المؤتمر نت -

علي عبدالله صالح -
عوده حميدة

بسلامة الله وحفظه ..عاد المنتخب الوطني لكرة القدم بعد أدائه المشرف ومشاركته الفاعلة في مبارايات كأس الخليج في دورته الثانية والعشرين, محاطاً بحب أبناء الشعب اليمني وبمشاعرهم الصادقة والفياضة المليئة بالفخر والاعتزاز بأدائهم الرائع وبأن المنتخب وحّد قلوب اليمنيين من جديد..ووجه رسالة قوية لكل ذوي النزعات والأمراض المستعصية التي سكنت عقول ونفوس البعض ممن يحاولون العبث بمصير وطن ويريدون أن تعود عجلة التاريخ إلى الوراء , ويسيرون في الاتجاه المعاكس لطريق الجماهير المتمسكة بالوحدة, والمنطلقة إلى التغيير والرافضة لمن تجاوزهم الزمن.

لقد استقبلت صنعاء عاصمة الوحدة والجمهورية ومعها كل مدن وعزل وقرى اليمن الكبير أبناءها وفلذات أكبادها الذين رفعوا رأس كل يمني, وشكلوا مع جماهير المغتربين اليمنيين الأوفياء الذين احتشدوا في مدرجات ملعب الملك فهد الرياضي بمدينة الرياض وبحضور القيادات المؤتمرية لوحة وطنية فريدة مكللة بآيات المجد والإباء والتوحد والإخاء , مزينة بعلم الجمهورية اليمنية المحفورة ألوانه في قلب كل يمني بمن فيهم أولئك الذين يغالطون أنفسهم بأوهام ستتبخر بإذن الله وبفعل جيل الثورة والوحدة والحرية والديمقراطية..

فمرحباً بالمنتخب العملاق الذي قدم أداءً مشرفاً أبهر الكثيرين, وأحيا الأمل في نفوس اليمنيين بأن الفرج آتٍ لا ريب فيه, وأن الوطن سيتعافى بإذن الله وبإرادة أبنائه الصلبة التي أكدها أفراد المنتخب الوطني, وأثبت بأن الشعب اليمني مهما كان يعاني من شحة الموارد والإمكانيات أنه قادر على صنع المعجزات.. وعلى أن يتجاوز وطنه كل المعاناة والآلام والأوجاع التي خلفتها أزمة عام 2011م ولا زالت تداعياتها تجر أذيالها إلى اليوم, والتي أثقلت كاهل اليمن واليمنيين.

لقد شعشع فجر الأمل من قبل أولئك الشباب الأفذاذ الذين حفروا مكانتهم الرفيعة والعالية في قلب كل يمني , الذين أكدوا بأنه لا شيء يقف أمام إرادة الشعوب , وأن الشعب اليمني قادر بجهود كل أبنائه المخلصين وعطاءاتهم اللامحدودة على تجاوز كل الصعاب ومواجهة كل التحديات لقد كانت رسالة المنتخب الوطني المشارك في دورة كأس خليجي 22 ورسالة الجماهير المحتشدة في مدرجات الملعب الرياضي .. التي بعثوا بها من أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي, وعلى وجه الخصوص من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة تحمل عنواناً كبيراً وواضحاً: أن اليمن بخير , وسيكون كذلك دائماً طالما وشبابه يحملون همومه .. ويعبرون عن تطلعاته وأنه قادر على أن يفاجأ الجميع بما لا يتوقعونه, كما تفاجأوا بإعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية يوم الـ22 من مايو عام 1990م حينما ارتفع علم الجمهورية اليمنية خفاقاً يعانق عنان السماء من مدينة عدن الباسلة, عدن الحركة الوطنية, عدن النضال , عدن الكفاح المسلح, عدن الاستقلال والثورة, عدن الوحدة والنصر. وما خليجي عشرين ليس عنا ببعيد والذي أقيم في عدن الباسلة ومثل نموذجاً رائعاً من حيث التنظيم والحضور الجماهيري .

فمرحباً.. بمن يفتخر بهم الوطن ويفتخر بهم الشعب..
وأهلاً.. بما وحدوا مشاعر اليمنيين وجسدوا معاني الوحدة في أنصع صورها في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا .. ويعاني منه شعبنا.

مرحباً.. بمن جسدوا أروع صور التلاحم والتآزر والمحبة والإخاء مع إخوانهم الذين كانوا بحماسهم وعواطفهم خير زاد للمنتخب.

أهلاً.. بعودة المنتخب العملاق الذي كان أداؤه أبلغ رد .. على تخرصات واستهزاء البعض .. وألقمهم حجراً.. وأكد لهم بأن الفقر ليس عيباً وإنما كان دافعاً لإثبات الذات الأبية لكل يمني.
وتحية صادقة .. من قلب مليء بمشاعر الفخر والاعتزاز لأبنائنا وإخواننا المغتربين الذين كانوا وسيظلون مصدر فخر كبير لي.. سواءً عندما كنت متحملاً مسئولية قيادة البلاد, أو بعد أن سلمت السلطة وأصبحت واحداً منهم .. استشعر معاناتهم.. وأفرح لسعادتهم ونجاحهم.

وتحية تقدير: لكل يمني ويمنية سواءً داخل الوطن أو في بلدان المهجر الذين كانت قلوبهم مع أبنائهم وفلذات أكبادهم الذين كانوا يرسمون لوحات النصر وفي حركة دائبة في أرض ملعب الملك فهد مستمدين قوتهم وثباتهم وإصرارهم من تلك المشاعر الوطنية الفياضة.

اليمنييون .. بكل قواهم السياسية والاجتماعية وبكل فئاتهم وشرائحهم فخورون كل الفخر بأداء منتخبهم الوطني مهما كانت النتائج, فليس مهماً كم حقق المنتخب أهدافاً .. ولا ما أحرزه من فوز.. فقد كان المهم أنه أثبت وجوده وذاته كرقم مهم وصعب وفاعل ومتفاعل, في دورات كأس الخليج, وقدم صوره رائعة في الصمود والاستبسال ونكران الذات.

وتحية من القلب.. لكل المشاعر الأخوية المخلصة التي عبر عنها الأشقاء تجاه منتخب اليمن , وللمتابعين والمهتمين والمحللين الذي آزروا المنتخب.

وحفظ الله اليمن وأبناءها.. ومنه جلت قدرته نستمد العون والتوفيق ليخرج اليمن من أزماته.. وأن يوحد بين قلوب أبنائه.
متمنياً لمنتخب اليمن البطل المزيد من الانتصارات .. والتطور والنجاح , والإسهام الفاعل للارتقاء بمستوى الرياضة اليمنية .. باعتبارهم عماد الحاضر وقوة المستقبل الأفضل بإذن الله تعالى.
....................

*رئيس الجمهورية السابق
رئيس المؤتمر الشعبي العام

صنعاء : 22نوفمبر 2014م
29 محرم 1436هـ
تمت طباعة الخبر في: السبت, 30-نوفمبر-2024 الساعة: 10:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/120077.htm