رفع الأذان مبكرا لمشاهدة مسلسل مكسيكي أشارت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية (Foreign policy) إلى أن هناك 2 مليار إنسان يشاهدون يوميا المسلسلات الدرامية اللاتينية، والمعروفة في المنطقة العربية بـ"المكسيكية المدبلجة" . ورصدت المجلة في دراسة رصدها الكاتب الفنزويلي إبسن مارتينيز عشرات النماذج من الهوس الإنساني تجاه تلك المسلسلات التي عادة ما تمتلئ أحداثها بالإثارة الجنسية، منها قيام مؤذني المساجد في ساحل العاج برفع الآذان مبكراً لكي لا يفوت على المصلين مشاهدة المسلسل المكسيكي "ميرامار" . وهناك حالات هوس كثيرة منها أن الحرب بين أذربيجان وأرمينيا كانت تتوقف مؤقتا ريثما يشاهدون الجنود من الطرفين المسلسل المكسيكي "الأغنياء يبكون أيضا" ، بعدها تعود المدافع للقصف بعد انتهاء كل حلقة. وفي البوسنة في فترة ما بعد الحرب، تدخل الدبلوماسيون الأمريكيون لكي يتواصل عرض المسلسل الفنزويلي "كساندرا" ليلا، في خضم الحرب التي كانت مشتعلة حينئذ بين الفصائل البوسنية المتناحرة للسيطرة على وسائل الإعلام. وفي بعض الأحيان، أدت هذه المسلسلات إلى إطلاق نوع من النشاط المدني، مثل سكان مدينة كوسوفا الصربية الذين كانوا مهتاجين إلى درجة أنهم فقدوا الإحساس بالفرق بين الحقيقة والخيال، حيث كتبوا رسالة إلى الحكومة الفنزويلية يدافعون فيها عن قضية الممثلة الرئيسية في المسلسل الذي يحمل اسمها "كساندرا" . وفي روسيا، وصل عدد مشاهدي برنامج "الأغنياء يبكون أيضا" إلى 100 مليون مشاهد، حيث وصفت صحيفة "موسكو تايمز" خلو موسكو من المارة تماما في فترة عرض المسلسل. وأحيانا ما كانت تلك المسلسلات تثير مشاكل كبيرة في الدول الإسلامية، مثل اندونيسيا التي أوقفت عرض المسلسل "ازميرالدا" بسبب أن إحدى الشخصيات الشريرة والمخادعة في المسلسل حملت اسم ابنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. |