لؤي بن طالب -
(للإصلاح) حذار الوقوع في مستنقع الاشتراكي
لعل من أسوأ ما ظل يلازم الحزب الاشتراكي اليمني في تاريخه أنه لم يتعلم من دروس الماضي ولم يستفيد منها حيث ظل متمترساً خلف تلك العقلية التآمرية التي ألحقت به وبالوطن الكوارث المتلاحقة..
وكان من المنتظر أن تجربة التعددية السياسية التي شهدها الوطن بعد إعادة تحقيق وحدته في الـ22 من مايو 1990م قد علمت "الاشتراكي" بعض الدروس ليتخلص من نهجه الشمولي وعقليته المنغلقة غير القابلة للتطور إلا أن الواقع كان مخيباً للآمال حيث استمر "الاشتراكي" على نهجه التآمري الذي عكسه حتى على حلفائه القدامى الجدد في "اللقاء المشترك" أو "اللقانة المشتركة" بحسب التصور الشعبي لهذه الأحزاب ومن المؤسف أن حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي انخرط في تحالف جديد وغريب مع "الاشتراكي" وحلفائه قد وجد نفسه ودون أي حذر وقد وقع في فخ"الاشتراكي" وهو الذي يعلم بأن للاشتراكي حساباته وثأره الخاص مع الوطن ومع حزب "الإصلاح" نفسه..
إذ لن يغفر "الاشتراكي" للإصلاح وقوفه مع الشرعية الدستورية في خندق واحد في معركة الدفاع عن الوحدة وإفشال مؤامرة محاولة الانفصال في صيف عام 1994م.
كما أن الإيديولوجية الشيوعية مهما حج أصحابها أو زاروا لا يمكن أبداً أن تتقبل التعايش مع التوجهات الفكرية والعقائدية لحزب "الإصلاح" وحيث تستند الرغبة الاشتراكية في التحالف التكتيكي مع :الإصلاح: على رؤية انتهازية تستهدف النيل من الوطن واستقراره ووحدته وهو ما ينبغي أن يحذر منه العقلاء والشرفاء في حزب التجمع اليمني للإصلاح والابتعاد عن الانجرار في مخططات الحزب الاشتراكي وحلفائه بالأمس واليوم والذين يسعون إلى جر الوطن إلى فتنة جديدة شبيهة بتلك التي افتعلوها خلال عامي 93-94م من أجل تمرير مخططهم التآمري ضد الوطن ووحدته..
فمثل هؤلاء لا ولاء لهم للوطن ولا يؤمنون سوى بالقتل والسحل والعنف وإثارة الفتن والتفكير بمنطق التآمر والانقلاب على الشرعية الدستورية.. وهم يبحثون عن الشرعية لدى من يدفع أكثر ومن يتجاوب مع مخططاتهم وأهدافهم..
ومن العجيب أن من يتمعن في الخطاب السياسي الإعلامي الاشتراكي وحلفائه يجده وقد أنطوى على مزايدات مفضوحة وشعارات فضفاضة وأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان تبدو في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب .. فهم حين يتحدثون عن الفساد فإنهم أول من يعلم بأنهم عناوين بارزة للفساد السياسي والمالي وأنهم غارقين فيه كما أن الجميع يعلم حقيقة تلك الأموال والجهات التي تمول اليوم أنشطتهم المعادية للوطن ومصادرها وحقيقة من يقومون بتمويلهم ومن أين كدسوا تلك الأموال الطائلة وبأي الطرق غير المشروعة والملتوية نالوها وعلى حساب دماء الشعب ولقمة عيشه..
إنها نصيحة نقدمها للإخوة في "الإصلاح" احذروا ثم احذروا الانجرار وراء مخططات "الاشتراكي" والانغماس في مستنقع (التآمر )الذي يريدكم الانجرار إليه انتقاماً منكم ومن الوطن الذي لن تنال منه كل هذه (الفرقعات) وسيكون دوماً بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس به وبوحدته!
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 01:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/29727.htm