المؤتمرنت - بقلم/ أحمد غراب -
قمة تاريخية بين الرئيسين اليمني والأمريكي
منذ أطلق الرئيس بوش- في ديسمبر 2002م - مبادرة المشاركة مع الشرق الأوسط في محاربة الإرهاب شكلت اليمن حليفاً وشريكاً مثالياً للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، وهذا كله قاد إلى النجاح الذي حققته اليمن في مكافحة الإرهاب، الأمر الذي دفع الرئيس جورج بوش والمسئولين بالإدارة الأمريكية إلى الثناء على اليمن لما حققته في مواجهة الإرهاب؛ معتبرين أن اليمن في حقيقة الأمر نجحت في السيطرة على العمليات الإرهابية، بالإضافة إلى ما حققته اليمن في المجال الديمقراطي من خطوات تحّولٍ فردية ونادرة دفعت بها لتكون إحدى ست دول رشحها الكونجرس الأمريكي بأنها من أكثر الدول العربية تفاعلاً مع الديمقراطية والإصلاحات؛ واليوم يتم تتويج الشراكة اليمنية الأمريكية في مجال الدعم الديمقراطي، بالإضافة إلى شراكة البلدين المتميزة في محاربة الإرهاب بلقاء تاريخي يجمع بين الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ونظيره الرئيس الأمريكي "جورج بوش" في قمة هامة تنطلق أهميتها من حيوية المواضيع التي سيبحثها الرئيسان. ولا شك بأن الأهداف الرئيسية لهذه القمة تصب في مجال الدفع بعلاقات التعاون بين البلدين خطوات متقدمة نحو الأمام تخدم المصالح المشتركة للبلدين، بالإضافة إلى تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين في المجالات التنموية والاقتصادية، وكذا الجوانب المتصلة بدعم المنهج الديمقراطي في اليمن، والجهود الأمنية المبذولة لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى قضية المحتجزين اليمنيين في "جوانتانامو" وتأتي أهمية هذه القمة على المستوى العربي والإقليمي والدولي في ظل الظروف والمتغيرات التي تشهدها منطقة المشرق الأوسط، خاصة بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة، بالإضافة إلى المبادرة العربية للإصلاح في العراق، وفي هذا المجال سيتم في هذه القمة التشاور إزاء تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في فلسطين، والعراق، والقرن الأفريقي، خاصة في ظل توتر الأوضاع في أثيوبيا، وأهمية دور اليمن في بذل جهود السلام، والتوفيق في منطقة القرن الأفريقي الأمر الذي يدفع باتفاق حول وجهات نظر الطرفين في إحلال الأمن والسلام في المنطقة بشكل عام، ولا شك أن جهود اليمن في مكافحة الإرهاب تنطلق في الأساس من الحاجة الوطنية للقضاء على هذه الظاهرة باعتبار اليمن من أوائل الدول المتضررة من الأعمال الإرهابية التي أنتجت خسائر جسيمة وفادحة لحقت بالاقتصاد الوطني، الأمر الذي أعاق جهود المجتمع نحو التطور والنماء؛ فضلاً عن الآثار السلبية لتلك الأعمال في تقديم صورة مغلوطة لثقافتنا العربية والإسلامية بدليل أنه، وخلال العامين والنصف الماضيين استطاعت اليمن السيطرة على الوضع الأمنية، وملاحقة الجماعات الإرهابية، حيث تم إلقاء القبض على البعض وتقديم آخرين للمحاكمة، وهذا الشيء عكس تحسن استعدادات الأجهزة الأمنية اليمنية على نحو كبير، كما انتهجت اليمن أسلوب الحوار مع المغرر بهم من العناصر المتطرفة وخاصة أولئك الشباب الذين كانوا مضللين، وليسوا بإرهابيين. وبدأت الفئات المختلفة للشعب اليمني - خاصة في المناطق الريفية - تدرك دورها ومسئوليتها في مكافحة الإرهاب، حيث باتت تلك الفئات تشعر بأن الإرهاب لا يهدد الحكومة وحدها بل أيضاً يهدد أمنهم وتنميتهم ومستقبلهم، وهذا يعكس مدى الوعي الشعبي اليمني بأهمية محاربة الإرهاب. كما أن لهذه القمة أبعادها الديمقراطية خاصة في ظل الآثار الإيجابية للنجاحات التي حققتها اليمن على صعيد تعميق دعائم النهج الديمقراطي والتعددية الحزبية وحرية الرأي والتعبير وحماية حقوق الإنسان ومشاركة المرأة والنجاحات المحققة لتجسيد مبدأ الا مركزية المالية والإدارية، وكذا النجاحات التي حققتها اليمن على صعيد مكافحة الإرهاب ودورها.


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 21-أبريل-2025 الساعة: 06:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/25654.htm