وفاة عميد الأدب الأمريكي توفي عميد الأدب الأمريكي نورمان ميلر، السبت، عن سنّ ناهزت 84 عاما، في أحد المستشفيات بعد أن خضع لجراحة على الرئة، بعد أن سيطر لعقود على الحركة الأدبية والفكرية، بأسلوبه الجريء الذي ميّز أشهر رواياته "العراة والموتى" وفقا لما أعلن متحدث باسمه. وتوفي الأديب بعد فشل في أعضائه الحيوية في مستشفى جبل سيناء، وفقا لما أفاد به المتحدث باسمه ميخائيل لينون المشرف أيضا على تدوين سيرته الذاتية. وبدأ ميلر مسيرته الأدبية ككاتب روايات قصيرة في الصحف الأمريكية أشهرها "جيوش الليل" ليبلغ أعلى مراتب الشهرة بإحرازه مرتين على جائزة بوليتزر الشهيرة. وكان الكثير من كتابات ميلر مثيرة للإعجاب، فيما كان بعضها أيضا محلّ انتقاد واسع، غير أنّ أي واحدة منها لم تحظ بجائزة افضل رواية أمريكية. وتماما مثل كتاباته، رسم الأديب الراحل صورة مختلطة تضجّ بصخب الحياة التي قضّى بعضها على الهامش عائشا حياة المجون والليل وبعضها هادئا فيلسوفا، وتزوج ستّ مرات وقتل ثاني زوجاته أليس في سنة 1960 بطعنات قاتلة، أثناء حفل ماجن، لكنه نجا من العقاب بفضل مستشفى الأمراض العقلية. وتعرض لعدد من محاكم الطلاق الشهيرة حتى أنه قال في احد اللقاءات "إنّ المرء لا يعرف شيئا عن المرأة حتى يلتقي بها في قاعة المحكمة." ولميلر تسعة أطفال وسبق أن تقدّم لمنصب عمدة نيويورك، وأنتج وأخرج خمسة أفلام يقول بعضهم كانت ردئية فيما يشدد البعض على نجاحها ناهيك أنّ الأسطورة مارلين مونرو كانت إحدى بطلاته. وولد ميلر في عام 1923 في لونغ برامش بنيوجرسي من أب محاسب ولد في جنوب أفريقيا وأمّ كانت تدير وكالة للأعمال المنزلية والتمريض، قبل أن ينتقل الجميع إلى بروكلين التي وصفها لاحقا بأنّها "أفضل بيئة يهودية آمنة في أمريكا." ولميلر شهرته الواسعة في الحياة الاجتماعية التي تسير جنبا الى جنب مع صخبه وغزارته الأدبية، فهو واحد من أعظم روائيي العالم فضلا عن كونه كان يتحدى أبطال الملاكمة، كما أسس منظمة لمراقبة وكالة الاستخبارات المركزية. واهتم ميلر في أعماله بمختلف القضايا الأمريكية ، الجيش والسياسة وقضايا المرأة، وغزو الفضاء. كما كتب عن شخصيات شهيرة مثل مارلين مونرو ، ازوالد، محمد علي كلاي، هنري ميلر وبيكاسو وعن المسيح. واستقطب كتابه "انجيل الإبن" الاهتمام حين رأى بعضهم في الرواية ضربا من الاعجاز الأدبي، فيما اعتبره بعض آخر عديم القيمة الأدبية. وكان نورمان ميلر يعتقد أن هناك أسبابا أساسية غير معلنة وراء قرار الرئيس بوش وجماعته شن حرب ضدّ العراق. ومن هذه الأسباب استنتاجهم أن السبيل الوحيد لإنقاذ أميركا وانتشالها من انحدارها الحالي يستدعي تطوير نظامها إلى حضور عسكري أعظم شأنا، والسير بها نحو جعلها امبراطورية. ويرى ميلر أن هناك مظاهر للانحدار الأمريكي من بينها فضائح الشركات، والكنيسة، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وكذلك الأطفال الذين لم يعودوا قادرين على القراءة، وتراجع دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة حيث عدد الحائزين على درجات الدكتوراه من الأميركيين في تناقص، بينما عدد الآسيويين المتفوقين والخريجين في الميادين نفسها يتزايد. ورغم آرائه في التكنولوجيا إلا أنّ ميلر ظلّ "متشككا" إزاءها من الناحية العملية حيث، أنه وفي زمن الإنترنت، كان يكتب يدويا وبقلم الحبر نحو 1500 كلمة يوميا. وقبل وفاته، احتفلت الولايات المتحدة بعيد ميلاد ميلر الرابع والثمانين بعرض أفلامه وكتبه في ثلاث مراكز ثقافية كبري في مانهاتن. |