المؤتمر نت - حنان حسين

حنان حسين -
صالح وشماعة الأخطاء
منذ تسلم الرئيس السابق السلطة والى اليوم وربما غداً وحتى بعد مائة عام سيظل علي عبد الله صالح شماعة الأخطاء الأكثر استخداماً من قبل العاجزين وغير القادرين على أداء عملهم على الشكل المطلوب، فكلما حدث شيء سرعان ما تتسلط أصابع الاتهام باتجاه صالح .

فرغم ما نشاهده منذ تشكيل حكومة الوفاق واللجنة العسكرية إلا أننا نرى البعض دوماً يرمون تعثرهم وفشلهم باتجاه ما اختلقوه من مبرر أسموه (الحكم العائلي و إسقاطه ).

ورغم تحقيق الرئيس هادي مطالبهم بإقالة أقارب الرئيس السابق ومواليه والقرارات التي وقف المؤتمر الشعبي العام لها طائعاً صابراً ،إضافة للإقصاءات التي تتم في بعض الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية ؛ إلا أن الأمر لم يشبع عطشهم مطلقاً فبقاء قائد الحرس الجمهوري أصبح الآن الكرت الأكثر قوة واستخداماً من قبلهم بحجة هيكلة الجيش.

وبما أن قائد الفرقة الأولى المدرع سارع للانضمام لما يسمى ثورة وكذلك بعض المشايخ الملطخة أيديهم بالدماء والغارقون بالفساد أصبحوا اليوم قياديين بارزين في الدولة بل وأصحاب القرار فيها سراً أو علانية ، رغم أنهم كانوا شركاء أساسيين في النظام ، ورغم أن خروج الشباب كان ينادي بإسقاط النظام كاملاً ولم يكن المقصود صالح وأولاده فقط وبقاء علي محسن وأولاد الأحمر كما حدث ورغم سلبيات النظام في عهد الرئيس السابق إلا أن صالح أثبت وللعالم كله أنه الرجل الأكثر حكمة وقوة والأكثر تسامحاً عمل على تسليم السلطة سلمياً ليد أمينة والتزم هو وأعضاء حزبه بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وجنب الوطن الغرق في بحر الدم الذي كان يسعى إليه الكثيرون من تجار الحروب الذين أرادوا الوصول إلى كرسي السلطة على جثث ودماء اليمنيين .

رحل صالح من القصر الرئاسي لكنهم ظلوا يتهمونه بامتلاك القوة الخارقة الجبارة كسبب في سوء الوضع في اليمن وظلت مقولتهم المبررة لفشلهم وأخطائهم هي أن علي عبدالله صالح لا يزال يتحكم بالوضع السياسي إلا أن تبرير الفشل يحتل النصاب الأكثر رواجاً لديهم ،فلم تنته سلسلة الاتهامات بعد فعلي عبدالله صالح هو من أدخل القاعدة وهو المسئول عن تفجير أنابيب النفط وأعمدة الكهرباء وهو المسئول عن ارتفاع الأسعار كما أنه المسئول عن الخلاف الناشب بين اللقاء المشترك وهو المسئول عن التفجيرات والاغتيالات ورغم أن الاغتيالات دوماً ضحاياها مؤتمريون فهو من يغتال مواليه ، كل شيء سلبي في اليمن سببه صالح هذا الرجل الأسطورة الرجل العنكبوت هو أيضا مسئول عن إعصار ساندي ومقتل ميماتي في مسلسل وادي الذئاب كما أنه المسئول كذلك عن نفاد النفط من الخليج العربي مستقبلاً ، وحتى إن خرج من اليمن أو توفي سيظل شبحه فزاعة ترافقهم .

كم يثيرون الضحك بهذه الأقاويل فتتولد لدينا القناعة التامة بأنهم لا يصلحون لتلك المهام الموكلة إليهم كونهم يبحثون دوما عن مبررات فشلهم بدلاً من إثبات نجاحهم فالأحرى بهم تقديم استقالتهم وإتاحة المجال للشرفاء لقيادة دفة الوطن إلى بر الأمان وتمكين المواطن من أخذ حقوقه وأداء واجباته تحت مظلة الأمن والاستقرار في اليمن .

هنا لا أدافع عن صالح ولا يهمني الدفاع عنه ولست أبرئه فهو السبب في تمكين هؤلاء منذ البداية لكن يعنيني الحاضر والمستقبل إلى متى ستظل شماعة علي عبدالله صالح مبرراً لفشلهم ، حكومة كاملة أقول كاملة رغم المناصفة فالوزارات التي بيد المؤتمر لا تجيد بكل صراحة غير الصمت ومحاولة التهدئة أو مسايرة الأوضاع ، لا أدري.

وعندما أتصفح أقوال بعض قيادات الأحزاب أجدهم يرددون أنه لن تتحسن الأمور إلا إذا خرج صالح وعائلته من اليمن ، بالله عليكم أي عجز وفشل وسطحية وعقلية لديهم ، تسليم صالح للسلطة لم يكفهم بل زادوا على ذلك مطالبتهم تجريده من حقوقه كمواطن يمني لديه كافة الحقوق والواجبات التي كفلها الدستور والقوانين فعلاً يثيرون مع الأسف الاستغراب ، فإذا لم يستطيعوا إدارة البلد رغم كل الدعم الخارجي والمناخ الملائم لهم فمتى يستطيعون إدارته إذاً.

وضع مأساوي جداً يفترض بدلاً من مراقبة منزل صالح ومن زاره ومن استقبل أن يتصرفوا بمسؤولية عالية وحس وطني بعيدا عن النقد والتشهير والاتهامات الباطلة والشخصنة والولاءات الحزبية والشخصية والقبيلة التي لا تخدم سوى مصالحهم.

رغم علمي أن البعض سيقول إننا بمرحلة حرجة أسابق بالإجابة بجملة واحدة “الجواب باين من عنوانه”، ونصيحتي للعتاولة المبجلين اثبتوا للشعب ولو لمرة واحدة فقط أنكم تعملون من أجل الوطن ومصالح المواطن اليمني البسيط، وإذا لم تستطيعوا ذلك فدعوا المثقفين الشباب الذين يحملون الكفاءة والمحبة والتآلف في قلوبهم واستيعاب بعضهم البعض ولا يعرفون التعصب الحزبي والقمع والإقصاء
.
فصالح مستمر في استقبال محبيه ، وأنتم استمروا بفشلكم الذي كل يوم يمر نشعر بفداحة ما صنعنا وبعد ذلك كونوا على ثقة أن الصالح باقٍ في اليمن خرج أم توفي لن يغير ذلك من عجزكم شيئاً ، فتداركوا بقية الشهور ولن تتداركوها بل ستظلون على صراعاتكم الحزبية والاختلافات الطائفية والمذهبية التي لن تنتهي لأنه يبدو أن لا برنامج معكم غير برنامج المبررات والإقصاء ودمتم ياعتاولتنا المبجلين.

*مدرس مساعد ــ كلية الحقوق جامعة تعز.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 02-ديسمبر-2024 الساعة: 01:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/103163.htm