الثلاثاء, 01-يوليو-2025 الساعة: 07:18 م - آخر تحديث: 07:01 م (01: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الزواج المبكر.. أسبابه وأضراره وطرق الحد منه
د. جميل حسن شروف
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
ثقافة
المؤتمر نت - في تلك السنوات البيضاء التي قضاها سليمان العيسى بيننا في اليمن، كان يبدو أنه قد قرّر التوقف عن المضي قدماً في العمر. بقي طوال تلك السنوات بالهيئة ذاتها التي رأيناه فيها للمرة الأولى

جمال جبران -
يا زمان الوصل في اليمن السعيد


15 عاماً أمضاها في صنعاء مع رفيقة دربه ملكة أبيض التي أكّدت منذ يومين أنّه لم يفقد وعيه ولو أنّه عانى صعوبات في النطق. حصيلة هذه الإقامة كانت «ديوان اليمن»، ومجموعة أعمال صدرت في مجلّدات تحت عنوان «ثمالات» وكتاب «أوراق من حياتي» الذي يروي شيئاً من سيرته


في تلك السنوات البيضاء التي قضاها سليمان العيسى بيننا في اليمن، كان يبدو أنه قد قرّر التوقف عن المضي قدماً في العمر. بقي طوال تلك السنوات بالهيئة ذاتها التي رأيناه فيها للمرة الأولى حتى عودته إلى بلده الأول، سوريا. نحو 15 سنة قضاها في «اليمن السعيد». وكان سعيداً بها مع رفيقة دربه ملكة أبيض، أستاذة الأدب الفرنسي في «جامعة صنعاء» وكنّا سعداء بهما. في تصريح لوكالة «سانا»، أعربت ملكة أبيض عن بالغ حزنها بفقدان زوجها، مؤكدة أنّه «لم يفقد وعيه خلال الفترة الأخيرة رغم أنه لم يستطع النطق بشكل جيد». وقالت «بقي يشعر بكل ما حوله حتى آخر لحظات حياته، إذ كنا نتحدث عن عيد الفطر السعيد وكيف سنقضيه». خلال سنوات إقامته في اليمن، كان صاحب «ديوان اليمن» لا يفعل شيئاً كي يثبت أنّه صار يمنياً ولا يحتاج إلى وثيقة كي تؤكد ذلك. يخرج معنا وزوجته في رحلاتنا الجامعية المختلطة أيام كانت «جامعة صنعاء» ما زالت جامعة محترمة، يقرأ لنا من «ديوان الأطفال» ويقول: «ماما ماما يا أنغاماً تملأ قلبي بندى الحبِ، أنتِ نشيدي عيدكِ عيدي، بسمة أمي سر وجودي».

وهذا من النوع الشعري المخصص للأطفال الذي أعلن تفرغه له بعد النكسة أو خلال مشاركاته معنا في تلك الصباحيات الشعرية التي كنّا نقيمها له في كلية الآداب بعدما صرنا مساعدين أكاديميين فيها ونعمل مع رفيقته الدكتورة ملكة أبيض، وصولاً إلى تركنا الجامعة واشتغالنا في جرائد تحوي أقساماً تعنى بالأدب وشؤونه. وكان أن فُتحت صفحاتها لنشر جديده الشعري وإصداراته التي صارت تخرج إلى المكتبات بشكل منتظم، وأغلبها حول اليمن مكاناً وإنساناً.

يقول خالد الرويشان، وهو وزير ثقافة سابق، إنّهم أصدروا وأعادوا إصدار الكثير من منجزات سليمان العيسى: ديوان ضخم سماه «ديوان اليمن»، وجملة أعمال متتالية صدرت في مجلّدات بأجزاء عنونها بـ«ثمالات»، إضافة إلى كتاب «أوراق من حياتي» يروي فيه شيئاً من حياته إلى جوار ترجمة للكتاب إلى الفرنسية أنجزتها رفيقته ملكة أبيض. في هذا العمل، حكى عن ولادته في قرية النعيرية، وعلاقته بالحرف الذي تعلّمه على يد أبيه المعلم في كُتّاب القرية وأخذه إلى قواعد النحو والصرف والرياضيات.

وعندما انتقل من القرية إلى مدرسة ابتدائية في أنطاكية، ساعدته هذه العلوم على دخول المرحلة الرابعة مباشرة. كانت فترة قصيرة قبل أن يصعد إلى منصة القول الشعري وهو في الصف الدراسي الخامس بقصائد تمّس العصب الوطني لدى الجماهير المتأهبة لمجابهة الاستعمار الفرنسي. انتقال جديد سيفعله شاعر «إني أواصل الأرق» عندما نُزع لواء الاسكندرون ليرحل في بقاع شتى من حماة، فاللاذقية إلى دمشق. سوف يسجن كثيراً بعد ذلك ويزداد تعلقه بالقصيدة وبالوطن وبالعمل السياسي عبر مشاركته في تأسيس «حزب البعث» وهو طالب في المرحلة الثانوية.

بعد ذلك، انطلق في الشعر واللغة وبما يحيط بهما من فضاء ليشارك في تأسيس «اتحاد الكتاب العرب» في دمشق ليُنتخب بعدها بسنوات ويدخل في قائمة أعضاء «مجمع اللغة العربية» في دمشق (1990). وبين هذا وذاك، تنقل بين دول عربية عدة ليستقر في اليمن قبل أن يعود نهائياً إلى دمشق حيث صمت ولم يعد قادراً على الكلام.

في العامين الأخيرين وخلال الاتصالات الهاتفية التي كان أصدقاؤه الكبار في صنعاء يجرونها معه، كان يمتنع عن الحديث وتتكفل رفيقته ملكة أبيض بذلك ناقلة أخبار «الشاعر اليمني الذي صار مقيماً في دمشق».

كأنه سأم الكلام عن مشاهد الخراب التي صار يراها كل يوم على الشاشة ولم يكن يتوقع أن يراها، رغم أنّه كتب يوماً في أوراقه «أعتزُ بشيء واحد، هو أحلامي التي كانت وراء كل كلمة قلتها في حياتي، ولا أرى لحياتي معنى من دون حلم، وهو من يحرّكنا، ويحمل العزاء إلينا، في أمرّ الهزائم، وأقسى الانكسارات». كما قال «لن أعلن وفاتي. إن جذوري تزال في أعماق أعماق هذه الأرض، ونحن لسنا نهاية الدنيا».
* عن الاخبار اللبنانية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025