.

- وجاءت الانتخابات الرئاسية التي شهدها الوطن في العشرين من سبتمبر 2006م والتي نال فيها فخامته نسبة 77% من جموع الشعب الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات ليجددوا العهد لقائد أعطى الوطن الكثير وقاد مسيرته نحو مرافئ الأمن والأمان.

- ومن الواضح أن ما ترمي إليه تلك القيادات في أحزاب المشترك من وراء استهدافها لشخص رئيس الجمهورية هو جعل منصب الرئيس شرفيا وبروتوكوليا وعلى غرار ما هو جار في بعض البلدان ، حيث يصبح الرئيس أشبه ما يكون بمسؤول عن استقبال السياح أو الخروج على عربة تجرها الخيول لأداء التحية لأولئك السياح ، ما يجعل منصب رئيس الجمهورية مقترنا بالأشياء البروتوكولية والشكلية في الوقت الذي لن يتردد هؤلاء في تحميل الرئيس مسؤولية كل شيء أو أي تقصير يحدث في أي مكان كان حتى ولو لم يكن هو مسؤولا عنه.

- وفي حقيقة الأمر أن هؤلاء ليس هدفهم إصلاح النظام السياسي والديمقراطي أو تطويره لأن مبادرة الرئيس حول التعديلات الدستورية قد قدمت لهم ذلك على طبق من فضة.

- وكان المفروض أن يلتقطوا هذه المبادرة دون مكابرة أو عناد وأن يتفاعلوا معها بإيجابية لما فيه مصلحة الوطن.
- ولكن هؤلاء تغلبت عليهم مصالحهم الذاتية والأنانية والأوهام التي تخيم على عقولهم لينساقوا وراء المصالح المشبوهة والمشاريع والأجندات الخاصة المدعومة من الخارج بهدف الإضرار بالوطن ونهجه الديمقراطي ومسيرة التنمية والبناء فيه.

- ولكن الشعب الواعي سوف يحبط مثل هذه النوايا السيئة ، وسينتصر لإرادته كما انتصر لها في كل المواقف والظروف
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 01:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/49488.htm