المؤتمر نت - علي‮ ‬عمر‮ ‬الصيعري‮
علي‮ ‬عمر‮ ‬الصيعري‮ -
التاريخ‮ ‬لا‮ ‬يكذب‮ ‬صنَّاعُه‮
في 42 نوفمبر 9891م، وقبل خمسة أيام على توقيعه اتفاق عدن التاريخي ، وقف الزعيم المعلّم علي عبدالله صالح ـ حفظه الله ـ أمام الدورة الاستثنائية الثانية للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ليقول بصريح العبارة : (إن الطريق السوي لقيام الوحدة اليمنية ينبغي أن يسير‮ ‬في‮ ‬اتجاه‮ ‬الوحدة‮ ‬الاندماجية‮ ‬وإن‮ ‬هذه‮ ‬الوحدة‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬تقترن‮ ‬بالديمقراطية‮).‬

وفي فندق »جولدمور« بعدن كان هذا الطريق الذي اختطه الأخ الزعيم ، يتطلب شجاعة استثنائية وموقفاً حازماً للتمسك بالوحدة الاندماجية في مواجهة خياري »الفيدرالية« والكونفيدرالية« ، مستنداً في محاججته تلك إلى حقائق ووقائع تاريخية كوَّنت الإرث السياسي الوحدوي لليمن منذ ما قبل الميلاد ثم على امتداد فجر الإسلام ، فعهود الخلافة الإسلامية وباستثناء فترات قصيرة من التجزئة لم ينقطع ذلك التاريخ الوحدوي إلا في عهد الأتراك في الشمال والاحتلال البريطاني في الجنوب.

وبقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو عام 1990م أعلن الرئيس علي عبدالله صالح التعددية السياسية الحزبية ، وحرية الرأي والصحافة على طريق التحول صوب النهج الديمقراطي الذي أثمر بالفعل أول تجربة ديمقراطية بانتخابات ابريل عام 1993م البرلمانية، لتتوالى بعدها خيرات الوحدة‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والتنمية‮ ‬بفضل‮ ‬الرؤى‮ ‬والتوجه‮ ‬الصائب‮ ‬لفخامة‮ ‬الأخ‮ ‬الزعيم‮..‬

في العيد الوطني الثالث عشر ، ومن باب استقراء دروس وعبر تاريخ وحدتنا اليمنية ، وفي سياق الدليل على صوابية النهج الذي حقق به الأخ الزعيم الوحدة وعزز من مداميكها وتطورها ، قال الأخ الدكتور عبدالكريم الارياني ، في مقابلة ضافية لـ»26 سبتمبر« لعددها الصادر في 22‮ ‬مايو‮ ‬عام‮ ‬2003‮ ‬قال‮ : ( ‬والآن‮ ‬بنظرة‮ ‬إلى‮ ‬الوراء‮ ‬لو‮ ‬تمت‮ ‬وحدة‮ ‬فيدرالية‮ ‬لكان‮ ‬من‮ ‬السهل‮ ‬تمزيقها،‮ ‬ولو‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬مقرونة‮ ‬بالديمقراطية‮ ‬لكان‮ ‬أيضاً‮ ‬من‮ ‬السهل‮ ‬تمزيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮)..‬

واليوم .. ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة ، تتعزز بجلاء حكمة الأخ الزعيم وصوابية نظرته الثاقبة والمستشرفة دائماً برؤية استباقية تستوعب المعطيات وتستقرئ المتغيرات حينما كان يؤسس للوحدة ويشترط اقترانها بالنهج الديمقراطي ، بل وهو يحرص‮ ‬على‮ ‬عدم‮ ‬التأخر‮ ‬في‮ ‬اعلانها،‮ ‬وإلى‮ ‬هذا‮ ‬أشار‮ ‬الأخ‮ ‬الدكتور‮ ‬الارياني‮ ‬في‮ ‬ذات‮ ‬المقابلة‮ ‬السالفة‮ ‬الذكر‮ ‬إلى‮ : ( ‬ان‮ ‬إعلان‮ ‬الوحدة‮ ‬لو‮ ‬تأخر‮ ‬عن‮ ‬22‮ ‬مايو‮ ‬1990م‮ ‬لتدخلت‮ ‬قوى‮ ‬داخلية‮ ‬وخارجية‮ ‬لإجهاضها‮).‬

ومن هنا يتأكد لنا يوماً إثر يوم أن حكمة وحنكة واقتدار الزعيم المعلّم على بناء وطن الثاني والعشرين من مايو وتعزيز نسيج وحدته الوطنية والذود عن مكاسبه وإنجازاته ونهجه الديمقراطي.. كل ذلك قطع الطريق أمام محاولات قوى الداخل والخارج لتمزيق الوحدة اليمنية بكافة الطرق والوسائل ومُنيت محاولاتهم بالفشل.. ولا يزال الوطن متماسكاً ومتمسكاً بوحدته، مستنداً في ذلك على حزبه الرائد المؤتمر الشعبي العام تحت القيادة الحكيمة للزعيم، وواقفاً بالمرصاد لمن يحاول المساس بهذا المنجز العظيم.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 12:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/117030.htm