الأمم المتحدة تحقق في مقتل الحريري

السبت, 26-فبراير-2005

المؤتمر نت -
الأمم المتحدة تحقق في مقتل الحريري
بدأ فريق من الامم المتحدة تحقيقا في بيروت يوم الجمعة في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والذي انحت المعارضة اللبنانية باللائمة فيه على سوريا.
واشعل مقتل الحريري جدلا حول وجود القوات السورية في لبنان وأدى لتصعيد الضغط الدولي على دمشق لتنهي دورها المسيطر في جارتها الاصغر.
لكن القوات السورية في شمال البلاد كانت لا تزال في مواقعها يوم الجمعة بعد مرور يوم على اعلان دمشق أنها تخطط لسحب قواتها تجاه الحدود تمشيا مع اتفاقية الطائف التي أنهت الحرب الاهلية اللبنانية التي دارت فيما بين عامي 1975 و1990.
وقال وزير الدفاع اللبناني عبد الرحيم مراد إن القوات السورية واللبنانية على اتصال للاتفاق على جدول زمني لاعادة الانتشار التي قال إنها ستتم خلال "ساعات أو أيام".
وغضب مجلس الامن من التفجير الذي وقع في 14 فبراير شباط وأودى بحياة الحريري و17 آخرين وطلب المجلس من كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة اعداد تقرير بشكل عاجل بشأن "ملابسات وأسباب وعواقب هذا الاغتيال."
ورفضت الحكومة اللبنانية التي تدعمها سوريا دعوات لتشكيل لجنة تحقيق دولية ولكنها تعهدت بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة.
وابلغ بيتر فيتزجيرالد نائب مفوض الشرطة الايرلندية ورئيس فريق الامم المتحدة المؤلف من ثلاثة أعضاء الصحفيين في بيروت انه تعهد "بالحياد والمهنية بشكل تام".
وقال "إنني أتطلع للعمل عن كثب مع السلطات اللبنانية ومعرفة التقدم الذي حققته في التحقيق في هذه الجريمة الفظيعة.
"سنسعى أيضا للتحدث مع آخرين قد يساعدوننا في انجاز تفويضنا."
وقال عنان لقناة العربية الفضائية إنه يأمل أن يتمكن فيتزجيرالد من تقديم تقريره قبل أن يقدم الامين العام تقريرا إلى مجلس الامن بشأن انسحاب القوات السورية.
وأضاف في مقابلة اذيعت بالكامل يوم الجمعة "أحث الجميع على التعاون مع أفراد الفريق."
وبدأت السلطات اللبنانية التي نشرت تفصيلات بسيطة تحقيقا خاصا بها وسعت إلى الحصول على خبرة سويسرية في مجال اختبار الحمض النووي والمتفجرات.
وتنحي شخصيات المعارضة اللبنانية باللائمة على سوريا وحلفائها في لبنان في قتل الحريري وهو رجل أعمال ثري كانت تربطه علاقات قوية بالعديد من زعماء العالم.
ولكن اعادة نشر القوات في سهل البقاع الاستراتيجي والتي يقول اللبنانيون إنها تستثني جهاز المخابرات مرهوب الجانب هي خطوة لا تصل إلى حد تلبية مطالب الولايات المتحدة وفرنسا بالاضافة إلى قرار أصدره مجلس الامن الدولي بالانسحاب الكامل.
وقالت واشنطن إن إعادة الانتشار ليست كافية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية يوم الخميس "كما قلنا من قبل فان قرار مجلس الأمن 1559 يدعو بوضوح وبعبارات لا لبس فيها كل القوات الاجنبية إلى الانسحاب من لبنان.
"اعادة نشر القوات إلى البقاع وفقا للطائف..لا يمتثل للقرار 1559 أو ارادة المجتمع الدولي كما انعكست في هذا القرار."
وحث عنان سوريا يوم الخميس على سحب قواتها من لبنان بحلول أبريل نيسان وهو الموعد المقرر لتقديم تقرير بشأن هذه القضية الى مجلس الامن الدولي.
لكن فريد ايكهارد كبير المتحدثين باسم الامم المتحدة قال في وقت لاحق إن عنان لم يكن يحدد مهلة ولم يكن يؤيد عقوبات محتملة بسبب عدم الالتزام.
وقال عنان للقناة الفضائية "احساسي أن الجميع سيحاولون الحد من التوتر وفي نفس الوقت الضغط على سوريا وتشجيعها على الالتزام."
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاربعاء إنه سينتظر رد سوريا على الضغوط قبل أن يسعى لفرض عقوبات عليها من قبل الامم المتحدة.
وقال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة نشرت يوم الجمعة إن بلاده تريد حوارا مع الولايات المتحدة رغم أن سياسة واشنطن في الشرق الاوسط تفتقر للرؤية.

وقال الاسد لصحيفة حريت التركية اليومية الواسعة الانتشار في المقابلة "المحادثات بشأن القضايا الامنية يجب الا تتوقف. الوسيلة الوحيدة لعمل ذلك هو من خلال الحوار المباشر. إننا نسعى إلى ذلك لكننا لا يمكننا أن نجد نفس الموقف في بعض الدوائر الامريكية."
وقال "إننا ننظر إلى الولايات المتحدة على أنها قوة عظمى يمكنها منع الفوضى في العالم. لكن هذا الدور يقتضي رؤية عامة. وللأسف في الوقت الراهن لا وجود لهذه الرؤية. وهذا الافتقار للرؤية يسبب قلقا لنا وللعالم.