بقلم: أحمد غراب -
الملف الخليجي ودوره في الانتخابات اليمنية
طموح اليمنيين الكبير للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي قد يشكل عاملا قويا يدفع باتجاه فوز صالح وحزبه الحاكم في الانتخابات القادمة لعدة اعتبارات هامة وقوية.

انضمام اليمن ضمن إطار التكامل الخليجي وإنجاح عملية تأهيلها إلى المنظومة الخليجية نقطة محورية هامة حرص الرئيس اليمني /علي عبدالله صالح على منحها أولوية خاصة في برنامجه الانتخابية لعدة اعتبارات هامة أبرزها:

أولا: ان التحديات التي تواجه اليمن اقتصادية بالدرجة الأولى وليست سياسية وبحسب صالح فإن معركتنا القادمة اقتصادية وليست خليجية ومن المهم تحقيق التكامل الخليجي.

ثانيا: إدراك صالح لما يمثله هذا الملف من أهمية كبيرة بالنسبة لليمنيين بجميع فئاتهم حيث يشكل تأطير اليمن خليجيا بالنسبة لهم أمنية تاريخية باعتبار أن جزءا كبيرا منهم كانوا قبل حرب الخليج الأولى يمثلون جزءا أساسيا من القوة العاملة في الخليج.

ويسود اعتقاد لدى الكثير من اليمنيين أن صالح هو وحده القادر على العبور بأحلامهم وطموحاتهم إلى الشاطئ الخليجي لعدة أسباب أهمها:

أولا: علاقات صالح القوية بالسعودية بشكل خاص وبقية الدول الخليجية تلك العلاقات التي بلغت ذروتها في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى ذلك فإن صالح يمتلك خبرة طويلة اكتسبها طوال سنوات حكمة السابقة في كيفية التعامل السياسي الهادف مع الدول الخليجية لتحقيق هدف اليمن الاكبر المتمثل بانضمامها إلى المنظومة الخليجية.

ثانيا:عامل آخر قوي وهو انه بعد الانتخابات القادمة بشهر واحد سيعقد مؤتمر المانحين لليمن في لندن وهذا المؤتمر له أهميته الاستثنائية بالنسبة لليمن باعتباره يتم هذه المرة تحت رعاية وتنسيق خليجي ويهدف بشكل رئيسي إلى الحصول على دعم خليجي ودولي لتأهيل اليمن للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي.

ثالثا: النجاح السياسي الذي حققه الرئيس صالح من خلال معالجته للآثار والتوترات التي سادت بين اليمن ودول الخليج منذ حرب الخليج الأولى بسبب موقف اليمن الرافض للتدخل الغربي في العراق.

رابعا: المرونة الدبلوماسية والسياسية التي أظهرها صالح في معالجة ملفات الحدود بين اليمن والدول الخليجية المجاورة لها خاصة وان ملفات الحدود هذه ظلت لوقت غير يسير تشكل عامل إعاقة يحول دون طرح فكرة تأطير اليمن خليجيا حيث مثلت معالجة صالح لملف الحدود اليمنية السعودية وملف الحدود اليمنية العمانية منصة انطلاق لليمن باتجاه المنظومة الخليجية واستطاع أن يؤطر تلك المعالجات بقوانين دولية من خلال إنهاء ترسيم الحدود البرية والبحرية مع كلا الدولتين الخليجيتين من خلال خرائط دولية موثقة.

والخلاصة أن انضمام اليمن إلى الخليجي يمثل أحد المشاريع العملاقة والمعلقة والتي تجعل الكثير من اليمنيين يعتقدون ويسعون لتأكيد أهمية وجود صالح خلال الفترة القادمة بالتحديد لحصد ثمار الخطوات التي بدأها فيما يسمى بعملية تأهيل اليمن إلى المنظومة الخليجية
الرئيس اليمني /علي عبدالله صالح وعد في برنامجه الانتخابي لانتخابات رئاسة الجمهورية المقرر إجراؤها في 20 سبتمبر/ايلول المقبل بتعزيز التعاون والاندماج والتكامل الاقتصادي بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي بما يعزز المصالح المشتركة للجميع عبر اتخاذ الخطوات والإجراءات كلها اللازمة لإنجاح الحوار المستمر والمثمر بين اليمن ودول مجلس التعاون من أجل تطوير التعاون وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجانبين وتهيئة كل السبل الكفيلة بنجاح مؤتمر المانحين المقرر عقده في شهر نوفمبر القادم بلندن والخروج منه بالنتائج المرجوة من أجل النهوض بعملية التنمية في اليمن والتسريع بخطوات اندماج الاقتصاد اليمني في اقتصاديات دول مجلس التعاون وأكد في برنامجه الانتخابي بتحقيق التكامل الاقتصادي بأبعاده المختلفة وجعل اليمن عمقاً إضافياً وامتداداً لقاعدة النهضة الاقتصادية والتنموية في المنطقة وتكثيف الجهود المشتركة للحد من الفقر وتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.

أما دول الخليج فمن المهم بالنسبة لها فوز صالح وحزبه في الانتخابات القادمة لعدة اعتبارات أهمها سيطرة صالح القوية على اليمن والتي كبحت جماح تدفق أي خطر إرهابي تجاه دول الخليج من ناحية اليمن حيث تراود دول الخليج وخاصة السعودية الكثير من التخوفات فيما يتعلق بالملف الأمني واحتمال عدم قدرة المرشح المنافس لصالح من السيطرة التي أظهرها صالح تلك السيطرة التي تؤمن الحدود اليمنية الخليجية بشكل عام والحدود الجنوبية للملكة العربية السعودية بشكل خاص.
(ميدل ايست اونلاين)


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 01:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/34243.htm