المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
اساليب وادوات الاستعمار القديم والجديد في اليمن في دراسة للعثربي
بسم الله الرحمن الرحيم

ورقة بحثية بعنوان :
الصراع الراهن في المحافظات الجنوبية والشرقية
من اليمن وتداعياته على الأمن الإقليمي والعالمي

دراسة تحليلية خلال الفترة
من مايو 2017إلى أكتوبر 2019م


الدكتور/ علي مطهرالعثربي
أستاذ العلوم السياسية المساعد
عضوهيئة التدريس
بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية
في جامعة صنعاء



بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
لقد برهنت تطورات الأزمة السياسية في الجمهورية اليمنية التي بدأت أحداثها في11فبراير 2011م بمخطط استعماري أطلق عليه تسمية (الربيع العربي)( ) ، أن التدخل الخارجي لا يمكن أن يوجد حلولاً تفرض على اليمنيين دون رغبتهم ، وكان من نتيجة ذلك فشل محاولات القوى الاستعمارية فرض تقسيم اليمن إلى كنتونات صغيرة من خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأت فعالياته في 18/3/2013م وانتهت في 25يناير2014م ( )، ورغم ذلك الفشل إلا أن القوى الاستعمارية التي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية حاولت مرة أخرى فرض التشطير والتقسيم بالقوة على اليمنيين من خلال أدواتها الاستعمارية في المنطقة العربية ، حيث استغلت حالة الخوف والضعف الذي تعيشه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من هاجس استهداف تلك الدول من دول الجوار الإقليمي فشجعت ودعمت واشتركت في تكوين تحالف أسمته عربي للعدوان على اليمن واليمنيين ،مستغلة الصراع الداخلي على السلطة بين فرقاء العمل السياسي ، وعلى إثر ذلك شن تحالف العدوان هجوماً عسكرياً مباغتاً على مقدرات الجمهورية اليمنية في 26مارس 2015م بتحالف ضم أكثر من 17دولة عربية وغير عربية ( ) .

وعقب مرور سنة من العدوان على سيادة الجمهورية اليمنية صرح وزراء الرباعية في اجتماع الرياض في 25 سبتمبر/ 2016م بقولهم : " لم تكن الأزمة السياسية الراهنة في اليمن قابلة للحل العسكري" ( ) ، ورغم ذلك استمر ذلك العدوان غير المبرر حتى اليوم ، وأثبتت المعارك القتالية التي خاضها أحرار اليمن الذين تصدوا للعدوان فشل فرض التشطير والتقسيم بالقوة أيضاً ، وبالرغم من جبروت هذا التحالف إلا أنه وقف عاجزاً أمام بأس الجغرافيا السياسية ذات التضاريس المقاتلة والسياسة الجغرافية للمكونات البشرية ذات القوة القتالية المتمرسة في الجمهورية اليمنية ، التي أجبرته على البحث عن التسوية السياسية للخروج بماء الوجه من مستنقع السقوط المدوي أمام استبسال المقاتل اليمني الذي واجه العدوان على مدى أكثر من أربع سنوات ونيف بفعل ما تمتلكه الجمهورية اليمنية من مصادر القوة التي مكنت اليمن من إفشال كل المحاولات الاستعمارية على مر التاريخ.
إن الخاصية الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية المغايرة لأمثالها من المكونات الجغرافية والبشرية في بقية أجزاء الوطن العربي قد تصدت لفوضى ما عرف ب(الربيع العربي) الذي أطلقوا عليه مسمى الفوضى الخلاقة ( ) ، ولعل هذه الخاصية قادرة اليوم على إفشال مخطط دول العدوان لمحاولة اقتطاع أجزاء من الوطن اليمني الواحد تحت ما يسمى بالمجلس الانتقالي الانفصالي .

إن الخاصية الحضارية الثقافية والفكرية اليمنية التي حالت دون تنفيذ مشروع (الفوضى الخلاقة) قادرة اليوم على رص الصفوف وتوحيد القدرات والطاقات من أجل تخليص المحافظات الجنوبية والشرقية من الاستعمار الجديد ، لأن هذه القدرة تنبثق من البعد التاريخي لإنسان اليمن الضارب بجذوره في أعماق التاريخ منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، فاليمن بؤرة انطلاق التاريخ الإنساني الذي اكتسب تراكم الخبرات في التعامل بموضوعية ودراية وبراعة ومسؤولية مع مختلف الظواهر والأحداث السياسية التي تعرضت لها المكونات الجغرافية والبشرية التي امتدت إليها اليد الطولى للتاريخ اليمني قديماً ( )، ويضاف إلى ذلك البعد الثقافي التراكمي الذي ملاء الدنيا معرفة وإبداعاً في مختلف مجالات الحياة الحضارية الإنسانية المليئة بمكارم الأخلاق التي اشتهر بها اليمنيون ، ثم البعد الديني الذي برهن للعالم بأن اليمنيين رسل سلام ومحبة وإنسانية( ) ، وفي هذه الورقة سنناقش حالة الصراع الراهن في المحافظات الجنوبية والشرقية ونتعرف على مدى ارتباطه بالقوى الاستعمارية الجديدة التي تريد اقتطاع أجزاء من الوطن اليمني الواحد والموحد وسنضع تفاصيل ذلك فيما يلي:

مشكلة الورقة البحثية:إن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الجمهورية اليمنية ومحاولة فرض التشطير والتقسيم بالقوة طمعاً في احتلال أجزاء من اليمن الواحد والموحد من خلال التدخل الإقليمي الخارجي في الشأن اليمني الذي استفاد من عوامل داخلية بنيوية في المجتمع مكنت من قيام تحالف عدواني بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد اليمن لاستهدف كل المكونات البشرية والجغرافية في الجمهورية اليمنية ، وأمام صمود الجبهة الداخلية التي أجبر تحالف العدوان على البحث عن مخرج يحول دون السقوط المريع لجأ تحالف العدوان إلى الاستفادة من السياسية البريطانية (فرق تسد) داخل المحافظات الجنوبية والشرقية.
وفي هذا الإطار تسعي الدراسة للإجابة على التساؤل الرئيسي الأتي:

هل أدوات الاستعمار الجديد هي نفسها أدوات الاستعمار القديم ؟ وما هو موقف أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية من أدوات الاستعمار الجديد ؟ وهل من الممكن الوصول إلى ثورة يمنية واحدة للتحرير ومنع التشطير والتقسيم الذي تحاول فرضه دول تحالف العدوان؟ وأخير ما هو موقف مجلس الأمن الدولي ؟ وما هي الأفاق المستقبلية لليمن الواحد والموحد ؟.

إطار الورقة البحثية:ستتناول الورقة البحثية الصراع الراهن في المحافظات الجنوبية والشرقية وتداعياته على الأمن الإقليمي والعالميدراسة تحليلية خلال الفترة من مايو 2017إلى أكتوبر 2019م .

أهمية الورقة البحثية وأسباب اختيارها: تكمن أهمية الورقة البحثية في كونها تتناول قضية محاولة فرض التشطير والتقسيم على اليمنيين بهدف احتلال أجزاء منه على حساب السيادة الوطنية للجمهورية اليمنية ، باعتبارها من أهم القضايا الساخنة على الساحة اليمنية والدولية ، حيث يتعرض اليمن إلى عدوان عنيف وغير مسبوق عرض وحدته الوطنية وسلامه الاجتماعي وأمنه القومي للخطر في ظل متغيرات دولية وإقليمية سياسية واقتصادية أثرت بطريقة مباشرة على استقراره ، مما دفع الباحث للخوض في خطورة الصراع الذي تغذيه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في محاولة لفرض التشطير والتقسيم واقتطاع أجزاء من الأرض اليمنية ، ومن ثم التعرف على مدى مصداقية الدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن والتي أعلنت مراراً وتكراراً حرصها على وحدة وأمن واستقرار اليمن واحداً وموحداً ، وتأتي أهمية مناقشة مسار تلك المحاولات من كون تلك المحاولات العبثية تشكل خطراً بالغاً على الأمن والسلم الدوليين ، كما أن الإطار الموضوعي للورقة البحثية يتمثل في التركيز على دراسة مواقف أطراف الصراع .
أهداف الورقة البحثية:يهدف البحث إلى تحليل مسار محاولات فرض التشطير والتقسيم على اليمن ، ومدى تأثيرها على مستقبل الحياة السياسية في اليمن.

فرضيات البحث : يسعى البحث إلى إثبات صحة أو عدم صحة الفرضيات التالية :
1- ما تسعى إليه كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من خلال تحالف العدوان ضد سيادة الجمهورية اليمنية هو فرض التشطير والتقسيم بالقوة على اليمنيين .
2- أدوات الاستعمار الجديد هي نفسها أدوات الاستعمار القديم.
3- وحدة الجبهة الداخلية من أبرز عوامل دعم الحفاظ على وحدة وأمن وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية.
مناهج البحث :اعتمد الباحث على منهج تحليل المضمون في تحليل محتوى المادة التاريخية والوثائق السياسية ، وكذا المادة التي تقدمها وسائل الاتصال الجمعي ( ) ، كون الظاهرة محل الدراسة تعتمد على الجوانب التاريخية التي سجلت أحداث التاريخ التي مرت على هذا الجزء من العالم بالإضافة إلى ما تقدمه وسائل الإعلام من المعلومات والبيانات ، ولهذا فإن المنهج يعنى بدراسة مضمون محتويات الورقة البحثية بما يحقق التبسيط ويتجنب التعقيد ويقدم تحليلا منطقياً موضوعياً يعتمد على مجموعة من التفاعلات الصراعية التي تتم في المحافظات الجنوبية والشرقية من الجمهورية اليمنية ، بالإضافة إلى المنهج المقارن الذي يتميز بقدرته على استيعاب المؤثرات الخاصة ببلد معين يمكن أن تؤثر على نتيجة دراسة الباحث ( ) كونه يعنى بدراسة مقارنة لموضوعات الورقة البحثية .

الدراسات السابقة :

إن حالة الصراع السياسي الذي مر به اليمن منذ فجر التاريخ قد نشأ مع نشوء المجتمعات الإنسانية التي شهدت حالات من الصراع والتعاون ، ولذلك فإن الابحاث والدراسات المتعلقة بالعلاقات الدولية قد ركزت بدرجة أساسية على موضوع تلك الصراعات ، ومن ذلك الصراع الذي دار في القارة الأوربية والذي حاول الأوربيون الحد منه في معاهدة وستفاليا عام 1648م ( )، أما على المستوى المحلي فإن المتوفر ما سجلته كتب التاريخ حول الصراع في اليمن والأطماع الاستعمارية من ذلك كتاب ملحمة الوحدة ومستقبل اليمن ( ) وكتاب الحركة الوطنية اليمنية من الثورة إلى الوحدة ( ) وكتاب وثائق عن الثورة اليمنية ( )وغيرها من الكتب التي تناولت الجوانب المختلفة من الصراع في اليمن ، وسيكون مرورنا على هذا الجانب سريعاً بهدف التذكير والمقارنة بما يدور من الصراع الراهن في المحافظات الجنوبية والشرقية من الجمهورية اليمنية ، ولأن موضوع الصراع الراهن مازال حديثاً فلم يعثر الباحث على دراسات أكاديمية منهجية سابقة ، ولم يجد سوى بعض المقالات والبيانات والتصريحات الصحفية ، بالإضافة إلى النصوص الأممية التي ترفض التشطير والتقسيم الذي تريد دول تحالف العدوان بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فرضه على اليمنين بالقوة.
وقد قسمت موضوعات الورقة البحثية على النحو التالي :

 الأهمية الاستراتيجية لليمن .
 تاريخ الصراع في المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن .
 القوى التقليدية المناهضة للوحدة اليمنية .
 السياسة الاستعمارية الجديدة وأدواتها القديمة .
 الموقف الوطني في الداخل من الحركات الانفصالية .
 التحركات الانفصالية الراهنة .
 الخاتمة واستشراف المستقبل .
 المراجع .


أولاً : الأهمية الاستراتيجية لليمن

إن المتابع للتطورات الراهنة التي شهدتها الجمهورية اليمنية منذ أحداث 11فبراير2011م وحتى اليوم ، يلاحظ أن تلك التطورات لم يكن لها من هدف استراتيجي سوى الحاق الضرر بالوحدة اليمنية ، ومحاولة فرض التشطير والتمزيق بالقوة غير المسبوقة ، الأمر الذي سينعكس سلباً ليس على وحدة اليمن واستقراره فقط ، وإنما على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خصوصاً والوطن العربي والعالم عموماً ، على اعتبار أن هذه التطورات مرتبطة بالمخططات الأخرى التي تستهدف منع قيام وحدة الوطن العربي الواحد ، ولعل ما حدث من التفاعلات التي استهدفت الجيوش العربية واسقاط الانظمة دليل أكيد على الاستهداف الممنهج الذي يحاول منع التوحد العربي .

إن الباحثين الاستراتيجيين يرون أن اليمن يمثل البوابة الجنوبية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، واليمن محور الارتكاز المهم لمعادلة الأمن والاستقرار لهذه الدول ، وهناك من يرى بأن الوحدة اليمنية هي الوسيلة الوحيدة لتحريك عجلة التنمية المستدامة من أجل النهوض باليمن باعتبارها النواة الأولى على طريق الوحدة العربية الشاملة ، فمن الباحثين من يقول : "أجمع عدد من الزعماء العرب ، والأجانب وكذلك المفكرين، والسياسيين( ) على الأهمية الاستراتيجية للوحدة اليمنية والآمال المعلقة عليها للنهوض الحضاري الشامل باليمن ، كنواة وإسهام نموذجي واعد للوحدة العربية الشاملة"( ) ، ولذلك فإن وحدة الجمهورية اليمنية بكل مكوناتها الجغرافية والبشرية تعد القاعدة الأساسية والذهبية لأمن واستقرار المنطقة العربية التي تؤمن المنافع والمصالح المشتركة مع العالم ، الأمر الذي يحتم على دول المنطقة والعالم إدراك هذه المعادلة ، ومن ثم الكف الفوري عن محاولة فرض التشطير والتمزيق بالقوة والعمل على إنهاء العدوان على الجمهورية اليمنية ورفع اليمن من تحت الفصل السابع ورفع الحصار وفتح الموانئ البرية والبحرية والجوية ، والاتجاه العملي الجاد لإيجاد آلية ناجعة لكيفية تعويض اليمن عن ما دمره تحالف العدوان وإعادة الإعمار، وإحياء المصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أحداً على الاطلاق ومنع التدخلات الخارجية بقرارات أممية فاعلة .

ولئن الجمهورية اليمنيةتحظى بأهمية بالغة في العلاقات الدولية فإن هناك العديد من الحيثيات التي تبرز بجلاء لا غموض فيه على الإطلاق الأهمية الاستراتيجية لوحدة الجمهورية اليمنية وتأثيرها بشكل فاعل وقوي على المنطقة العربية وتبادل المنافع والمصالح المشتركة مع العالم ، وبشكل خاص على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، وتتمثل تلك الأهميةفي الأتي:

1- الموقع الجغرافي الاستراتيجي

تتمتع الجمهورية اليمنية بموقع جغرافي بالغ الأهمية كونه يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر ويطل على البحر العربي والمحيط الهندي بامتداد واسع يصل طوله أكثر من 2500كم( ) ، الأمر الذي يصنع تداخلاً وثيقاً بين مضيق باب المندب ومضيق هرمز ، إذ يعد مضيق باب المندب طريقاً استراتيجياً للناقلات العملاقة الحاملة لنفط الخليج العربي المتجة إلى دول أوروبا وأمريكا الشمالية ، كما أن هذا الموقع الحساس يشكل حزاماً أمنياً للجزيرة العربية والخليج العربي تبدأ تأثيراته من قناة السويس وتنتهي في شط العرب ، ولهذا فإن الجمهورية اليمنية تقوم بدور أساسي وفعال في موجهة المخاطر التي قد تهدد الملاحة الدولية ، ناهيك عن أن الجمهورية اليمنية همزة الوصل بين القارات الثلاث ( أوربا وآسيا وأفريقيا ).

2- البعد الأمني الاستراتيجي الذي يمثله اليمن

لا يستطيع أحد أن ينكر بأن اليمن تمثل العمق الأمني الاستراتيجي للجزيرة العربية والخليج العربي ، فقد أشرنا فيما مضى أن الجمهورية اليمنية تمثل البوابة الجنوبية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجزيرة العربية ، وهذا يعني أن اليمن عامل مهم لأمن واستقرار دول المنطقة العربية برمتها ، بل أن اليمن قدم بياناً عملياً يؤكد كل ذلك من خلال وحدته التي استعادها اليمنيون في 22مايو 1990م ، فمنذ ذلك التاريخ وحتى أزمة 2011م برهنت الجمهورية اليمنية أنها عامل أمن واستقرار للمنطقة العربية والعالم بإقرار الدول الكبرى ، فهذا الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون يقول:" إن وحدة اليمن أضافت عمقاً للاستقرار الإقليمي ، وأن أكثر ما يميز هذه الوحدة هو أنها تحققت من خلال الحوار السلمي "( ) ، بل أثبتت الوحدة اليمنية أن كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لم تستطع ترسيم حدودهما مع الجمهورية اليمنية على قاعدة لا ضرر ولا ضرار إلا في ظل تلك الوحدة التي لا مناص ولا فكاك منها ، وهو ما يدفعنا للقول بأن محاولة تحالف دول العدوان ضد الجمهورية اليمنية لفرض التشطير والتمزيق بالقوة على اليمنيين يشكل بالغ الخطورة التي تهدد الأمن والاستقرار في الخليج العربي وكل المكونات الجغرافية للجزيرة العربية وتحدث الأثر السلبي على تبادل المنافع والمصالح مع العالم .

3- اليمن يمثل السد المانع لتسلل الإرهاب إلى دول الجوار

يمثل اليمن حاجزاً طبيعياً ًيحمي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من الهجرة غير الشرعية ، حيث التسلل المستمر من القرن الإفريقي ، ناهيك عن التنظيمات الإرهابية كتنظيم (القاعدة) ، وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي باتت تتمركز في مناطق مختلفة من الجمهورية اليمنية خلال السنوات منذ 2011م وحتى اليوم ، حيث أثبت الجمهورية اليمنية خلال الفترة ما قبل 2011 أنها شريك فعال مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب ومكافحة الجرائم المنظمة وحماية الملاحة الدولية ، خاصة فيما يتعلق بتهريب الأسلحة والمخدرات ، لأن السواحل والخلجان والجزر والممرات ، وأبرزها مضيق باب المندب ، التي تشرف عليها الجمهورية اليمنية إذا لم تتمتع بالتأمين الكامل ، فإنها قد تتحول إلى مصدر لتهديد دول المنطقة ومصالح العالم ، وهو ما يفسر الموقف الثابت للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الخاص بإصرارها على بقاء اليمن واحداً موحداً كون كل ذلك يصب في صالح حماية حركة الملاحة الدولية وصون التجارة العالمية ومنع أي ضرر يلحق بالمصالح والمنافع المتبادلة والمشتركة بين المكونات الجغرافية والبشرية لكوكب الأرض ، فمجلس الأمن الدولي أبدى التزامه المطلق بالوحدة اليمنية وسلامة الأراضي اليمنية الواحدة التي لا تقبل التشطير والانقسام ، حيث جاء في نص قراري مجلس الأمن (2014) و(2051) "إذ يؤكد من جديد التزامه القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه "( )، والولايات المتحدة والقوى الغربية بوجه عام أعطت أولوية بالغة لوحدة الجمهورية اليمنية وأمنها واستقرارها ، كون الجمهورية اليمنية تشغل حيزاً كبيراً في الأمن الإقليمي والعالمي ولكي لا تتأثر حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي ، ولأن الدولة اليمنية الواحدة هي الضمانة الوحيدة التي تمنع تمدد القاعدة والجماعات المتطرفة .

ثانياً : تاريخ الصراع في المحافظات الجنوبية من اليمن
كان الاستعمار البريطاني قد احتل مدينة عدن في سنة 1839م وفصل مدينة عدن عن الريف المجاور لها واطلق عليها (مستعمرة عدن) ( ) ، وعلى إثر ذلك تمكن من تثبيت سياسة فرق تسد من خلال إنشاء تيارات سياسية متناحرة يدعمها في سبيل استمرار الخلاف والصراع ، إذ ظهرت العديد من التيارات المناطقية والطائفية التي لا تؤمن بالوحدة اليمنية ومنها:

التيار العدني : وكان هذا التيار يتكون من طبقة الأغنياء والتجار في مدينة عدن ولهم صلات وثيقة بالمستعمر ، بل كان هؤلاء من المقربين من التاج البريطاني ، حيث تبنى هذا التيار عدن للعدنيين فقط ، وتمكن من نشر أفكاره في صحيفة فتاة الجزيرة الناطقة باسم التيار وتحول إلى تيار سياسي يرفض الوحدة مع أي جزء من الوطن اليمني الكبير.
تيار الجنوب العربي : طالب هذا التيار بوحدة الجنوب العربي فقط رافضاً وحدة الوطن اليمني الكبير وتشكل هذا التيار كتنظيم سياسي واطلق عليه اسم (رابطة أبناء الجنوب) ونشر أفكاره من خلال وسائله الاتصالية في جريدتي النهضة واليقظة( ).
---------------------------------------------
التيار الحضرمي :تأسسهذاالتيارفيسنة 1945موتبنىاستقلالمحافظةحضرموتوتمكنهذاالتيارمنإقامةمظاهرةفيالمكلافيعام 1950م( ) وحدثتمواجهاتمعالسلطاتالمواليةللمستعمرالبريطانيالذيتمكنمنالقضاءعلىهذاالتياروأغلقمقرالحزبفينفسالعامواتخذتإجراءاتصارمةمع الإبقاء على النفس المناطقي شريطة أن لا يضر بمصالح المستعمر البريطاني ،ومن هنا فإن جميعهذهالتيارات المناطقية عقبةأخرى في طريقإخراجالمستعمرالبريطاني

ثالثاً : القوى التقليدية المناهضة للوحدة اليمنية:

إن ثورة 26 سبتمبر قد أحدثت قلقاً غير عادي لدى المستعمر البريطاني خصوصاً بعد أن اشترك الأحرار في الجنوب مع إخوانهم في الشمال للتخلص من النظام الملكي الوراثي في المحافظات الشمالية من اليمن وعلى إثر ذلك قدمت الحكومة البريطانية بعض التنازلات الشكلية للتيارات الموالية لها وأنشأت بعض المجالس والاتحادات المناطقية والتي كان على رأسها الحزب الوطني الاتحادي الذي قام في 16 يناير 1963م بتشكيل وزاري أختار الأعضاء من العناصر الأشد ولاءً للتاج البريطاني وعلى رأسهم رئيس الحزب حسن بيومي ، وكانت هذه الحكومة الاتحادية قد واجهت معارضة شديدة وواسعة من جماهير الشعب ، كما تقدم ما عرف باتحاد الجنوب العربي بمذكرة يطالب فيها الحكومة البريطانية بتأخير إعلان الاستقلال إلى سنة 1969م مع إعطاء بريطانيا الحق الكامل في بقاء القاعدة البريطانية في عدن وقد تقدم الاتحاد بهذه المذكرة إلى المندوب السامي البريطاني في عدن عقب ثورة 26 سبتمبر 1962م.

وقد قصد الاتحاد الموالي لبريطانيا بذلك تحديد موقف سريع لمواجهة الثورة التي اندلعت في العاصمة صنعاء ، وكان القلق قد تزايد لدى الحكومة البريطانية خصوصاً بعد قيام "الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل" واندلاع ثورة الأحرار من المحافظات الجنوبية والشرقية في الجنوب وإلى جانبهم إخوانهم من المحافظات الشمالية ، حيث سجل التاريخ واحدية الثورة اليمنية فقد تحرك الأحرار بقيادة راجح بن غالب لبوزة من أبناء محافظة لحج( )الذي كان يقاتل في جبال المحابشة من محافظة حجة من أجل حماية ثورة 26سبتمبروإلى جانبه مقاتلون من أبناء محافظات حجة وتعز وإب وذمار والبيضاء إلى ردفان في 14 أكتوبر 1963م ، مما دفعها إلى اتخاذ موقف سريع وعاجل انطلاقاً من إحساسها بأن ما تواجهه المرحلة ليس مجرد تيارات حزبية متصارعة يمكن الاستفادة منها أو انتفاضات طلابية يمكن إخمادها أو تمرد قبلي يمكن مواجهته بتسليط قبيلة على أخرى أو تحركات عفوية غير موجهة يمكن معالجتها ، بل إن الحكومة البريطانية أدركت أن المرحلة القادمة مرحلة ثورة شعبية منظمة ومسلحة لها صفة الديمومة والاستمرار ، وثورة منظمة لها أهداف وطنية وهي أهداف الثورة اليمنية الواحدة سبتمبر وأكتوبر عامي 1962و1963م ، وأن رجال الثورة يمثلون اليمن كله وقطاعاته المختلفة من مشائخ وعلماء ومفكرين ومثقفين وسياسيين وعمال وفلاحين وتجار ، بمعنى أنها إرادة الشعب اليمني الواحد .
وبواحدية الثورة اليمنية التي رفعت علماً واحداً وأهدافا ستة موحدة أدرك التاجالبريطانيعدم قدرته على مواجهةإرادةشعب، لأن إرادةالشعوبمستمدةمنإرادةاللهسبحانهوتعالى، ولذلكرأتبريطانياالمساومةوكسبالوقتوالأصدقاءفدعتلعقدلقاءفي 10 ديسمبر 1963مفيلندنلمناقشةكيفيةتأجيرقاعدةعدنلبريطانياوقيمةإيجارهاوقانونالانتخاباتوالدستور، وماأنتحركتالعناصر الموالية للتاج البريطانيصوبلندنلحضوراللقاءحتىشعرالوطنيونبخطورةالوقتالتآمريعلىمستقبلاليمن،فتمكنخليفةعبداللهحسن "منحزبالشعبالاشتراكي" منتفجيرقنبلةفيمطارعدنقتلمنهامساعدالمندوبالبريطاني،وكذاأصيبالمندوبومساعديه( )وقدتسببهذاالحادثفيإثارةالرعبفيصفوفالمستعمر والموالين له وعطلاجتماعلندن، وكانتالأممالمتحدةتناقشالوضعفياليمنوبالذاتالجنوبمنهحيثشاركفيهذاالاجتماعمندوبونعنالحركةالوطنيةوقدخرجتالأممالمتحدةبقرارتصفيةالاستعمارفيالجنوباليمنيوحقالشعباليمنيفيتقريرمصيره( ) ،فبعدأنصدرقرارالأممالمتحدةفي نوفمبر 1964م بضرورةتصفيةالاستعمارفيجنوباليمناستمرالنضالالوطنيمنأجلتحريرالبلادمنالوجودالاستعماريوكانللحركةالوطنيةالدورالبارزفيتحريكالجماهيروإعدادالفدائيينالمقاتلينلمواجهةالمستعمرالبريطانيوعملائهفيداخلالوطن.

لقد كان من نتائج الكفاح المسلح الذي خاضه اليمنيون كافة من أجل تحرير الجزء المحتل من قبل بريطانيا واحدية الهد ف وواحدية العلم وواحدية القدر والمصير في سبتمبر وأكتوبر الثورة اليمنية الخالدة عامي 1962 و1963م ، حيث تمكنت هذه الثورة من القضاء على المشاريع الانفصالية وأطاحت بالنخب التقليدية ذات النفوذ في المناطق التي سيطر عليها المستعمروالتي وقفت ضد الهوية اليمنية للجنوب وضد توحيده في دولة وطنية واحدة مع المحافظات الشمالية كخطوة على طريق التوحيد الكامل للوطن العربي الكبير، إلا أن بعض العناصر ذات الانتفاع المباشر من الاستعمار البريطاني ظلت تعمل لصالح الاستعمار وظلت النزعة العنصرية في نفوس المنتفعين من بريطانيا وعرضت خدماتها التشطيرية لكل من يدبر الكيد والغدر باليمن وواحدية ثورته ، ولعل ما يدور اليوم من الصراع في المحافظات الجنوبية والشرقية من الجمهورية اليمنية يسلك نفس السياسة التشطيرية التي استخدمتها بريطانيا (فرق تسد) ونفس الأدوات من التيارات الانفصالية التي تغلب خدمة أعداء اليمن على المصلحة الوطنية للجمهورية اليمنية والتي تحرك وتمول من لندن ، أما ما يمكن أن يدل على تغليب المصالح الخاصة على المصلحة الوطنية العليا لدى العناصر الانفصالية فهو تحركها من خارج اليمن للإضرار بالوحدة اليمنية.

رابعاً : السياسة الاستعمارية الجديدة وأدواتها القديمة :

إن التركيز على دراسة الأدوات الاستعمارية الجديدة يوصل المتابع للحالة الصراعية الراهنة في المحافظات الجنوبية والشرقية إلى نتيجة مفادها أن الأدوات الاستعمارية الجديدة هي نفسها أدوات الاستعمار القديم ، والذي اختلف في الصراع الاستعماري الجديد هو اتخاذ منهج جديد لتعميق التشطير والتقسيم من خلال ضرب العرب بالعرب بعد أن عجز الاستعمار الخارجي في فرض التشطير والتقسيم بكل وسائله المستخدمة بدرجة أساسية على اليمنيين وثانوية على العرب لمنع قيام الوحدة العربية بعد أن أدرك أن اليمنيين مصرون على الوحدة العربية ويرون أن لا مكان للأمة العربية إلا في وحدتها ، ولذلك أوحى إلى أدواته القديمة الجديدة في الجزيرة والخليج العربي للقيام بتنفيذ مخططه الاستعماري ، لاعتقاده أن تنفيذ هذا الدور سيحول دون قيام الوحدة العربية ويجعل العرب يلتهون عن مشروعهم الاستراتيجي القومي الإسلامي ، ناهيك عن أن هذا المخطط سيجلب المال الكثير نظير تكليفها القيام بهذا الدور، وفي ما يلي استعراض لتلك الأدوات القديمة الجديدة :

التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) :

التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) هو تكتل سياسي تأسس في سنة 2004م وبدأ يمارس أعماله التحريضية ضد الوحدة اليمنية في 7 يوليو من نفس العام ، ويركز على التأصيل لإنكار الأصل اليمني للمحافظات الجنوبية والشرقية ، ويسعى للعودة للتاج البريطاني الذي حاول نزع الهوية اليمنية في تلك المحافظات ويعتبر قيادات الحزب الاشتراكي الوحدوية غير منتمية لما يسميه الجنوب الذي كان يريده الاستعمار البريطاني ، ولتنفيذ المخطط الاستعماري القديم اتخذ من لندن مقراً له ، وتمكن من إطلاق وتشغيل قناة تلفزيونية فضائية مقرها في بريطانيا ، سميت (قناة عدن الحرة)، وخلال فترات بثها كانت تحرض على الانفصال ، وتقوم ببث بيانات علي سالم البيض الانفصالية ، الذي كان قد أعلن الانفصال في 21مايو 1994م بعد أن مارس الكثير من المخالفات الدستورية بهدف إشعال الحرب لتكن مبرراً لإعلان الانفصال ( ) .

المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب :

المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب وهو تحت قيادة (حسن أحمد باعوم) أحد قيادات الحزب الاشتراكي اليمني التي لم تكن راضية عن الوحدة اليمنية ( ، وينشط في محافظتي الضالع ولحج ، كما أن له بعض الحضور في كل من حضرموت وأبين وهو الفرع الأول للتجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) الذي اتخذ من لندن مقراً له .

اتحاد شباب الجنوب :

اتحاد شباب الجنوب وهو بقيادة فادي حسن باعوم الذي أنشأ كأحد مكونات المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب وينشط في عدد من المحافظات ، ومنها شبوة وأبين ولحج والضالع وحضرموت وهو تابع " لتاج" الذي ينكر الهوية اليمنية ويسعى لتنفيذ المخطط الاستعماري القديم لتشطير اليمن ، بمعنى أن الجماعات الانفصالية تستمد جذورها من الماضي الاستعماري الذي منح بعض السلاطين امتيازات غير قانونية بهدف زرع الشقاق والاختلاف ليتمكن من فرض السيطرة والهيمنة على المكونات الجغرافية والبشرية في تلك المحافظات من اليمن الواحد .

وقد حاولت بعض الجماعات توحيد الحركات الانفصالية في جنوب اليمنمثل (مجلس قيادة الثورة السلمية) بقيادة الجهادي القبلي طارق الفضلي الذي له مطالبه الخاصة الشخصية – أن ينصب نفسه ممثلاً رئيسياً لكل المحافظات الجنوبية من الجمهورية اليمنية ، كما كان قد عقد اجتماع في يناير 2010مفي بيروت بين الرئيسين السابقين لما كان يعرف باليمن الجنوبي (علي سالم البيض وعلي ناصر محمد) ، إلا أن حدة الخلاف على المصالح الشخصية قد حالت دون الوصول إلى صيغة موحدة للحركات الانفصالية ، إذ أسس الاستعمار البريطاني لاستمرار الصراع في تلك المحافظات فعلى الرغم من الشعارات الماركسية التي رفعها رفاق الحزب الاشتراكي الذي كان قد تحول في مساره الأيديولوجي إلى ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي واعتناقه للفكر الماركسي إلا أن ذلك لم يحل دون العودة إلى التأثير البريطاني الذي صنع سياسة التشطير ، فقد تجدد الصراع المناطقي والجهوي في المعارك الدامية في يناير 1986 بين جناحي الرئيس علي ناصر محمد” وجناح علي عنتر.

المجلس الانتقالي الجنوبي :

تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017م ويعد الفرع الثاني ( لتاج ) الذي يحرص على تنفيذ المخطط الاستعماري القديم ، حيث أصدر محافظ عدن (في ذلك الحين) عيدروس الزبيدي بياناً قال فيه إن المجلس يهدف إلى فك ارتباط جنوب اليمن عن شماله وتحقيق استقلال الجنوب بحدوده قبل إعادة تحقيق الوحدة عام 1990 ، فمنذ سيطرة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على الجنوب عقب العدوان الذي شنه التحالف ضد الجمهورية اليمنية في 26 مارس 2015م عملتا على تبادل الأدوار المشبوهة في السيطرة على مختلف مؤسسات الدولة اليمنية في المحافظات الجنوبية والشرقية ، وأنشأت أجهزة موازية للأجهزة الرسمية للدولة ، ومن ذلك ما تم استحداثه على المستوى العسكري والأمني من إنشاء أحزمة أمنية ونخب عسكرية في عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية لتعمل بديلا عن الأجهزة الرسمية التي عملت على إضعافها ، بل عملت الأجهزة المسيرة من السعودية والإمارات (باعتبارهما أدوات الاستعمار القديم المكلفة بتلبية رغبات القوى الاستعمارية) في محافظة عدن على التنكيل بأبناء المحافظات الشمالية وصادرت ممتلكاتهم وعرضتهم للإهانات غير المسبوقة .

تبادل الأدوار :

لقد بدت معالم تبادل الأدوار بين السعودية والإمارات عندما صرح أحد قادة المجلس الانتقالي في ديسمبر 2018م بقوله : إن الإمارات حليف إقليمي للمجلس الانتقالي الجنوبي ولديه مصلحة في إقامة دولة صديقة جنوب اليمن"( ) ، والدليل على أن الإمارات بدأت تمارس دورها أن السعودية لم تبدي أية تحركات لمواجهة الأعمال الانفصالية والعنصرية ، بل غضت الطرف عن تلك الأعمال العنصرية التي تفرق بين أبناء الجمهورية اليمنية ، فحين دعا المجلس الانفصالي في 7/8 /2019م ، أنصاره والقوات التابعة له للزحف على مؤسسات الدولة اليمنية ومنها القصر الرئاسي من أجل احتلاله ، وعندها صرح وزيرشؤون خارجية الإمارات بقوله : التطورات حول قصر المعاشيق مقلقة ، مفيداً أنه لا يمكن أن يكون التصعيد خياراً مقبولاً ( ).

خامساً : الموقف الوطني في الداخل من الحركات الانفصالية

إن دراسة الحركة الوطنية منذ 1940م تعطي مؤشراً مفاده أن الوحدة اليمنية هي الثابت الأزلي الذي لا يقبل القسمة أو التشطير ، وأن المحاولات الانفصالية هي الشاذ الذي لا ثبات له على أرض الواقع ، بمعنى أكثر توضيحاً أن السيادة المطلقة في الحياة السياسية والسيادية ومواجهة الغير وتحقيق المنافع المشتركة مع العالم لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الوحدة اليمنية ( أي الدولة اليمنية الواحدة والموحدة والقادرة والمقتدرة ) ، على اعتبار أن الإرادة الجماهيرية هي التي تجسد المشاركة السياسية التي تحقق النفع العام ( ) التي تعني المشاركة السياسية لكل المكونات الجغرافية والبشرية لليمن الواحد والموحد ، وتشير المراجع التاريخية أن اليمن كان وحدة جغرافية وسياسية واجتماعية واحدة عبر التاريخ ( ) .

كما تفيد المراجع التاريخية كذلك أن الحركات الانفصالية لم تظهر إلا في حالة ضعف السلطة المركزية وظهور الاطماع الاستعمارية التي كانت تستغل التناقضات الداخلية وتسعى لاستقطاب العناصر النفعية التي تغلب مصالحها الخاصة على المصالح الكلية للدولة ، ومن أجل ذلك لم نجد قبولاً شعبياً يقبل بالحركات الانفصالية يمثل الإرادة الشعبية الكلية على اعتبار أن الإرادة الكلية للشعب هي التي تملك الطموح الواسع الذي ينظر إلى سعة الدولة ويتناسب مع حجم الطموحات الشعبية ، واليمنيون أصحاب رؤى تاريخية وطموحات لا تقبل التقزيم والتشرذم ، وقد أجرى الباحث العديد من المقابلات وأشرف على العمليات الانتخابية للسلطتين التشريعية والمحلية وكذلك البناء التنظيمي في مختلف مراحل العمل الانتخابي والتنظيمي في المحافظات الجنوبية والشرقية ، كما مكث شهوراً عديدة في تلك المحافظات فلم يجد من يؤيد الحركات الانفصالية إلا النادر من الذين تضررت مصالحهم الشخصية عقب الوحدة اليمنية في22مايو1990م ، كما تابع خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من عام 2019م ردود الفعل لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية التي ظهرت في مختلف وسائل الإعلام (اثناء الاحتفالات بالعيد السابع والخمسين والسادس والخمسين) للثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر عامي 62- 1963م ضد تلك التصرفات التي وصفت بالرعناء وأنها لا تمثل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية بأي حال من الأحوال.

إن واقع حال المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية في الفترة الراهنة أكثر إدراكاً لأهمية وحدة الأرض والإنسان والدولة مما مضى من تاريخ اليمن الطويل ، فمرور قرابة خمس من السنين على العدوان الجائر على الأرض والإنسان اليمني ، وهو ما زال وسيظل صامداً في مواجهة العدوان ورافضاً لفرض التشطير والتقسيم لهو من أبلغ الرسائل الإنسانية للعالم التي تؤكد بأن اليمنيين وحدة واحدة ولا قبول لمن يخدم الاستعمار ويسعى لتنفيذ أجندتهعلى الأرض اليمنية ، وخير برهان عملي على ذلك في الميدان هو عدم قبول الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية والشمالية من الجمهورية اليمنية بأي عنصر يسعى لتشطير اليمن وتقسيمه ، وأن تلك العناصر لا وجود لها في الأرض اليمنية وهي خارج حدود الجمهورية اليمنية ورهن اعتقال قوى الاستعمار الجديد والقديم( ) التي وفرت لتلك العناصر الفنادق التي تمارس من خلالها التحريض على الوحدة اليمنية ، بل وغير مسموح لها بالتحرك خارج إطار الأجندة الاستعمارية المرسومة من تلك القوى.

تكتفي الدراسة بالإشارة هذه الخاصة بوحدة الجبهة الداخلية ، لأنها من وجهة نظر الباحث دامغة وبالغة الأثر في النفس البشرية السوية ، فالإنسان اليمني قد صبر وقدم التضحيات الجسام في مواجهة تحالف العدوان الذي يريد فرض التشطير والتقسيم على اليمنيين بقوة الحديد والنار ، ورفض كل العناصر التي جعلت من نفسها اداة طيعة لتنفيذ الأهداف الاستعمارية ، وبات على العالم والأمم المتحدة العودة إلى المبادئ الأخلاقية التي جاءت من أجلها تلك المنظمة ، ومن ثم الإدراك الواعي لدول العالم بأن المنافع والمصالحة المشتركة للعالم لا يمكن أن تتحقق في ظل تشطير اليمن وتقسيمه على الإطلاق ، فقد قدمت الوحدة اليمنية بياناً عملياً على مدى أكثر من ربع قرن من الزمن الذي مضى أنها عامل أمن واستقرار وضمانة أكيدة لاستمرار المصالح المشتركة للعالم.
سادساً : التحركات الانفصالية :

في مارس 2019م قام من مقر إقامته في أبوظبي من يعرف برئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي بزيارة إلى المملكة البريطانية ( )، بعد تنسيق كما يبدو مع جماعة تاج الانفصالية التي مقرها لندن التي كانت قد بدأت الحديث في وسيلتها الإعلامية(قناة عدن الحرة) ووسائل التواصل الاجتماعي عن مفهوم جديد طرحته الجماعات الانفصالية لإقناع الحكومة البريطانية بالتوجهات القديمة الجديدة ، وهو (الشراكة مع بريطانيا العظمى ) بهدف التأثير على الحكومة البريطانية ، حيث امتدح الاحتلال البريطاني لليمن ووصف الاحتلال البريطاني بالشريك السابق أمام لجنة التعاون والتنمية في مجلس العموم البريطاني بقوله : (إن بريطانيا لها تأثير إيجابي على شعب الجنوب ، وبحكم الشراكة القديمة والوجود البريطاني في السابق وما حققه من إرث ثقافي وحضاري وتقدم في النظام والقانون، أردنا أن تكون أول زيارة لبريطانيا باعتبارها كانت شريكا، والشعب الجنوبي له إرث طويل معها" ، الأمر الذي أثار السخط والسخرية في أوساط أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية من أحرار الثورة اليمنية الواحدة سبتمبر وأكتوبر ، حيث تصدى الكثيرون لمثل ذلك الطرح الذي استهان بدماء شهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر عامي 62و1963م .

إن ذلك الطرح الذي تبناه ما يعرف بالمجلس الانتقالي من أبرز الأدلة التي تؤكد أن الأدوات الجديدة هي نفسها الأدوات القديمة ، وهويذكر أحرار اليمن بلقاءلندنالذي عقد في 10 ديسمبر 1963ملمناقشةكيفيةتأجيرقاعدةعدنلبريطانياوقيمةإيجارهاوقانونالانتخاباتوالدستور الذي كان الاستعمار يريد فرضه على اليمنيين الأحرار قبل رحيله من الأرض اليمنية ، حيث أدرك اليمنيون حينها أن المستعمر يريد تشطير وتمزيق اليمن الواحد والموحد الأمر الذي عزز روح استمرار الكفاح المسلح حتى يتحرر كل شبر من الأرض اليمنية وقع تحت الاحتلال .

إن محاولة رهن الأرض اليمنية خدمة للمستعمر لم تقف عند التودد للمستعمر البريطاني فحسب ، بل تكرر ذلك من قبل المجلس الانتقالي أثناء زيارة الزبيدي لروسيا (في نفس الفترة) التي امتدح دورها في المحافظات الجنوبية من اليمن ، من خلال الحزب الشيوعي ، وهو النظام الحاكم للشطر الجنوبي قبل استعادة الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م ، ومن خلال تلك التصرفات التي تعرض السيادة اليمنية للخطر يستطيع الشعب بكل مكوناته الجغرافية والبشرية أن يدرك خطورة تلك العناصر المنتفعة على سلامة وسيادة الأرض اليمنية ، فقد كانت الصورة واضحة للعيان بالممارسات التي تمس سيادة الجمهورية اليمنية وتعرض أمنها ووحدتها للخطر من خلال مراسم استقبال فلاديمير ديدوشكين السفير الروسي الذي رفعت فيه أعلام الانفصال ، ورغم ذلك فقد صرح السفير الروسي بقوله : (أنه لا يرحب بتقسيم البلاد ولا بالإجراءات الانفصالية ، وأن موقف روسيا في هذا الشأن معروف وواضح وهو يدعم يمنا واحدا وموحدا) ( ).


الخاتمة

استشراف المستقبل
نتائج الدراسة البحثية:

إن ما تم عرضه سابقاً هو دراسة تحليلية موجزة للمشهد اليمني والتطورات الراهنة لأحداث الصراع في المحافظات الجنوبية والشرقية ، وبقي علي أن استعرض معكم نتائج الدراسة التحليلية التي تكمن بدرجة أساسية في مناقشة الفرضيات التي طرحت في مقدمة الورقة البحثية ، حيث أشارت الفرضية الأولى منها إلى أن ما تسعى إليه كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من خلال تحالف العدوان ضد سيادة الجمهورية اليمنية هو فرض التشطير والتقسيم بالقوة على اليمنيين ، فقد اتضح صحة ذلك الافتراض من خلال استمرار العدوان على الجمهورية اليمنية لقرابة خمس من السنين الجائرة على إنسان اليمن والذي استخدمت فيه كل أنواع أسلحة الدمار الشامل ، ومن خلال اعتقال ما يعرف بحكومة الشرعية( ) ، فيما نصتالفرضية الثانية على أن أدوات الاستعمار الجديد هي نفسها أدوات الاستعمار القديم وثبت صحتها من خلال ما استعرضته الورقة البحثية من الدراسة المقارنة بين أدوات الاستعمار القديمة والأدوات الاستعمارية الجديدة ، حيث بينت التحركات الانفصالية بجلاء مدى انغماس تلك الأدوات في الولاء للاستعمار القديم والجديد على حد سواء على حساب المصلحة الوطنية العليا للجمهورية اليمنية .

أما الفرضية الثالثة فقد أشارت إلى أهمية وحدة الجبهة الداخلية وأعدتها من أبرز عوامل دعم الحفاظ على وحدة وأمن وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية ، وقد ثبت صحة الفرضية من خلال الاستعراض الموجز للجوانب التاريخية التي رفض فيها اليمنيون التشطير والتقسيم ، فقد صبر إنسان اليمن وقدم التضحيات الجسام في مواجهة محاولات التشطير والتقسيم عبر التاريخ ، وقدم بياناً عملياً من خلال تصديه لتحالف العدوان الذي يريد فرض التشطير والتقسيم على اليمنيين بقوة الحديد والنار ، ورفضه لكل العناصر التي جعلت من نفسها اداة طيعة لتنفيذ الأهداف الاستعمارية ، وبقي أن تدرك الأمم المتحدة وخصوصاً مجلس الأمن الدولي أن اليمنيين قد صبروا كثيراً وأن التدخلات الخارجية في شأنه الداخلي قد ألحقت الضرر البالغ في وحدته وأمنه واستقراره وسلامة أرضه وكل ذلك أثر على الأمن اقليمي والدولي وأعاق المنافع والمصالح المتبادلة بين دول العالم ، ولذلك ينبغي أنتتوفر الإرادة الدولية المانعة للتدخلات الخارجية لتمكين اليمنيين من تحقيق الاستقرار والوفاق الوطني الشامل الذي لا يستثني أحداً بعيداً عن التبعية لأي طرف خارجي كان ، وهو ما بات على العالم والأمم المتحدة إدراكه والعودة إلى المبادئ الأخلاقية التي جاءت من أجلها ، ومن ثم الإدراك الواعي لدول العالم بأن المنافع والمصالحة المشتركة لا يمكن أن تتحقق في ظل تشطير اليمن وتقسيمه على الإطلاق وأن الوحدة اليمنية أعظم بيان عملي على مدى أكثر من ربع قرن تحققت خلالها المنافع والمصالح المشتركة للجميع دون استثناء وهي عامل أمن واستقرار والطريق الآمن لتبادل المصالح المشتركة مع العالم.

وبناءً عليه فقد بات واضحاً أن الإرادة الدولية لم تتوفر بعد رغم الادراك الواعي الذي عبرت عنه الدول الكبرى في رفضها للدعوات التشطيرية ، وفي هذه الورقية البحثية نخاطب الأمم المتحدة : أما آن الأوان لأن تترك الأمم المتحدة اليمنيين وشأنهم وتمكنهم من معالجة خلافاتهم الداخلية وترفع اليمن من تحت الفصل السابع ، وتعمل على إصدار قرارات تاريخية تمنع التدخلات الخارجية ؟، فاليمنيون أكثر قدرة على تحقيق الاستقرار والوفاق بعيداً عن التبعية أو التدخلات الإقليمية أو الدولية ، والجمهورية اليمنية بكل مكوناتها البشرية والجغرافية هي الأقدر على تحقق إرادة اليمنيين وإيصالهم إلى حق الاختيار الحر عبر صناديق الاقتراع المباشر دون وصاية أو تدخل خارجي .
التوصيات:
في ختام هذه الورقة البحثية أوجه الثناء والشكر والتقدير لجامعة صنعاء ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية على إتاحة الفرصة ، كما هو موصول لكل من شارك وشرفنا بالحضور والمناقشة واستميحكم عذراً في تقديم التوصيات التالية :
- العمل على ترسيخ مبدأ الولاء الوطني ذلك المبدأ الشريف الذي لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها .
- العمل على تبني المصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أحداً وفتح نوافذ جديدة للحوار بعيداً عن الأحكام الجزافية والأغراض الشخصية المضرة بالمصالح العليا للبلاد.
- العمل على إعطاء فرصة أكبر لشركاء العمل الوطني داخل الساحة الوطنية.
- العمل على منع التصنيفات المناطقية والمذهبية والعنصرية أياً كانت ، وممن تكن .
- منع التصرفات المخلة والمضرة بوحدة الجبهة الداخلية .
- الاستمرار في الحوار وفتح نوافذ جديدة في مجال العلاقات الدولية والاعتماد على الذات وعدم الركون على الغير .
- نطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي برفع اليمن من تحت الفصل السابع من الميثاق الأممي وإلزام دول تحالف العدوان بدفع التعويضات وإعادة إعمار اليمن وإصدار قرارات أممية تمنع التدخل الخارجي في الشأن اليمني .

تلك أبرز التوصيات وأرجو من الله العلي القدير أن يحفظ اليمن وأهله واحداً موحداً إنه على كل شيء قدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المراجع

1- هـ .ح - الطريقإلىالبحرالمفتوح – صحيفةاسترالية 1993م – ترجمةسالممنصر .
2- الدكتور/ عليمطهرالعثربي - التحولالديمقراطيفياليمندراسةتحليليةلتجربةالمؤتمرالشعبيالعامفيالفترةمنعام 1982مإلى 2015مكتابتحتالطبعص293 .
3- هيالمملكةالعربيةالسعوديةوالأماراتالعربيةالمتحدةوقطروالبحرينوالكويتوالأردنوالمغربوموريتانياومصروالسودانوارتيرياوالصومالوجبوتيوالولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانياوفرنساواسرائيلبالإضافةإلىبعضالفصائلالفلسطينية .
4- تصريحاتوزراءالرباعيةعشيةالاجتماعالذيعقدفيالرياضفي 25 سبتمبر/ 2016مالتينشرتفيوسائلالإعلامالمختلة.
5- وهيمشروعصهيونيأمريكيلتدميرالقدراتالعربيةذاتالسيادةالقادرةوالحيلولةدوننشؤالدولةالعربيةالواحدة .
6- محمدحسينالفرح–اليمنفيتاريخابنخلدون–الهيئةالعامةللكتابصنعاء 2001م.
7- عليمطهرالعثربي - التطورالسياسيفياليمنمنالدولةالمعينيةإلىعهدعليعبداللهصالح–مطابعالكتابالمدرسيصنعاء 2000م.
8- د/ أحمدبدر- أصولالبحثالعلميومناهجه–وكالةالمطبوعات–الكويت 1984م .
9- أحمدالصباب–الأسلوبالعلميفيالبحث–جدةدارعكاظللطباعةوالنشر 1980م.
10- د/اسماعيلصبريمقلد–العلاقاتالسياسيةالدوليةدراسةفيالأصولوالنظريات–مطبوعاتجامعةالكويت 1984م.
11- عليمطهرالعثربي - ملحمةالوحدةومستقبلاليمن–مطابعالكتابالمدرسيصنعاء 1996م .
12- سعيدالجناحي - الحركةالوطنيةاليمنيةمنالثورةإلىالوحدة – مركزالأملللدراساتوالنشر – صنعاء 1992م.
13- وثائقعنالثورةاليمنية –إعدادمركزالدراساتوالبحوثاليمني – دارالأدببيروت 1985م .
14- زايدبنسلطانرئيسالإماراتالعربيةالمتحدةوياسرعرفاترئيسدولةفلسطينويوسفالشريفوأحمدحمروشوغيرهم – كتابالوحدةاليمنيةبعيونعربيةلمؤلفهابراهيمالعشماوي – دائرةالصحافةوالطباعةوالنشرصنعاء 1991م.
15- د/ عليمطهرالعثربي–المبادئالعامةللجغرافياالسياسية–مركزالإعلامللطباعةوالنشروالتوزيعت/774585303 – صنعاء2019م .
16- لمزيدمنالاطلاعانظرنصقراريمجلسالأمن( 2014) و( و 2051 ) القرارالذياتخذهمجلسالأمنفيجلسته٦٦٣٤،المعقودةفي٢١٢٠١١أكتوبر .
17- د/عليمطهرالعثربي _ المشاركةالسياسيةفياليمنبينالتقليديةوالحداثة–مطابعالتوجيهالمعنوي–صنعاء 2008م.
18- محمدعليالأسودي – حركةالأحراراليمنيينوالبحثعنالحقيقة – دارالنشر(بدون) 1987م .
19- @AhmedBinFareed1وسعيدالجناحي - الحركةالوطنيةاليمنيةمنالثورةإلىالوحدة.
20- نشرتصحيفةالجارديانالبريطانيةتقريرابعنوان "اليمنعلىشفيرالهاوية" فيديسمبر 2018م.
21- عليمطهرالعثربي–الحالةالسياسيةفياليمنالمعاصرومكانةالمؤتمرالشعيبالعامبينالأحزابالسياسية–دراالمعرفةللطباعةوالنشرصنعاء 1993م.
22- https://almahrahpost.com/news/12342#.XXEoStLXK1s
23- https://alittihadnet.net/news5146.html) https://www.alomanaa.net
24- @AnwarGargash
25- https://www.youtube.com/watch?v=yyzFgn7_a9Y
26- https://m.aawsat.com/home/article/1647871


تمت طباعة الخبر في: السبت, 30-نوفمبر-2024 الساعة: 04:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/148391.htm