السبت, 10-مايو-2025 الساعة: 02:13 م - آخر تحديث: 01:43 م (43: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الصَّارُوخُ الْيَمَانِيُّ الْعَظِيمُ الذي زَلْزَلَ الكيان
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
 بيان هام صادر عن اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام (نص البيان)   اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام (صور)   (بالروح بالدم نفديك يا يمن).. المؤتمر يحتفي بأعياد الثورة (صور)   نص البيان الختامي لدورة اللجنة الدائمة الرئيسية  مونديال قطر 2022.. احتدام السباق بين الـ(8) الكبار على كأس العالم ( خارطة تفاعلية)
قضايا وآراء
المؤتمر نت - فرج بن غانم
إبراهيم طه أيوب -
فرج بن غانم: معنى أن تموت نبيلا
يقيني ان السودانيين الذين زاملوا الدكتور فرج سعيد بن غانم في مدرجات جامعة الخرطوم، سيدخلهم حزن كبير عندما ينقل لهم الناعي نبأ وفاته.

لقد عرف فرج بن غانم وسطهم بقلبه الكبير، ونبله الفريد، ووده الصادق، وصداقته المحببة، وأدبه الجم، وعلمه الغزير، وإخلاصه غير المحدود لوطنه وأمته.

كان وزملاؤه من طلاب حضرموت ملح الحرم الجامعي بجامعة الخرطوم. تشرفنا بصحبتهم وصداقتهم وطيب معشرهم، حملوا لنا معهم اليمن السعيد في ثوب قشيب وظللنا نؤمن ان اليمن هو فرج بن غانم والمرحوم سعيد عبد الخير نوبان وعيدروس والضالعي وغيرهم من الطلاب النجباء النبلاء.

يعتبر فرج بن غانم حتى الان امير من تخرج من كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية بجامعة الخرطوم، فقد كان بثاقب فكره، وسعة ادراكه، وغزارة علمه في الدرجة الوسطى بين الطالب والأستاذ.

كان يقبل على العلوم ينهلها برغبة جامحة وحب سرمدي. وكان في الوقت نفسه لا يبخل على رصفائه منه، ويقوم في كثير من الاحيان مقام الاستاذ العارف الحاذق. عرف الدكتور فرج باستقلاليته عن التنظيمات السياسية الطلابية، رغم انتمائه القومي الذي لم تخطئه العين، وفكره المناهض للاستبداد والفردية والطغيان. كان يتعاطف مع القوى الطلابية اليسارية، ويجاهر بتأييده للقوى الوطنية التي كانت تناهض الحكم البريطاني في بلاده. وعند تخرجه من جامعة الخرطوم رفض العروض المغرية التي قدمت له من قبل ادارة الجامعة، وفضل العودة الى بلاده للمشاركة في عملية التنمية السياسية والاقتصادية التي انتظمت جنوب اليمن وعمل في الوزارات المعنية بالتخطيط والاقتصاد والتنمية في الجنوب، ومن بعد اليمن الموحد. ثم ساهم في مجال العمل التشريعي والنيابي والدبلوماسي، حتى قادته كفاءاته العديدة الى رئاسة مجلس وزراء اليمن، حيث بقي في هذا المنصب لمدة عام واحد، اضطر بعده للاستقالة بعد التدخل المستمر في عمله، وشل قدرته على محاربة الفساد والتسيب في العمل العام.

عمل الدكتور فرج بن غانم في ظل نظامين سياسيين مغايرين فكرا وسياسة وإدارة، وفي كلا الحالين لم يتغير الرجل ولم تتبدل قناعاته. رفض الانتماء للحزب الاشتراكي في جنوب اليمن رغم تعاونه معه في السلطة، ورفض الانصهار في صفوف حزب مؤتمر الشعب العام، رغم عمله رئيسا للوزراء تحت ظله.

كل ما ذكر اعلاه يشير الى ان الدكتور فرج بن غانم كان من قلائل المثقفين والتكنوقراط العرب الذين فضوا مواجهة السلطان بدلا عن العيش في كنفه ومهادنته، حيث نجد غالبية المثقفين في زمننا هذا الاغبر رهن اشارة السلطان، وطوع بنانه، لا يقدرون على قول الحق، فهو مهما كان جائرا في سلوكه، وفاحشا في سياسته، يبقى الملاك الطاهر والرائد الذي لا يكذب اهله ولا يأتيه الباطل من خلف ومن قدام.

سيظل فرج بن غانم فريد عصره في الالتزام القومي، وعفة اليد واللسان والعلم الغزير وقول الحق، والأداء المتميز، ونبذ الالقاب والوظائف التي لا توجه خدمة للشعب. الا رحم الله فقيدنا الدكتور فرج بن غانم واسكنه جنان الخلد، فقد عاش عفيفا وآثر ان يموت نبيلا.

* دبلوماسي سوداني سابق

*الشرق الاوسط








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025