من جديد تطل علينا شياطين العنف برؤوسها المريعة كشجر الزقوم.
التكفير وقذف المؤمنين واستحلال دمائهم والتربص بأرواح عباد الله وغرز رماح التكفير في خواصر هم ،أخطار تغادر أماكنها تحت الرماد إلى سطح الحياة.
ومن الكهف نفسه ذلك الذي يصنع التخلف ويطهو الشرور وقد انطلقت منه جمرات التكفير والتي لم تكد تخمد، هاهي الجمرات ذاتها ومرة أخرى تتطاير لتحصد روؤساً وتشعل فتناً وتريق دماء .
ولا اعني بذلك سوى ما افزع مجتمعا ًبكامله عندما انبرى خطيبان لتكفير أمهات أبنائنا في بيوت العلم ،آلاف من التربويات ممن يعشن مع الفضيلة ويسهرن على نشرها في وجدان جيل أصبن برماح التكفير .
ولحقهن من الإساءات ما يشهد لهن بالكمال على قاعدة(وإذا أتتك مذمتي من ناقص ....).
إن النقص الذي تعانيه الرؤوس المتسخة هو نقص لا ينحصر ضره في الأجساد التي تحمله .فحين يعطى لمجنون حسام ثم يقال له اذهب لكي تلعب مع الأطفال فإن المؤامرة مشتركة وتتمثل في التحريض والشيء نفسه حين يعطي منبر لمجنون أخر ثم يقال له هلم أفتِ.
إن الخطر داهم وان كرة الثلج تكبر وتكبر ويوما ما، وقد بدأت نذره الشريرة تدق الأبواب ستحال كرة الثلج إلى حمم بركانية ستحرق كل من تلتقيه أو تمر من جواره .
على العقلاء في مجلس النواب وفي الأحزاب الوطنية البدء بدور يدل على أن هناك من لايزال يستطيع القلق على المستقبل .
إن نقطة تصحيح الخطأ وتأمين المستقبل تبدأ اولاً من تأمين بيوت الله من أن تصبح مدفعاً وبوقاً لقذف الأعراض ووسيلة لرمي الشرور .
بالأمس كُفر الدكتور ياسين سعيد نعمان وقتل الشهيد جار الله عمر بطلقة التكفير نفسها و اليوم تحاول تلك الرصاصات أن تشق صمت المتواطئين من أحزاب وشخصيات وجهات رسمية كي تصل إلى رؤوس الأمهات المؤمنات القانتات.فهل من متعظ؟!
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 01:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/11152.htm