يكتبها رئيس التحرير -
سؤال عن الوطن
إذا لم أعمل أنا، وتعمل أنت.. فمن غيرنا سيعمل من أجل أعمار هذا الوطن؟
·هذا الأمر لابد من أن نواجهه ونتحدث عنه بصوت مسموع وبعقل مفتوح وبقدرة طيبة للاعتراف بحقائق الأمور.. لكن في البدء دعونا نؤكد أن اقتصاد البلاد ودخلها القومي يتضاعف أو ينحدر من جراء جملة العمل المبذول من قبل الجميع في كل مرافق الحياة.. فإذا ازداد عملنا وتحسن الأداء كان الاقتصاد بخير وكان الدخل القومي في نهاية كل عام بألف خير والعكس بالعكس صحيح.
·لكن الملاحظ أنه في العديد من مرافق العمل والإنتاج التي تتبع الدولة نجد أن مستوى الأداء في العمل لا يخرج عن كونه في المتوسط وهذا في أحسن التقدير.
·كما نلاحظ أن الاهتمام بالرأسمال العام وبموارد الدولة في القطاع العام لا يكون محط اهتمام وصون ورعاية، بل أن إهداره هو أول ما يشغل بال القائمين عليه وكأنهم جاءوا لا نفاقه لا لزيادته وتنميته.
·ونجد أن أداء العمال والموظفين ( من ابسط موظف لأهم رجل) أداء اعتياديا لا إبداع فيه ولا تطوير، وأن الروتين والتأجيل والتـأخير هو سيد الموقف هناك.
·في حين نجد أن موظف القطاع العام إذا انتقل للعمل في القطاع الخاص نجد أداءه مختلفا تماما.. نجد ذلك الأداء أكثر فائدة ومردودا وأكثر انتظاما مع أن الموظف واحد ( هذا الأمر يعلق عليه البعض بالقول أن الرقابة الشديدة والمحاسبة الصارمة في إدارات القطاع الخاص تجعل الموظف يؤدي عمله بالصورة المطلوبة والأفضل عن العمل وهو غائب عن القطاع العام ومؤسسات الدولة).
·هنا ينبغي القول : إننا لسنا بصدد تقييم أداء الموظف والمقارنة بين قطاع الدولة والقطاع الخاص، لكننا بصدد تقييم أداء الموظف ومستوى تنفيذه لواجباته في إطار خطة الحكومة ولغاية مصالح الوطن العليا.
·فالمعروف أننا جميعا لدينا مهام وواجبات في مرافق عملنا لا بد من إنجازها بإتقان وأمانة وشرف لأننا نتسلم مقابل تلك الواجبات رواتب ومكافآت وحقوق خدمة.
·فإذا لم يكن الرقيب الأول والمحاسب الأول في تنفيذ عملنا وواجباتنا هو ضميرنا وأخلاقنا وتربيتنا واحترامنا لوطننا وشرف الانتماء اليه، فمن ذا سينجح أن يكون الرقيب علينا؟
·وإذا لم يكن ديننا الإسلامي الحنيف وثقافتنا وشعورنا واستشعارنا بالمسئولية هم خير رقيب لتنفيذ أداء عملنا، فمن أين يمكننا أن نأتي بالرقيب؟
·وعليه فإننا كأفراد نتمنى من الدولة بناء مستشفيات ومدارس وشق طرقات وتوفير مساكن، إننا نطلب من الدولة تحسين مستوى حياتنا ومعيشتنا وتوفير أكبر قدر من الاستقرار والأمن والأمان.
·إننا نطلب الكثير وهو ليس بكثير علينا، لكن دعونا نسأل: من أين ستأتي الدولة بما نريد إذا نحن لم نعمل بصورة إيجابية وننفذ ما علينا من واجبات بإخلاص ومثابرة ونحرص على المال العام ونجتهد لنطور عملنا بما ينفع اقتصاد البلاد وتنمية دخلها القومي.. فمن أين ستأتي الدولة بما نريد وتحقق لنا ما نحلم به.
·بقى أن نقول: إن الذين يحلمون كثيرا ويريدون كثيرا عليهم أن يعملوا أكثر ويحققوا وينجزوا أكثر لأن في ذلك وحدة الطريق لتحقيق ما نريد.
( إذا لم أعمل أنا، وتعمل أنت. فمن غيرنا سيعمل من أجل أعمار وطننا وإسعاد مواطنيه)

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 20-أبريل-2025 الساعة: 07:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/24521.htm