الأحد, 20-أبريل-2025 الساعة: 06:06 م - آخر تحديث: 02:00 ص (00: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
-
(الفوضى اللاخلاقة)..!!
خطورة "الفوضى اللاخلاقة" التي تستشري كالفيروس المدمر في المنطقة العربية تكمن في أنها قد كشفت عن أن هناك من ظل ينتظر طغيان هذه الفوضى اللاخلاقة لركوب الموجة وتعميم أفكارها الهدامة لإحداث شروخ غائرة في النسيج الاجتماعي والسياسي والوطني داخل المجتمعات العربية التي هي بحاجة أصلاً إلى تعزيز تماسكها وتوحيد صفوفها من أجل الإمساك بإمكانات التطور والنمو وتحقيق الرخاء.

لقد سارت الأحداث في العديد من الساحات العربية خلال الفترة القليلة الماضية بصورة توحي بأن هذه المنطقة تنتظرها مسيرة مرهقة إن لم تكن مسيرة بلا نهاية من التعقيدات والنزيف الدامي بفعل حالة التحفز التي ولدتها حمى "الفوضى اللاخلاقة" لدى بعض القوى السياسية والحزبية التي وجدت في هذه الفوضى باعثاً على تحقيق بعض أهدافها التي من الصعب عليها الوصول إليها من دون تلك الفوضى، بعد أن فشلت هذه القوى والتيارات في اتباع الطرق الآمنة التي تمكنها من بلوغ تلك الأهداف، ومن ذلك الوسائل الديمقراطية التي تُعد من أفضل الوسائل الحضارية للتداول السلمي للسلطة وتحقيق التطلعات الذاتية والحزبية والسياسية.

والمؤسف أن تتلقف تلك القوى شيطان "الفوضى اللاخلاقة" دونما اعتبار لما ينجم عنها من خراب ودمار وفتن وأزمات وانعكاسات وأضرار فادحة على أوطانها ومجتمعاتها، وأكبر مثال على ذلك النتائج الكارثية التي أحاقت بمصر الشقيقة والتي سيدفع ثمنها باهظاً المجتمع المصري الذي تعرض اقتصاده لخسائر بالغة لا يمكن تعويضها خلال شهر أو شهرين بل تحتاج إلى سنوات غير قليلة فقط لاستعادة هذا الاقتصاد عافيته، ناهيك عما رافق الأحداث من حالات اغتصاب وانتهاك للأعراض وسرقات ونهب وسطو على ممتلكات المواطنين والمنشآت والمرافق الخدمية التي طالتها أيادي العبث والتدمير والنهب والتخريب، مع أنها في الأساس ملك للشعب.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل من الحكمة أن تندفع بعض القوى لاستغلال ظروف بعض الشباب ومعاناتهم فتتصدر الموجة في هذا البلد أو ذاك وتقوم بدفع أولئك الشباب إلى استهداف أمن واستقرار وطنهم وضرب اقتصاده وتدمير إنجازاته التنموية والاجتماعية والثقافية وبما يعود بهذا البلد أو ذاك إلى الوراء عشرات السنوات وتحويله إلى فريسة للفتن الداخلية التي لا فكاك منها دون حمامات دماء وخراب ودمار؟!.

ولا ندري كيف لمن يسعى إلى استخدام وسائل الهدم أن يرفع شعار التغيير والبناء والإصلاح، وهو بذلك العمل التخريبي يدمر كل ما هو قائم ويدك كل سقف مرتفع ويهلك الحرث والنسل ويحرق الأخضر واليابس ويثير القلاقل التي تنزلق بالجميع في دوامة العنف والعنف المضاد؟!!.
فالمعلوم أن من يبني مشروعه على قاعدة "الفوضى اللاخلاقة" وانتهاز الفرص والمنهج الميكافيلي المستند على مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" أو على قاعدة "أنا ومن بعدي الطوفان"، يستحيل أن يكون مُصلحاً أو أداة من أدوات البناء أو التغيير للأفضل!!.
وقد جربنا، نحن في اليمن، كما جرب غيرنا مثل هؤلاء، وأثبتت هذه التجربة المريرة أنهم يقولون ما لا يفعلون إذ لم يحققوا شيئاً لشعوبهم عدا أنهم جرعوها الكثير من المآسي..!!.
وأمام الحمى المتصاعدة لدعوات "الفوضى اللاخلاقة" نقول لمريدي هذه الفوضى أنه لا توجد فوضى خلاقة أو بناءة وأن الفوضى هي الفوضى ولا ينتج عنها سوى الكوارث والأهوال والمآسي والويلات.

وعلى مثل هؤلاء المصابين بداء حمى هذه الفوضى إذا ما أرادوا تحقيق جاه أو منصب أو حضور أو ظهور، أو بلوغ هدف لهم أن يسلكوا الطرق الآمنة والمشروعة بعيداً عن دغدغة عواطف البسطاء والعزف على همومهم في الهواء، وأن يستوعبوا حقيقة أنه وحينما تسيل دماء الناس في الشوارع والطرقات وتنهب أموالهم ويُعتدى على ممتلكاتهم تحت يافطة "الفوضى اللاخلاقة" فذلك هو منتهى الاستخفاف بقيم الحياة وسُننها!!.. ومن يلجأ إلى ذلك إنما يؤسس لشريعة الغاب التي إذا ما حلت فإنها ستجرف الجميع دون استثناء لأحد إلى مهاوي الهلاك، خاصة في مجتمع مسلح كمجتمعنا اليمني الذي يختلف عن المجتمع التونسي أو المصري، حيث ينتشر السلاح في كل يد، ولن تؤدي أية حماقة يرتكبها البعض لزرع الفتنة إلاّ إلى نتائج دامية وكارثية.
فهل هناك من يعقل؟!
*افتتاحية صحيفة الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025