المؤتمر نت - على غير المألوف بدت مدينة المحويت القديمة، بعد أن اكتست مؤخراً مبانيها المعمارية العتيقة بمادة الجص وكأنها مختلفة تماما عن مدينة اعتاد قاصدوها رؤيتها بثوب أصيل غير مزيف كان قد أكسبها خصوصية ميزتها عن سائر المدن الحضارية اليمنية على مدى قرون خلت.
أكثر من (500) منشأة معمارية قديمة....
المؤتمر نت- محمد السياغي -
تحت ضغط السلطة المحلية..المحويت تستقبل قاصديها بقناع زائف
على غير المألوف بدت مدينة المحويت القديمة، بعد أن اكتست مؤخراً مبانيها المعمارية العتيقة بمادة الجص وكأنها مختلفة تماما عن مدينة اعتاد قاصدوها رؤيتها بثوب أصيل غير مزيف كان قد أكسبها خصوصية ميزتها عن سائر المدن الحضارية اليمنية على مدى قرون خلت.
أكثر من (500) منشأة معمارية قديمة موزعة بين مسجد، ومنزل، وقصر وسور وحصن، فوق جبل شاهق يشرف على عدد من الوديان والمدرجات الزراعية يشكل واحداً من امتدادات جبال السراة.. وهي مجتمعة تشكل قوام مدينة المحويت القديمة (120) كم شمال غربي العاصمة صنعاء والمعروفة بالمصنعة.
وقد شكل الحجر المعروف "بالعباصري، والأخشاب، والقضاض وبعض مواد البناء الأخرى من المواد الخام لتشكيلتها البنائية وبما ينسجم مع البنية الطبيعية الجبلية للمنطقة.
وترجع المصادر التاريخية تاريخ المدينة القديمة إلى عصور الممالك اليمنية القديمة.. وما يميز البناء المعماري لمدينة المحويت التجانس والتناسق المعماري لمنشآتها في تصميماتها الفنية الدقيقة وشكلها الهندسي البديع مع ثنايا البيئة الطبيعية المحيطة، لدرجة توحي وكأنها جزء من تلك الطبيعة وهي مجتمعة تشكل كتلة هندسية متماسكة تتسابق فيما بينها لمعانقة السماء.
وإضافة إلى ذلك فإن نشأتها المعمارية في منازل وقصور وسماسر وقلاع ومساجد ومدارج وأسواق وأحزمة وسدود ومداعن تمثل وحدة واحدة تتكامل بنيتها بامتداد مناطق المحافظة.
لكن ما يلفت الانتباه أن المدينة في الآونة الأخيرة بعد (تبييض) منازلها ومنشآتها المعمارية العتيقة بمادة "الجص، السميك من الخارج فقدت جزءاً كبيراً من خصوصيتها هذا إن لم نقل كاملها.
وليست مدينة المحويت القديمة وحدها من أقدم الأهالي على طمس معالم وملامح بنائها المعماري المميز تحت ضغط إجراء قسري أجبروا -كما يقولون- عليه من قبل السلطة المحلية بالمحافظة.. حيث أن مدينة الرجم تفاجئ الزائر أولاً وخاصة بمن سبق له زيارتها بذات اللون الشاذ الذي يغطي معالمها لدرجة توحي وكأنها مدينة أخرى هي التي كانت في استقباله وليس واحدة من معلقات المحويت الفاتنة.
ويتقاسم أهالي المحويت والرجم مع القاصدين الاستياء والامتعاض لما لحق بالمدينتين من تشويه مع فارق وضع كل منهما حتى أن البعض لا يصل في الأمر إلى حد الانتهاء بل إلى حد وصف ما حصل من تشويه غير مبرر "بالجريمة".
والمؤسف أن الانتقادات التي وجهت للسلطة المحلية بالمحافظة على كثرتها لم تسفر عن اتخاذ إجراءات عملية تتلافى الخطأ بقدر ما أفضت إلى نوع من التجاهل واعتبره بعض الأهالي ضوءاً أخضرَ لإزالة هذه المخالفات.
لكن أحداً من أبناء المدينة لم يقدم على إزالة الجص لو لم يكن مرغماً تحت ضغط السلطة المحلية في البداية.. وهو ما دفع البعض إلى تحميل السلطة المحلية مسئولية إزالتها.. وحذا بالبعض الآخر تبرير ادعاء محاولاته المتكررة في إزالتها بالفشل أمام قوة المادة الجصية وتماسكها بالبناء.
وبقدر ما يثير العبث بالمعالم وتشويه لغتها وإشراقاتها الحضارية لدى مختلف الأوساط المهتمة حالة من الاستياء بقدر ما يطرح عدم الاهتمام بها العديد من التساؤلات حول حمايتها من جهة وحول بروز دور فاعل للسلطة المحلية في تطبيق القوانين الخاصة لحماية المعالم الحضرية بدلا من تتبع إجراءات تخالف ذلك.
وقد مثلت مدينة المحويت بطابعها المعماري الفريد، ومعالمها الأثرية والتاريخية والسياحية والطبيعية المقصد الأول للكثير من الوافدين للبلاد على مدى السنوات الماضية سواء الوفادة المحلية أو الرسمية أو السياحة العربية والأجنبية.
وشكل الطراز المعماري للمدينة عنصراً أساسياً مهماً في نسج الأهمية التي باتت تحظى بها بشكل لافت عقب قيام الوحدة اليمنية والمساعي الحكومية الرامية لجعلها أهم مدن الصناعة السياحية؛ بيد أن ذلك بدأ مستحيلاً.



تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 12:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/11598.htm