سيدات الأعمال اليمنيات .. نحت في الصخر قصص نجاحات إختراق عالم (البقاء للأقوى) فوزية ناشر :المرأة اليمنية مستثمرة جيدة لا حدود لطموحها استطاعت المرأة اليمنية خلال السنوات الأخيرة أن تخطو بثبات وثقة كبيرة نحو المشاركة الفاعلة في العديد من المجالات المهمة في المجتمع حيث حققت نجاحات متميزة على مختلف الصعد بما فيها تلك التي كانت تقتصر على الرجل ولم يكن للمرأة الحق في الولوج اليها لكن إصرارها وعزيمتها جعلها تتحدى الخوف وتفرض على المجتمع احترامها ككيان فاعل ومؤثر في عملية البناء والتنمية اسوة بالرجل. وعالم المال والأعمال هو احد تلك المجالات الذي ظل حتى عهد قريب محصورا على الرجل فقط بالنظر الى طبيعته كون الدخول اليه يتطلب امتلاك خبرات كبيرة وعلاقات واسعة تمكن من يقتحمه كسب ثقة المتعاملين معه والمحيطين به ليضع له اسما في السوق بشكل سريع ففي عالم المال يعتبر البقاء للأقوى ومع ذلك استطاعت المرأة اليمنية ان تلج هذا المجال بكل ثقة واقتدار وفي وقت قصير تمكنت من اثبات وجودها رغم العادات والتقاليد التي تعرقل جهودها والعوائق والصعوبات الكثيرة التي تعرضها. تجاوز عدد من النساء حدود التقليد وخضن مجالات تحتاج الى مخاطرة وخبرة ودراية كافية وهو مجال المال والأعمال ومن تلك النسوة فوزية ناشر مديرة مكتب سيدات الأعمال في صنعاء والتي خاضت هذا المجال منذ عشر سنوات ولم يكن للمرأة حينها حضور في ساحة الأعمال التجارية إلا ما ندر إلا أنها صممت على ان تكون عضوا فعالا في المجتمع ومنتجا وبدأت بالمشاريع الصغيرة ثم التوكيلات وكانت واثقة من أنها ستحقق نجاحات في هذا المجال. بدون خوف تقول فوزية ناشر لم اخف من الفشل يوما وكنت مغامرة ورغم أنني فقدت الكثير من المال لكنني تعلمت وطورت نفسي وثقافتي ومعرفتي في مجال الأعمال التجارية وشجعني على ذلك زوجي حيث كان ولا يزال يساعدني في عملي، وتردف قائلة: يؤخذ على الأعمال الحرة الإزعاجات والمضايقات الكثيرة من بعض الذين اتخذوا من متابعات التجار مهنة يستفيدون من خلالها وتضيف فوزية ناشر لا بد من وضع حد لمضايقات هؤلاء المتطفلين حيث انني فقدت بسببهم مبالغ كبيرة وأغلقت على أثرها الكثير من مشاريعي اما مضايقات النصب والاحتيال فهي موجودة ومتعددة وفقدت ايضا الكثير من الأموال بسببها. وقد تم انتخاب فوزية ناشر من قبل سيدات الأعمال اليمنيات كمديرة مكتب سيدات الأعمال في فبراير 2005م بمقر الغرفة الصناعية في صنعاء وهو - المكتب - اليوم يمارس نشاطه في مقر غرفة صنعاء لتحقيق الأهداف التي أنشئ من اجلها وفقا للوائح والأنظمة المتعلقة بالمكتب. وتأتي أهمية انشاء هذا المكتب من إستقطاب أكبر عدد من سيدات الأعمال اليمنيات المتواجدات في عموم ربوع الوطن. طموحات - فوزية ناشر تعتبر المرأة اليمنية مستثمرة ولا يوجد حدود لطموحها وأحلامها فهي مستعدة للعمل والاستثمار في كل المشاريع دون استثناء المهم الإرادة والقدرة والجرأة و... وتضيف سيدة الأعمال اليمنية طموحة جدا تنحت في الصخر وما يعيق المرأة اقتصاديا هو عدم تقبل المرأة لها من قبل المجتمع بأن تكون سيدة أعمال وأي عمل ناجح لا بد أن تواجهه صعوبات والانسان الناجح هو الذي يعرف كيف يتغلب على هذه الصعوبات. وعن المشاريع النسائية في مجال المال والأعمال تقول فوزية ناشر: هناك العديد من المشاريع النسائية برزت على السطح وأصبح لها شهرة وصيت في السوق ولها القدرة على المنافسة بشكل جيد وهناك مشاريع نسائية طموحة لا زالت في طور الإنشاء. تنسيق خارجي - وفي ما يتعلق بالتعاون بين سيدات الأعمال اليمنيات والعربيات تشير فوزية ناشر الى تعاون قائم من هذا النوع وبشكل مكثف وخصوصا في الفترة الأخيرة بعد إنشاء إتحاد المستثمرات العرب ويوجد العديد من سيدات الأعمال العربيات تشجعن لإقامة مشاريع كبيرة في اليمن ونعمل حاليا على فكرة المشاريع المشتركة على مستوى الدول العربية والاسلامية وكان اخر حضور لنا في الشارقة في منتدى سيدات الأعمال في الدول الاسلامية ومن خلال مشاركاتي في العديد من المؤتمرات تم التنسيق مع سيدات أعمال لفتح مشاريع في اليمن وهناك سيدة أعمال إماراتية ستقوم بالاستثمار في مجال الصحة والاسمنت في اليمن. فوزية ناشر لا يقتصر تواجدها وحضورها على المستوى المحلي بل وعلى الصعيد العربي والعالمي من خلال مشاركاتها الفاعلة في الكثير من المؤتمرات والندوات الخارجية ومنها القاهرة في الاجتماع الأول لاتحاد المستثمرات العرب الذي عقد في القاهرة في أواخر ديسمبر 2004م والذي تم بموجبه تأسيس اتحاد تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية التابع لجامعة الدول العربية وكانت ناشر احدى مؤسسات هذا الاتحاد وتم اختيارها رئيسة للجنة السياحة نتيجة لخبراتها في هذا المجال وبالبرامج التي قدمتها عن السياحة في اليمن، كما شاركت في المنتدى الأول لسيدات الأعمال في الدول الاسلامية وشاركت ايضا في ملتقى لسيدات الأعمال في اسبانيا بورقة عمل حول تجربة سيدات الأعمال في اليمن. اصرار - سميرة حيدر هي الآخرى دخلت عالم المال والأعمال ومنافسة الرجال بقوة وحققت نجاحات كبيرة رغم أنها اتجهت الى مجال لا يتناسب مع طبيعتها الانثوية حيث بدأت العمل في مجال البناء والمتاجرة بالاراضي الى جانب امتلاكها مدرسة خاصة ومحلات كوافير وغيرها وتطمح في المزيد حتى تصبح منافسا قويا في السوق. تقول سميرة: تعلمت مهنة التجارة والعمل في السوق بارادة وطموح قوي لا يعترف بالهزيمة وتمكنت من اخذ العديد من الدورات الخارجية في هذا المجال وبدأت اتعمق في العمل التجاري الذي وجدت فيه متعتي الحقيقية وهدفي المنشود وحول نظرة المجتمع لعمل المرأة في هذا المجال وكيف تمكنت من تخطي تلك النظرة تلفت سميرة الى أن المرأة قادرة على فرض احترامها في المجتمع واثبات جدارتها في أي مجال تسلكه ومنه المجال التجاري الذي لم يعد حصرا على الرجال دون النساء وتستطرد في بداية الامر كنت متخوفة من المجتمع والتعامل معه ولم تكن لدي الثقة في التعامل مع الناس في هذا الوسط لكني مع مرور الوقت استطعت ان افرض وجودي على الكثيرين خصوصا اصحاب المهنة الى جانب انني كسبت سمعة طيبة في اوساط التجار ومع المتعاملين معي وأنا دائما حريصة على اخذ الخبرة منهم حتى أصبح أكثر قدرة على فهم التجارة والتعامل مع السوق بكل متغيراته. ملكة البرتقال - ولم يقتصر مهنة التجارة على المتعلمات فحسب بل ان الخبرة والثقة بالنفس جعلت من المرأة غير المتعلمة قادرة على اقتحام هذا المجال بقوة استطاعت ان تحقق شهرة غير عادية. من هؤلاء السيدة المعروفة آمنة العمراني وهي إمرأة في الخمسين من عمرها اشتهرت بلقب ملكة البرتقال وذلك لنجاحها في تجارة هذه الفاكهة حيث تقوم بجلب البرتقال من مختلف المحافظات اليمنية وتوزعه على التجار في صنعاء بعد ان تقوم بتجميعه في السوق الخاص بها. وبدأت آمنة حياتها في هذا المجال كبائعة تجزئة للملابس والحلي رغم معارضة اهلها ثم انتقلت الى تجارة الخضر والفواكه ومن تجارة التجزئة الى الجملة وهي تملك اليوم عددا من الشاحنات المخصصة لنقل الخضار والفاكهة الى الأسواق كما انها تبيع للشركات الاجنبية والمؤسسات المحلية ما تحتاج من خضار وفاكهة ولم تقتصر شهرتها على مستوى اليمن فحسب بل اصبحت من خلال لقبها (ملكة البرتقال) معروفة في عدد من دول الخليج المجاورة. تقول آمنة: بدأت العمل قبل اكثر من عشرين عاما كدلالة وبائعة ملابس وحلي كنت اشتريها من صنعاء القديمة وابيعها في الريف الى ان تدرجت بالمهنة ودخلت مجال المتاجرة بالخضر والفاكهة ثم انتقلت من بيع التجزئة الى الجملة وبدأت اتعامل مع التجار بشكل اوسع واصبح لدي سوق خاص باسمي يتوافد اليه التجار والباعة من كل مكان للشراء كما انني امتلك عددا من الشاحنات والسيارات لنقل البضائع وتوزيعها في الاسواق والمتتبع لحياة آمنة وعملها وكيف بدأت يندهش لذكائها وقدرتها الكبيرة رغم انها غير متعلمة. ظروف ورغبات - اشارت دراسة ميدانية حديثة اجريت مؤخرا الى أن أغلب سيدات الأعمال اليمنيات تتراوح ما بين 20 و40 عاما وان هذه المرحلة العمرية تسمح لهن بالقيام بأنشطة اقتصادية الى جانب ممارسة دورهن الأسري والانجابي. واوردت الدراسة التي اعدتها مديرة مركز دراسات المرأة بجامعة صنعاء الدكتورة حسينة القادري عددا من الأسباب التي دفعت بالمرأة اليمنية الى دخول معترك التجارة في مثل هذه السن المبكرة جاء في طليعتها عدم توفر الوظيفة الحكومية ورفع مستوى دخل الأسرة اضافة الى توفر الرغبة لدى الكثير ممن خضن هذه التجربة بامتلاك مشروع خاص. وتكشف الدراسة ان الارقام المسجلة لسيدات الأعمال في الغرف التجارية والصناعية اليمنية لا تعكس الرقم الحقيقي لسيدات الأعمال إذ أن غالبيتهن لا يرغبن بتسجيل مشاريعهن في الغرف التجارية والصناعية خوفا من الضرائب وأسباب اجتماعية اخرى. وأرجعت عدد من النساء اللواتي شملتهن الدراسة السبب في نجاحهن الى دور الأسرة والزوج الذي يشكل الدافع الرئيسي لهن اضافة الى كونه مصدرا هاما من مصادر التمويل. تطوير المهارات - مشكلة وتوضح الدراسة ان معظم سيدات الأعمال اليمنيات يستثمرن في القطاع الخدمي ويحملن شهادات علمية تتدرج من الشهادة الثانوية والجامعية الى شهادات الدكتوراه وان بعضهن عضوات في شبكات على المستوى الاقليمي ويحضرن فعاليات على المستوى الدولي. وتشير نتائج الدراسة الى أن سيدات الأعمال اليمنيات لم يستطعن تطوير مهاراتهن لعدم توفر المناخ المناسب في منهاج التدريب الفني والمهني الذي يشجع المرأة على اكتساب المهارات في مجال الاقتصاد والتسويق والتواصل وتستثني الدراسة القليل ممن تمكن من تطوير أعمالهن بالاعتماد على خبراتهن الذاتية. دعم دولي - البنك الدولي اختار بلادنا من ضمن (19) دولة في العالم من بينها (4) دول عربية لدعم مشاريع سيدات الأعمال. وقالت كارمن ينتهامر مديرة برنامج شركة المشروعات بالبنك الدولي إن المرأة في اليمن وصلت الى مكانة متميزة دفعتها الى تحقيق دور مناسب في المجتمع مشيرة الى موافقة البنك الدولي على دعم برامج جامعة صنعاء خصوصا فيما يتعلق ببرنامج سيدات الأعمال وأكدت أن البنك سيضع ذلك من ضمن أولوياته التي تقتضي بدعم برامج المرأة في اليمن خلال المرحلة القادمة. عن صحيفة الثورة |