المؤتمر نت/ يحيى نوري -
ماذا نريد من الصين؟
سؤال إجابة عليه بوضوح كامل كافة الفعاليات التي زخرت بها زيارة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للصين وهي الزيارة التي عبر عنها فخامته ونضيره الصيني إلى كونها ستفتح أبواباً واسعة للتعاون بين البلدين.
فعلاقات البلدين التي تحتفي هذه الأيام بالذكرى الـ(50) قد وصلت إلى مرحلة تحتم عليها استقراره الراهن والمستقبل والعمل الحثيث في إطار رؤية ثاقبة لفتح مزيد من آفاق التعاون بينها والخوض العميق في البحث عن كل ما يعمل على تنميتها وتقويتها بما يتفق مع التحولات المهمة التي شهدتها، ومتطلبات استقرارها في دائرة الضوء والتفاعل والشراكة التي من شأنها أن تصل بالشعبين إلى تحقيق تطلعاتها المشروعة في بلوغ تنمية اقتصادي واجتماعية متقدمة.
ولا شك أن القيادة السياسية بزعامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ما هي تعد أجندتها لزيارة بكين قد استطاعت أن تحدد بدقة متناهية ماذا تريد بلادنا من وراء تعاونها و علاقاتها الجيدة مع الصين وكيف يمكن لها من خلال هذه العلاقات على فتح آفاق جديدة للتعاون المثمر على مستوى مختلف المجالات والأصعدة وكذا الاستفادة من التجربة الصينية على ضوء ما حققته هذه التجربة من إنجازات كبيرة جعلت من المجتمع الدولي ينظر لها بنظرات اعزاز وإجلال علاوة على أن الانجازات قد دفعت الكثير من البلدان التي أن تتخذ خطوات مهمة على صعيد علاقاتها بالصين وتحرص على توسع مجالات التعاون معها، باعتبارها – أي الصين – باتت تمثل واحدة من الاقتصاديات القوية في العالم، والتي يمكن الاستفادة منها في تسريع وتيرة الحراك التنموي والاقتصادي والاجتماعي التي تتطلع إلى تحقيقه.
وحقيقة أن (50) عاماً من العلاقات اليمنية – الصينية – وما تخلل هذه الفترة الغير بسيطة من تعاون ثنائي وما أنتجته من إنجازات على الواقع ستكون كفيلة بأن تجعل هذه العلاقات تستند على أرضية قوية وصلبة في تحقيق انطلاقة أكبر نحو المستقبل خاصة مع تعاظم حجم مستوى التعاون بين البلدين وارتفاع نسبة التجارة إضافة إلى ما تمتلكه الصين حالياً من قدرات وإمكانات باتت تؤلها إلى لعب دور أكثر فاعلية في دعم الاستثمار الاقتصادي في اليمن.
هذا علاوة على مدى استيعاب وإدراك الإصدقاء الصينيين للبيئة ا لاستثمارية في اليمن وما تمتلكه هي الأخرى من مقومات جميعها تشجيع على الاستثمار في العديد من المجالات والتي من شأنها أن تجعل علاقات البلدين يولجان مرحلة جديدة من العطاء والتكامل والتعاون وبصورة تشمل مجالات أكثر بعداً اقتصادياً واستثمارياً يجعل العلاقات أكثر ت تلاحماً واندفاعاً في استكشاف العديد من المجالات الكفيلة بتحريك وتفعيل كافة قنوات العلاقات الرسمية والشعبية.
وسيزيد من هذه العلاقات عمقاً وبعداً استراتيجياً هو ما تمثله اليوم الصين من قوة اقتصادية وسياسية لها أدوراها المشهودة في مسرح العلاقات الدولية وتأثيراتها البالغة على مستوى الحدث السياسي العالمي.
علاوة على ذلك إلى أن الصين قد حرصت على السير في خط سياسياً غير عدائي خاصة على صعيد مختلف القضايا التي تشهدها منطقتنا حيث تظل الصين قوة داعمة لقضايانا المشروعة وهو خط سياسي كفيل هو الآخر بتهيئة المزيد من آفاق التعاون والتكامل دون وجود منغصات قد تؤثر من وقت لآخر على مسار هذه العلاقات.
إذا وإزاء ما تقدم فإن سؤال ماذا نريد من الصين؟ سؤال قد استعدت له القيادة السياسية اليمنية وبذلت من أجله الكثير من الاستكشاف الموضوعي لمجالات تعاون أرحب مع الصين وحددت بدقة متطلباتها من هذه العلاقات والآفاق التي تسعى إلى تحقيقها، وهو ما يعني أن السياسية الخارجية اليمنية والتي أصبحت اليوم تعبر بصورة أكبر وأعمق من أجندة اقتصادية وتنموية قد استطاعت أن تحدت تفاعل الجانب الصين وهو ما عبر عنه الرئيس الصيني حيث أكد على أن زيارة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لبلاده ستفتح أبواباً واسعة وهو قول بدرك الرئيس الصيني ما يحمله من دلالات ومعاني ومن استعداديه غير عادية للصين في خوض غمار مرحلة جديدة من العلاقات بصورة أكبر وأشمل وأعمق في التناول والتباحث في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية المطروحة.
وخلاصة فإننا نتطلع إلى المستقبل القريب لنجد على الواقع نتائج هذه الزيارة كترجمة حقيقية لتطلعات والقيادتين في بلوغ غدٍ أكثر إشراقاً من العلاقات المتسمة بالتعاون والتكامل الشعبية الشامل والكامل والاستفادة القصوى من كافة الإمكانات والتجارب.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 12:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/29539.htm