المؤتمر نت - ويرى الدكتور وامقي الخبير في علم الاجتماع "أن التحول الجنسي
"Transsexual" هو بمثابة إضطراب نفسي ويعتبر من الاختلالات النفسية الحادة التي يعاني المصاب بها،والتي تعيقه عن تمثل هويته الحقيقية مما تدفعه الى تقمص الهوية
المؤتمرنت/ايلاف/ خسرو علي اكبر -
ايران تبيح عمليات التحول الجنسي Transsexual

تعد ظاهرة التحول الجنسي، واحدة من أكثر الظواهر الاجتماعية التي أثارت الجدل والنقاش في الاوساط الايرانية. ولم تأخذ هذه الظاهرة استحقاقها من البحوث والتحقيقات والتغطيات الاعلامية بسبب عوامل عديدة ربما كان أهمها ارتباطها بمنظومة القيم الاجتماعية ومواقفها السلبية تجاه المتحولين جنسيا خصوصا من حالة الرجولة الى الأنوثة. وقد تجاوزعدد المتحولين جنسيا في ايران المئات منذ عام 1984 حيث وهدت مدينة اصفهان أول عملية طبية من هذا النوع بعد أن أجاز الأمام الخميني إجراء عمليات التحول الجنسي مشترطا أسبابا نفسية أو جسدية.ويقول أحد العاملين في وزارة الصحة الايرانية انه "بأمكان الراغبين في التحول الجنسي تقديم أدلة من مراكز صحية رسمي تثبت وجود اضطرابات هارمونية أو معاناة نفسية تتطلب التحول الجنسي لإجراء عملية لهم في هذا المجال".
وتشير الاحصائيات الى أن عدد الذكور الذين تحولوا الى أناث يفوق أضعاف العدد العكسي في ايران. ولم يعد المجتمع الايراني في أغلبيته ينظر بسلبية الى المتحولين جنسيا، وانما يرى في عملية التحول الجنسي ضرورة من أجل بلوغ الجسد توازنه الهرموني.وساهمت كل من وزارة الصحة الايرانية والاعلام الايراني والمؤسسات الفقهية والتشريعية في إشاعة النظرة العلمية لعملية التحول الجنسي وإلغاء التصورات الخاطئة المترسخة في هذا المجال منذ مئات السنين.
ويقول الدكتور رحمان فرهادي المتخصص في إجراء عمليات التحول الجنسي انه "مع مرور الزمن صار الايرانيون ينظرون الى التحول الجنسي كحل لبلوغ السعادة من خلال إعطاء الجسد حقه في العودة الى تركيبته الطبيعية.ان العدد الكبير لطالبي اجراء عمليات في هذا المجال يدل على زوال النظرة السلبية واستبدالها بنظرة علمية ايجابية ترى في التحول الجنسي إجراءأ ايجابيا لمعالجة الأمراض الخطيرة ".
ويرى الدكتور وامقي الخبير في علم الاجتماع "أن التحول الجنسي
"Transsexual" هو بمثابة إضطراب نفسي ويعتبر من الاختلالات النفسية الحادة التي يعاني المصاب بها،والتي تعيقه عن تمثل هويته الحقيقية مما تدفعه الى تقمص الهوية المخالفة.وهو ايضا من الأمراض القديمة، ويمكن الاشارة الى شواهد تاريخية عديدة في هذا المجال.كما أنه لايقتصر على منطقة جغرافية محددة أوأبناء ديانة معينة،وهو كسائر الأمراض النفسية يرتبط بأبعاد كثيرة منها الوسط الاجتماعي ومستوى وعي المجتمع بهذا المرض وطريقة تعاملهم مع المصابين به، وتشير الاحصائيات الى أن الأشخاص الذين أقدموا على تغيير نوعهم الجنسي، نالوا استقرارا نفسيا ولم يندموا على تحولهم من ذكر الى أنثى أو بالعكس ".
وقد أجرى حوالي 700 شخص عمليات التحول الجنسي في ايران وفقا للإحصائيات التي نشرتها وزارة الصحة الايرانية،وهناك سبعة مراكز طبية في ايران متخصصة للتحول الجنسي،مع ذلك يفضّل بعض الايرانيين اجراء هذه العمليات خارج البلاد من بعد حصولهم على الموافقة الرسمية.ويتطلب التحول الجنسي الحصول على موافقة من الطبيب النفساني واخرى من الطبيب الرسمي التابع لوزارة الصحة.وبإمكان الحاصلين على الموافقة الطبية الحصول على قرض مالي من قبل مؤسسات متخصصة لمساعدتهم في العلاج.
احد الايرانيين الذي عانوا من هذه المشكلة واسمه فريدون كان يأمل في زمن الشاه أن يتحول الى أنثى ولكنه واجه العديد من المشاكل التي أعاقته في التحول،وقد كتب للإمام الخميني في فترة اقامته في نوفل لوشاتو بفرنسا وشرحه له ما يعانيه من اختلالات في هويته وقد كتب له الإمام الخميني" أن مايعانيه –أي فريدون- لايعتبر شذوذا جنسيا".
وقد حصل شخص اخر هو همايون بعد الثورة على ترخيص قانوني وتحول الى السيدة مرجان وهي تدير منذ عام 1989 مؤسسة خيرية لمساعدة مرضى تحديد الهوية الجنسية.وتقدم قروضا مالية تبلغ أحيانا 1200 دولارا.

التحول الجنسي والفقه الاسلامي

من الناحية الفقهية لايجيز علماء الشيعة للرجل ارتداء ملابس نسائية والعكس أيضا مشمول بهذا التحريم، لكن التحريم هذا لايتنافى مع عملية التحول الجنسي.
وقد استند الحكم الشرعي الذي أورده الامام الخميني في باب المسائل الطبية المستحدثة " قبل 43 عاما، على أرجحية الروح على الجسد في المنظومة الفقهية الشيعية، وبذلك لابد من القضاء على الآلام النفسية والأمراض التي تعكر على الروح صفوها ونقاوتها.
السيد مهدي كريمي نيا من طلبة العلوم الدينية في مدينة قم،ويعكف منذ سنوات على اعداد اطروحته في الدكتوراه عن البعد الفقهي في التحول الجنسي.وهو يواجه في اطروحته هذه مجموعة من الأسئلة المصيرية التي لابد من الاجابة عنها..
يقول كريمي نيا: أعتقد ان التحول هو حق طبيعي وأسعى أن أقدم صورة واضحة للمجتمع عن المتحولين جنسيا،من أجل محو التهم التي يوجهها البعض لهم.

التحول الجنسي والاعلام
محمد مشكل گشا صحفي ايراني يوضح جانبا من تناول الاعلام لهذه الظاهرة فيقول انه "على الصعيد الداخلي استطاعت صحافة التيار الاصلاحي والصحافة التابعة للمؤسسات الفقهية من اشاعة الثقافة الجنسية وكانت خطواتها جريئة في مواجهة المحظورات الاجتماعية وسوء فهمها للقضايا المرتبطة بالجنس، أما الصحافة العالمية فانها تهمش محور التحقيق لتكتب عن قضايا لها علاقة بتصفية حسابات سياسية، وهي بذلك تهمل معاناة المتحولين جنسيا والتركيز على قضيتهم.ثمة صحفية عربية قرأت لها تحقيقا في احدى الصحف اللبنانية عن التحول الجنسي وكان تحقيقها مضحكا بسبب سذاجته وتشويهه للحقائق،ولم تميز بين الشاذين جنسيا والمتحولين جنسيا".
شهيلا أشرفي صحفية من مدينة بوشهر تقارن بين تناول الصحافة الايرانية والصحافة العالمية لهذه القضية الانسانية وتقول اننا"نسعى في الصحافة الايرانية الى اشاعة ثقافة جنسية سليمة والتركيز على البعد الانساني لقضية التحول الجنسي وتسليط الضوء على المعاناة النفسية للأشخاص الذين يعانون من اختلالات في هويتهم،أما في الصحافة الخارجية وقد طالعت الكثير منها، فانهم إما تطرقوا لهذه الظاهرة في ايران من باب تسلية القارئ بفلان صار فلانة وكريم صار كريمة واما جعلوا من موضوع التحقيق ذريعة للتطرق الى قضايا سياسية لاعلاقة لها بالتحول الجنسي،لقد قابلت سيدة خضعت للتحول الجنسي وكتبت عنها صحافية تعمل لصحيفة غير ايرانية، وقد طلبت مني هذه السيدة أن أحصل لها على نسخة من التحقيق وأترجم لها مقاطع مما ورد فيه،وكانت الدهشة كبيرة :سطران فقط عن التحول الجنسي في ايران،وألفان كلمة عن المشروع النووي الايراني ومخاطره وسب مباشر للنخبة الحاكمة في ايران، عقدة الكراهية لايران حالت دون كتابة تحقيقات موضوعية عن القضايا الاجتماعية و يحز في نفسنا ان نرى صورتنا مشوهة في الاعلام العالمي".

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 02:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/29979.htm