المدرب الالماني بين أحلام الفوز بكاس العالم والخلافات مدرب الفريق الالماني يورجن كلينسمان أمل الألمان في الفوز وفي الوقت نفسه كبش الفداء يقع مدرب الفريق الوطني الالماني لكرة القدم يورجن كلينسمان تحت ضغط كبير هذه الأيام، ففي حالة عدم تحقيق هدفه في الظفر بكاس البطولة، فإن عليه إعطاء مبررات كثيرة لمثل هذا الاخفاق. لم تكن كل قراراته التي اتخذها موضع ترحيب من قبل اتحاد الكرة الالماني والرأي العام على حد سواء، ولكن يحسب له قيامه بتغيير جذري في صفوف المنتخب الالماني بعد خروجه المبكر من منافست بطولة كأس أوروبا 2004 التي جرت في البرتغال. ففي الاشهر الاثنين والعشرين الماضية قام كلينسمان باختيار 37 لاعباً من 24 مباراة محلية لتشكيلة المنتخب، منهم احد عشر لاعباً جديداً. وكان هذا الاساس لاختيار 20 لاعباً للتشكيلة النهائية تحت قيادة الكابتن مايكل بالاك. لقد قام كلينسمان بهذا التغيير بوعي تام متجاوزاً كل الانتقادات. لقد أوضح كلينسمان دائما بأن لديه طريق واحد فقط يريد ان يسلكه في بناء فريق الماني جديد ، وهذا ما أيده فيه "أوليفر بيرهوف" مدير الفريق الفني و"يواخيم لوف" مدرب اللياقة البدنية وكذلك "أندرياس كوبكه" مدرب حراس المرمى، والا سوف يعني عدم سلك هذا الطريق بالنسبة له أفول نجم الفريق الالماني في هذه البطولة. وقد أدى أسلوب كلينسمان إلى حدوث خلافات بينه وبين بعض اللاعبين، فعلى سبيل المثال انتقد مدافع الفريق كريستيان فورنس مدرب الفريق علناً، مما دفع كلينسمان الى استبعاده من تشكيلة الفريق القومي. كما طرأت مسألة أخرى أصبحت بعد ذلك موضع خلاف شديد، الا وهي مسألة اختيار حارس المرمى، والتي تناولتها وسائل الاعلام الالمانية بكثرة. فألمانيا تعد البلد الوحيد الذي يجد نفسه في أزمة اختيار واحد من بين حراس مرمى يعدون من الطراز الاول عالمياً. وقد انحصر التنافس بين حارس مرمى فريق بايرن ميونيخ المخضرم "أوليفر كان" وبين الحارس "ينس ليمان" الذي يلعب لنادي أرسنال الانجليزي، وكلا الحارسين يعدان من المع حراس المرمى في العالم. الا ان تناول وسائل الاعلام هذا الموضوع بشكل مثير إضافة الى التخمينات المتواصلة دفعت بكلينسمان أن يعجل في حسم أمره بخصوص اختيار حارس مرمى الفريق قبل الموعد المتوقع، حيث فاجأ الجميع باختيار الحارس ليمان، و عبر الحارس "كان" على إثر ذلك عن خيبة أمله بسبب قرار كلينسمان. صحيح أن "كان" سيشارك رغم ذلك في بطولة كأس العالم 2006، الا انه في ضوء قرار كلينسمان سيجلس على مصطبة الاحتياط بديلا عن الحارس الاساسي "ليمان". وبعد انتهاء البطولة سوف لن يعرف مصير أوليفر كان. وفي هذا الاثناء انتشرت شائعات مفادها أن "كان" ينوي فعلاً الانسحاب من الفريق. إلا أن ما فاجأ المراقبين أنه التحق فعلا بتشكيلة الفريق التي ستخوض غمار النهائيات. كما أن مستقبل المدرب كلينسمان بعد البطولة مازال هو الآخر غير واضح المعالم، و كلينسمان نفسه حدد مساره عندما تولى تدريب الفريق في يوليو 2004 بالقول: "نريد أن نصبح أبطال العالم وكفى". وهذا يعني أنه ربط استمراره مع الفريق بنتائج الفريق في كأس العالم. في حال عدم وصول الفريق الالماني الى الدور نصف النهائي على الاقل، سيكون كلينسمان في موقف صعب للغاية. أما في حالة خروج المانيا مبكرا من الدور التمهيدي فان من المحتمل كثيرا أن يتخلى كلينسمان عن منصبه. وقد أشار رئيس اللجنة المنظمة للمونديال القيصر "فرانتس بيكنباور" بأن كلينسمان سوف لن يكون موضع ترحيب في حال خروج مبكر لالمانيا. وبحسب توصية القيصر بيكنباور يسير الاتحاد الالماني لكرة القدم الان في اتجاهين، الاول الابقاء على كلينسمان في حالة تحقيق الفيق نتائج طيبة في المونديال والثاني اعفائه في حال اخفاق المنتخب. يبدو أن كلينسمان سوف يكون له دوران بعد المونديال، إما أن يكون بطلاً قومياً أو أن يكون كبش فداء! |