محميات اليمن.. طبيعة ساحرة وبيئة متنوعة يتميز اليمن بتضاريس ومناخات متنوعة مما أعطاه تنوعاً في البيئات المناخية والطبيعية نتجت عنه أنواع متعددة من الأقاليم والبيئات تنوعت في أشكال الحياة البرية والبحرية النباتية والحيوانية النادرة ذات الأهمية الوطنية والإقليمية واليمن يزخر بهذه المناطق التي ما تزال تحتفظ بطبيعتها وتنوعها الحيوي الدولة حددت هذه المناطق وعملت لها الدراسات اللازمة لإعلانها محميات طبيعية. المهندس خالد طه الأصبحي مدير إدارة المحميات البرية والبحرية في الهيئة العامة لحماية البيئة تحدث لـ المؤتمر نت عن هذه المحميات وقال: هناك ست محميات اثنتان منها أعلن عنها رسمياً وأربع لا زالت قيد الدراسة، الاثنتان هما محمية عتمة وسوقطرة أما المحميات الأربع فهن برع وحوف وبلحاف بير علي وشرمة جثمون وعن المحميات المعلنة رسمياً بدأ المهندس الأصبحي بالتحدث عن محمية عتمة قائلاً: لعتمة ميزات طبيعية وذلك من حيث موقعها المتميز والمتوسط لشرق اليمن وغربه واعتدال مناخه وتنوعه والتضاريس الجبلية التي تغطيها نسبة عالية من التربة الزراعية الخصبة وارتفاع معدلات سقوط الأمطار السنوية ووجود الكثير من العيون والينابيع جعلت من عتمة محمية طبيعية، وأضاف بأن مساحتها 460 كم2 (64 هكتاراً) ومساحة غطاءها النباتي 50-60% منها والباقي تغطيه الأحراش والنباتات والمراعي الطبيعية. كما أكد أن المنطقة تحتوي على أشجار معمرة ونباتات طبية وعطرية نادرة كما تزخر بالحيوانات البرية (كالزواحف والطيور والحيوانات المفترسة والحشرات) مما جعلها تمتلك مقومات السياحة البيئية. مشيراً الى ان المنطقة أعلنت محمية طبيعية طبقاً لقرار مجلس الوزراء (137) لسنة 1999م. أما عن أرخبيل سوقطرة ذكر المهندس الأصبحي بأن الأرخبيل يتكون من جزيرة سوقطرة وجزر عبدالكوري وسمحة ودرسة. وأضاف بأن طبيعة الأرخبيل المعزولة عن المناطق القارية المجاورة في آسيا وأفريقيا أدت إلى مستوى مذهل من الاستيطان النباتي والحيواني فهي تعتبر بحق متحفا طبيعيا يتميز بتنوع بيولوجي ومعالم طبيعية وموارد نباتية وسمكية وفرص للسياحة البيئية ومرتع خصب للعلماء والباحثين. ثم عدد الأنواع النباتية التي تصل إلى حوالي (900 نوع) منها (300) مستوطن بينها مجموعة من النباتات الطبية (58 نبتة منوها أن في الجزيرة نباتات نادرة (ما يقارب 240 نوعاً) تعتبر (7) أنواع مهددة بالانقراض سجلت في السجل الأحمر للـ (Iucn) كما أشار إلى أن في الجزيرة (300) نوع من الأحياء الفطرية تتخذ من سوقطرة المكان الوحيد للعيش في العالم مما جعل الجزيرة أهم المواقع العالمية لصون التنوع الحيواني وأضاف أن في الجزيرة (190 نوعاً) من أنواع الطيور منها (30) نوعاً تتكاثر في الجزيرة وتحتوي ايضا على أحياء مائية عديدة كالسلاحف والشعب المرجانية واللؤلؤ الذي تشتهر به جزيرة سوقطرة بالإضافة إلى وجود الشلالات. أما عن المحميات التي لم تعلن رسميا ولا زالت قيد الدراسة قال المهندس الأصبحي هناك أربع محميات لم تعلن رسميا ومنها محمية حوف التي تتبع إدارياً محافظة المهرة وتبلغ مساحتها (30000) هكتار وتشمل الجزء الساحلي الممتد على طول ساحل خليج عدن وتقع في الجزء الشرقي لليمن وأوضح بأن المنطقة تتميز بغطاء نباتي يقدر (220 نوعاً) نباتياً ينتمي إلى (65) عائلة و (165) جنساً وتقدر بحوالي (7%) من النباتات في اليمن ومنها على سبيل المثال (اللبان والسدر والمشط والحومر والخدش والأسفد والعضد والكيليت). وأضاف بأن السكان يعتمدون على هذه الأشجار والشجيرات البرية لمدهم بالغذاء والدواء كما يستخدمون بعضها كوقود وبعضها الآخر كمواد للتجميل مؤكداً أن المنطقة تشتهر بالحيوانات البرية (كالنمر العربي والذئاب والضبع والوبر والغزال والوعول والقطط البرية). مشيراً إلى أن المنطقة تعتبر مأوى للعديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة حيث تم رصد حوالي (43 طير) مستوطناً ومهاجراً ويتبع (20) عائلة منها (الحجل وطائر السلوى الجبلي والحمام والعقاب الأسود والعوسق الأوروبي) كل هذا أعطى المنطقة مقومات لإنعاش السياحة البيئية. وأضاف بأن المنطقة تتعرض لنشاطات بشرية سلبية تعرض الكثير من الكائنات الحية إلى خطر الانقراض وتخل بالتوازن الطبيعي للبيئة لذا قدمت اقتراحات لإعلانها كمحمية. وعن برع قال الأصبحي تبرز خاصية مناخها في كميات الأمطار وتواجد الغيوم والضباب مما يعطي المنطقة رطوبة عالية ونظراً للأهمية البيومناخية والبيولوجية تعتبر منطقة براع من أغنى مناطق اليمن من حيث التنوع البيولوجي والبيئي. ويعتبر آخر ما تبقى من الغابات ذات الكثافة المشابهة بالجزيرة العربية وأضاف أن المنطقة تحوي قطعاناً من القردة والضباع والزواحف والطيور المستوطنة والمهاجرة والحشرات التي انقرضت في كثير من الأراضي الزراعية. منوها أن المنطقة تزرع الموز وأشجار البن والقمح. كما أكد أن المنطقة تكتسب أهمية وطنية وعالمية نظرا للتنوع البيولوجي والألوان والأشكال الهندسية للصخور والأماكن الشاهقة كالعمود الجرانيتي والتناغم الفريد بين سطح الجبل اللا انتظامي (بشكله الطبيعي) وآخر غاية في الانتظام تغطيه المزروعات كاملة وهذه أحد النماذج النادرة في العالم. يذكر أن جبل برع يتبع محافظة الحديدة ويبعد عنها (50) كم إلى الشرق ويرتفع (300 –2200 م عن سطح البحر). أما محمية شرمة جثمون التي يمتد ساحلها بطول (50) كم إلى الشرق من المكلا أكد المهندس الأصبحي أنها مأوى رئيسي لتعشيش السلاحف البحرية المهددة عالمياً كما تمثل مواقع وطنية وعالمية لاستيطان العديد من السلاحف وحمايتها من الانقراض. كما تشكل المنطقة جزءاً من المنطقة الساحلية لخليج عدن ذات النظام البيئي المنفرد وعالي الإنتاجية وأضاف بأن المنطقة ذات قيمة شاملة لا يمكن تجاهلها كونها ذات نظام فريد في توطين عدة أنواع من الحيوانات التي توشك أن تنقرض مشيراً إلى أن المنطقة قريبة من مدينة الشحر الساحلية التي هي خليط من الفن اليمني والعربي والهندي كما تحتوي على حمامات المنابع الدافئة. وأخيراً محمية بلحاف – بروم والتي يبلغ طول ساحلها (75) كم وتتبع محافظة حضرموت. والتي أكد مدير المحميات الطبيعية أنها تحتوي على أنواع عديدة من الحيتان وأهمها الدلافين كما أنها تعتبر محطة رئيسية للطيور البحرية والمهاجرة بأسراب كبيرة جداً. وأضاف بأن منطقة بير علي توجد بها بحيرة بركانية عملاقة تتميز بمياهها ذات اللون الفيروزي فوق بركان خامد تحيط بها أشجار الشورى (المانجروف). كما أشار إلى جود الطيور البحرية خاصة الطيور الاستوائية وأنها موطن مهم ونادر للشعب المرجانية وأنك تستطيع مشاهدة خليج المكلا الكبير من خلال تصدع بيولوجي والذي تكثر فيه الطيور المهاجرة من الهند وأفريقيا. الجدير بالذكر أن المنطقة تحوي (90) نوعاً و (42) جنساً و (19) عائلة و (6) رتب من الشعب المرجانية. |