ما هى رؤية حماس؟ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى يمكن تحصيلها إما بالقوة المسلحة، أو بالتفاوض السلمي، أو بضغوط المجتمع الدولي، أى الدول الغربية وعلى رأسها أميركا وأوروبا التى تملك القدرة على الضغط على إسرائيل إذا شاءت. أما اللجوء إلى القوة المسـلحة فليس خياراً متاحاً، وحكومة حماس تعرف أن الحرب النظامية ستكون كارثية بسبب حالـة عدم التكافؤ الفادح، فماذا يبقي؟. مائدة المفاوضات مرفوضة حماسياً وإسـرائيلياً، وكانت إسرائيل قد تهربت من التفاوض مع فتـح ومع الرئيس محمود عباس، فهل تقبل التفاوض مع حماس؟.حماس من جانبها سـهّلت على إسرائيل مسألة الهروب من التفاوض وإنهـاء العملية السـلمية بأن تطوعت هـى برفض التفاوض، وأعلنت أنها ليست شـريكاً فى عملية السلام مع إسرائيل التى انطلقت من اوسلو ثم تعثرت. يبقـى المجتمع الدولى الذى يبـدو أنه يعمـل على عزل حماس عن طريق مقاطعتها سياسـياً وحجب الدعـم المالى عنها، وربما فرض عقوبات عليها. حماس تجد نفسـها الآن أمام طريق مسـدودة، وكان من الأفضل لحماس ولقضـية الشعب الفلسـطينى لو بقيت فى المعارضـة والمقاومة بدلاً من السـلطة فقد كان نشـاطها يسـاعد المفاوض الفلسـطيني. صحيح أن الأوضاع الفلسـطينية كانت سـيئة بما فيه الكفاية، بحيث أن مواقف حماس لم تزد الأمور سـوءاً، حيث لا مجال للمزيد، فعملية اوسـلو كانت ميتة قبل حماس، والتفاوض كان مرفوضاً قبل حماس، والمجتمع الدولى ممثلاً باللجنة الرباعية لم يكن فاعـلاً.كل ما هنالك أن اسـتلام حماس لزمام السـلطة الفلسطينية وفرّ لكل تلك الجهات حججاً تعفيهـم من المسؤولية، فإسـرائيل تستطيع الآن أن تقول بعـدم وجود شريك فلسـطينى للسلام ولن تجـد من يعترض، واللجنة الرباعية تسـتطيع أن تلوم الشـعب الفلسطينى على خياره بحيث تعفى نفسها من التزاماتها المالية والسياسية والأخلاقيـة. المسرح السياسى جاهز الآن للحل الإسـرائيلى الانفرادي، وهو سياسـة مقررة للأحزاب التى ستشـكل الحكومة الإسـرائيلية القادمة، وتعتبر الانتخابات الأخيرة بمثابة تفويض للسير قدمـاً فى هذا الطريق. أما العالم العربى فيسـتطيع أن يصدر بياناً يرفض أو يشـجب الحلول المنفردة ولكن دون أن يملك خياراً عملياً مؤثراً. العرب اونلاين |