المؤتمر نت - أتمنى بل أرجو أن لا يتم نشر هذه الزاوية إلا بعد أن يكون الأشقاء العرب قد أبروا بوعودهم وبما أجمعوا عليه في أخر مؤتمر قمة، وأن يكونوا قد سارعوا في مد يد العون للشعب الذي يعاني من وضع هو الأسوأ في تاريخه،...
د. عبدالعزيز المقالح -
أين ما وعد به مؤتمر القمة الأخير؟


منذ انفضَّ مؤتمر القمة الأخير في الخرطوم وأنصار القمم العربية يتفاخرون بل يتباهون بما حققه المؤتمر المشار إليه من إنجازات أهمها وأبرزها قرار الوقوف إلى جانب الحكومة الفلسطينية المنتخبة ودعمها مادياً ومعنوياً، لا سيما بعد أن أعلنت “إسرائيل” مصادرة ما تحتجزه من أموال الشعب الفلسطيني وتبعتها الإدارة الأمريكية ثم الاتحاد الأوروبي في حجز المساعدات التي كانت الحكومة الفلسطينية السابقة تتلقاها..وكان البعض ممن يناصبون المؤتمرات العربية العداء يقولون: إذا صدق المؤتمرون في دعم الحكومة الفلسطينية مادياً فإن تلك هي الحسنة الوحيدة التي تحسب للمؤتمر وتبرر لقاء القادة العرب وما تجشموه من عناء السفر وعناء الحوار وعناء اللقاء.

لكن الأيام تمر ووضع الحكومة الفلسطينية يزداد سوءاً ووضع الشعب الفلسطيني نفسه يزداد احتياجاً إلى الدقيق والأرز والسكر والشاي وقرار الدعم حبر على ورق شأن مئات القرارات لقمم سابقة، وجاءت النجدة من الأشقاء في إيران وهم لم يحضروا مؤتمر القمة ولم يشاركوا في أعماله ومداولاته، ولم يصدر عنهم وعد بتقديم شيء يذكر لتأكيد مصداقيته، وما زال الأشقاء في فلسطين ينتظرون عوناً مماثلاً من بقية الدول الإسلامية بعد أن أدركهم اليأس أو كاد يدركهم من الأشقاء العرب وهم المعنيون الأوائل بإنقاذ ما يمكن انقاذه من أوضاع المؤسسات الفلسطينية التي أشرفت على الانهيار بعد أن كانت تعيش على الصدقات والإعانات الدولية التي اتضح الآن أنها كانت تصرف عطفاً على “إسرائيل” وليس عطفاً على الفلسطينيين.

وأتمنى بل أرجو أن لا يتم نشر هذه الزاوية إلا بعد أن يكون الأشقاء العرب قد أبروا بوعودهم وبما أجمعوا عليه في أخر مؤتمر قمة، وأن يكونوا قد سارعوا في مد يد العون للشعب الذي يعاني من وضع هو الأسوأ في تاريخه، كما أتمنى بل أرجو ألا يصدق على قادة القمة ما يقوله الإنسان العربي العادي من أن ما كانوا يرونه من القمة يختلف تماماً عما يرونه بعد أن يغادروا موقع القمة، لأن العكس هو الصحيح، فالناظر من القمة لا يرى الأشياء على حقيقتها ولا القضايا في صورتها الكاملة كما يحدث وهو على الأرض وبين جماهير الشعب الذين يذكرونه يومياً بمعاناة أشقائهم وما يخضعون له من ظروف احتلال وتجويع وتقتيل.

وفي ضوء ما سبق، ومن منطلق الثقة بالقيادات العربية، سواء تلك التي حضرت مؤتمر الخرطوم أو تلك التي تغيب عنه، فإنني لا أصدق ما يقال من أن هذه القيادات، والقادرة منها اقتصادياً بخاصة، تخاف البيت الأبيض وتخشى غضبه إذا ما مدت يد العون لأشقاء يعانون ويتضوّر أطفالهم جوعاً. وأظن وبعض الظن إثم حقيقي إن البيت الأبيض يعرف مدى شهامة العربي وتاريخه في النجدة حتى عندما كان بدوياً يتنقل في خيام الصحراء، وأظن أن دهاقنة الإدارة الأمريكية قد قرأوا قصة ذلك العربي الذي همَّ بقتل أحد أطفاله لإطعام ضيفه حين لم يجد ما يسد به رمق ذلك الضيف الغريب الذي لم يكن يعرفه ولا يدري من أين أتى ولا إلى أي طريق سيذهب.

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 08:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/29943.htm