الجمعة, 18-أبريل-2025 الساعة: 12:26 م - آخر تحديث: 02:12 ص (12: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
المؤتمرنت/ د. مها النجار -
وحمل الحب حقائبه ورحل .. ..د.مها النجار
اسمحوا لي أن أحدثكم اليوم عن ظاهرة خطيرة فى حياتنا ، وهى ظاهرة ندركها جميعا ونشكوا منها جميعا ، ونشارك فيها جميعا ، وهى ظاهرة موت الإنسان بداخلنا ، وموت المشاعر والعلاقات الاجتماعية ، والإنسانية بيننا .. حاصرتنا مجموعة غريبه من وسائل التكنولوجيا وتناثرت حولها بقايانا امام التليفزيون ، وشاشات الكمبيوتر ، وأكاذيب الصحافة وألاعيب الإذاعة ، وعمليات غسيل المخ ، والحقائق المزيفة ، وأمام كل هذا فقد الانسان نفسة ... وبعد كل هذا هناك اشياء فقدت قيمتها فى سوق المعاملات البشريه .. الحب والوفاء والشهامة .. سقط الحب صريعا امام سطوة القتل ، والقمع ، والتوحش ، وسقطت الشهامة فى مستنقع التردى والانكسار .

قديما كانت العلاقات الاجتماعية ، والإنسانية موجودة بيننا ، وكانت الصداقة قيمة كبيرة فى حياتنا نهتم بها ، ونحافظ عليها ونرعاها اليوم استبدلنا علاقتنا بالبشر لنقيم علاقة غريبة وعجيبة مع أشخاص المسلسلات التليفزيونية الذين أصبحنا ننتظرهم ، وأصبحت حياتهم هى محور اهتماماتنا ، وأحاديثنا ، وأصبحنا نقضى معظم الوقت نتابع تفاصيل حياتهم حتى لم نعد نمتلك الوقت الذى يمكن أن نزور فيه الأقارب والأصدقاء ... وإذا حدث ... فإنما نقضى تلك الزيارة فى متابعة هذه الشخصيات التليفزيونية أو الحديث عن آخر أخبارها وضاعت حياتنا


وأصبح التليفون والكمبيوتر والمسد كووول هو الوسيلة الأساسية لصلة الرحم ، وهكذا ساهمت التكنولوجيا مع أشياء أخرى كثيرة فى قتل العلاقات الاجتماعية ، والإنسانية ، وجاء دور الإعلام بكل أجهزته على راس هذه الأشياء بعدما ساهم بنصيب الأسد فى محاربة الاهتمام بالآخر .. إن القيم الاسرية والانسانيه سقطت شهيدة امام ظروف صعبة ومناخ موبوء ارتكبت فيه هذة الاجهزة اكثر الاخطاء فجاجة في توجيه اجيال اليوم ... وهذا هو الفرق بين اجيال صنعها التليفزيون والكمبيوتر بكل قبحة ... واجيال عاشت الحياة يوم ان كانت اكثر انسانيه


وماتت العلاقات بالجيران بدعوى احترام الخصوصية حتى وصلنا إلى الإحتفال بمناسبتين مختلفتين فى منزلين متجاورين هذا يودع حبيب لديه والآخر يحتفل بزفاف احد ابنائه واختلطت دموع الفرح بدموع الحزن وتحجرت قلوب الالفة والمحبة بين الجيران لاننا صادقنا اجهزة حديدية واصبحت قلوبنا اكثر صلابة منها .
… حتى داخل منازلنا اختفت معاهدة العيش والملح بعدما اختفت اللمة حول السفرة وأصبح الجميع من أتباع ( التيك اواى ( ، وهكذا حمل الحب حقائبه ورحل عن حياتنا
وأصبح معظم وقتنا أمام التليفزيون اوالكمبيوتر الذى نظل مصلوبين أمامه حتى يأتى النوم



واختفت من حياتنا تلك اللحظة التى كان يقضيها الإنسان مع نفسه بالفراش يحاورها ويحاسبها عما فعلت وعما يتمنى أن تفعل حتى ياتى النوم ، وهكذا ماتت العلاقات مع الآخرين وانتهت علاقتنا بأنفسنا وأخشى إذا استمرت حياتنا على هذا المنوال أن يموت المجتمع الذى يجمعنا بعدما يتحول إلى مجموعة من الجزر الاجتماعية المنفردة والمنفصلة ، والتى تتباعد عن بعضها يوما بعد يوم وأخشى أن يموت بداخلنا الإنسان

أرجوكم

لنعمل جميعا على إحياء الإنسان بداخلنا وليعمل كل منا على أن يخصص بعض دقائق كل يوم يحاول فيها أن يتعرف على ذلك الكائن الذى يعيش معه فى نفس الجسد
وليعمل كل منا قدر استطاعته لتعود العلاقات من جديد بين تلك الجزر الاجتماعية المنفصلة لعلنا يوما نستطيع أن نصل بينها لتعود كمجتمع انسانى نسعد بالعيش فيه .
أرجوكم لا تسمحوا للإنسان بداخلنا أن يموت








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025